أكد المغرب، أمس الاثنين من ليبروفيل، الحاجة إلى عمل جماعي متكامل ومتضافر لمعالجة وضعية الأطفال في النزاعات المسلحة. وقال سفير صاحب الجلالة في الغابون، عبد الله الصبيحي، خلال مداخلة له في الندوة السابعة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا الخاصة "بوضعية الأطفال في إفريقيا أثناء النزاعات المسلحة"، إن المغرب على قناعة بأن الانخراط في عمل جماعي متكامل ومتضافر ضروري لمعالجة وضعية الأطفال في النزاعات المسلحة"، مسجلا أن عملا من هذا القبيل يتعين أن يستند إلى عدة معايير. واستحضر، في هذا الصدد، من بين أمور عدة، ضرورة تعزيز دور الدبلوماسية الوقائية والحكامة الجيدة، وحماية حقوق الطفل وتعزيز سيادة القانون كضامن مؤسساتي وقائي عند اندلاع أو تجدد النزاعات. وشدد أيضا على ضرورة مكافحة أسباب الضعف والهشاشة من خلال تنفيذ استراتيجيات محددة الأهداف للتنمية المستدامة، وتدعيم البرامج التي تركز على التعليم كتدبير وقائي ضد تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة. وبحسب الدبلوماسي المغربي، فإن مكان الأطفال ليس في ميادين المعارك والصراعات بل على مقاعد الدرس وفي حضن أسرهم، مشيرا إلى أن المغرب انخرط في الجهود الدولية لمحاربة هذه الظاهرة غير المقبولة، وانضم إلى جميع الصكوك الدولية لحماية وتعزيز حقوق الطفل. كما أبرز المسؤول المغربي العلاقة الوثيقة بين السلم والتنمية والأمن، مذكرا بأن المملكة نظمت، خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي في شتنبر 2019، اجتماعا وزاريا في نيويورك حول هذا الموضوع، تم خلاله تسليط الضوء على الترابط القائم بين السلم والأمن والتنمية من أجل ضمان فعالية الجهود المبذولة لمنع الصراعات وللمحافظة وتعزيز السلم في إفريقيا. وبالنسبة للمغرب، يضيف الصبيحي، فإن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية لأجندة 2063 من شأنها أن تسهم بشكل كبير في القضاء التدريجي على مشكل الأطفال في النزاعات المسلحة. وحول نفس الموضوع، أكد الوزير الأول الغابوني، جوليان انكوجي بيكالي أنه "بالنظر إلى خطورة هذا الوضع، من الضروري تجاوز مستوى الاستنكار والتنديد الى العمل من أجل تعبئة أكثر أهمية، وحشد جهود تكون مثمرة بشأن مصائر هؤلاء الأطفال في ميادين القتال. " وتابع أن الأمر يتعلق ب"مأساة خطيرة توجد على مرمى أبصارنا. والعنف الخطير الذي يقعون ضحايا له، يتمثل على وجه الخصوص في عمليات القتل، والمشاركة القسرية في الأعمال العدائية، والاستعباد الجنسي، وفي استخدامهم كدروع بشرية وأيضا في الهجمات على المدارس والمستشفيات (…) مع ما لذلك من تداعيات سلبية على إمكانات الوصول إلى التعليم والصحة". ويروم هذا الاجتماع، الذي ينظمه على مدي يومين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي والحكومة الغابونية بالتعاون مع معهد الأممالمتحدة للتدريب والبحث ومفوضية الاتحاد الإفريقي، مناقشة وتبادل الآراء حول قضايا التنسيق بشأن السلم والأمن في القارة بين كل من مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي والأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والأممالمتحدة وشركاء الاتحاد الإفريقي. وتستعرض هذه الندوة رفيعة المستوى الحالة الأمنية في القارة، لا سيما في جمهورية إفريقيا الوسطى والساحل وليبيا. ويمثل المغرب في هذا الحدث، المنتظم تحت شعار "إسكات الأسلحة في إفريقيا: تهيئة بيئة مواتية للأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة"، وفد برئاسة سفير صاحب الجلالة في الغابون عبد الله الصبيحي، والسفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا محمد عروشي. وتجدر الإشارة الى أن دورة ليبرفيل هاته عرفت، على الخصوص، مشاركة أعضاء من مفوضية الاتحاد الإفريقي وممثلين عن الأممالمتحدة ووزير الخارجية البوروندي ورئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لشهر يناير.