عقب استمرار فيروس كورونا في الإنتشار بالمغرب، وارتفاع عدد الحالات المؤكدة إلى 58 حالة إلى حدود الساعة، أزاح نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي الغبار عن مسألة ترميم وإعادة فتح مستشفى بنصميم، الواقع بضواحي مدينة إفران، الذي كان يعتبر في ما مضى أكبر مستشفى لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية في القارة الإفريقية مند أربعينيات القرن الماضي. وانطلقت دعوات من موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" تطالب بترميم وتأهيل وإعادة فتح المستشفى المذكور، لإحالة المصابين بفيروس كورونا عليه، في حال تكاثر عددهم، خاصة في ظل محدودية الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، ونظرا للموقع الجغرافي للمستشفى وهواء المنطقة، اللذين من شأنهما المساعدين على الشفاء من الأمراض التنفسية، ناهيك عن بُعده عن التجمعات السكانية. وبهذا الخصوص، أنشئ نشطاء على فيسبوك، صفحة تحت عنوان "Pour l'ouverture de l'hôpital de Ben Smim le grand édifice oublié" للمطالبة بإعادة الإعتبار لهذه المعلمة التاريخية التي كانت و لازالت شاهدة على حقبة زمنية تولى فيها "مستشفى بنصميم" الريادة في القارة الإفريقية، و كان مثالا يحتذى به في علاج الأمراض الصدرية والتنفسية في خمسينيات القرن الماضي. ومن جهتها، رفعت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب مذكرة حول مقترحاتها بخصوص الإجراءات والتدابير لتأهيل القطاع الصحي، ضمن حزمة مقترحات أخرى تتعلق بالتخفيف من تداعيات جائحة "كورونا"، تضمنت مقترحا بإصلاح مستشفى بن صميم. واقترحت اللجنة البرلمانية المذكورة، عقب اجتماعها أمس الأربعاء 18 مارس الجاري، إصلاح وصيانة وتأهيل وتجهيز مستشفى بنصميم للأمراض التنفسية. الرابطة المغربية للشباب والطلبة من أجل التنمية والحداثة، بدورها دعت الحكومة إلى إعداد البنيات الطبية من قبيل تجهيز وإعادة فتح مستشفى قرية بنصميم نواحي إفران. وشُيد هذا المستشفى المتخصص في قرية بنصميم، نواحي مدينة إفران، على مساحة ثمانين هكتارا، وسط جبال الأطلس، التي يساعد هواؤها على شفاء مرضى السل والأمراض التنفسية، حيث عُولج به آلاف المرضى الأمراض التنفسية، في أربعينيات القرن الماضي، مما جعل النشطاء ينادون بضرورة إعادة فتحه لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا بالمغرب. و يتكون هذا المستشفى الضخم من سبع طوابق، بالإضافة إلى طوابق تحت أرضي، في مكان استراتيجي و ملائم جدا لاستقبال مرضى كورونا، حيثتم اختيار المنطقة التي بُني فيها مستشفى بعد أن قضّى بها مواطن فرنسي كان يعاني من مرض السل، ولم يجد له علاجا في فرنسا، مدة من الزمن، فتحسنت حالته الصحية، ولما بحث الأطباء في موضوع شفائه توصلوا إلى أن السبب هو هواء المنطقة التي أقام بها، فقررت سلطات الاستعمار بناء مستشفى بها، عولج فيه آلاف المرضى من أواسط الخمسينيات إلى غاية عام 1973.