اعتقلت عناصر الشرطة القضائية للأمن الإقليمي بآسفي، ظهر الثلاثاء الماضي، بتعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة ذاتها، مالك محل لبيع الأكلات الخفيفة (سناك)، والذي تسبب في تسمم 58 شخصا، أغلبهم أطفال، تلقوا العلاجات الضرورية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي. وبحسب "الصباح"، فقد جاء إيقاف مالك «السناك» المذكور، بعد إنجاز مسطرة الاستماع إلى جميع الضحايا، الذين أكدوا من خلال مجمل تصريحاتهم المضمنة في محضر الشرطة القضائية، أنهم تناولوا وجبات أكل بالمحل المذكور يوم الأحد الماضي، ما جعلهم يصابون بالتسمم، إذ تناولوا «سندويتشات» محشوة باللحم المفروم وكذا لحم الديك الرومي. وقرر الضحايا، من خلال الاستماع إليهم متابعة المسؤولين عن المطعم. وبعد ذلك تمت مداهمة المحل المذكور الذي استمر في تقديم الوجبات لزبنائه رغم حالات التسمم التي تسبب فيها، من قبل عناصر الشرطة القضائية للأمن الإقليمي ومسؤولين بمكتب حفظ الصحة التابع للجماعة الترابية لآسفي، إذ مكنت الأبحاث الميدانية التي قامت بها المصالح المعنية، من حجز حوالي 35كيلو غراما من لحم الديك الرومي في منتهي الصلاحية، وما يقارب أربعة كيلوغرامات ونصف من اللحم المفروم المعد للاستهلاك رغم انتهاء مدة صلاحيته، كما تم حجز زهاء 6 كيلوغرامات من الشحوم. بعد ذلك تم الاستماع إلى المسؤول عن المحل، إذ لم تتسرب أي معطيات بخصوص التصريحات التي أدلى بها،ووضع رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار إحالته على النيابة العامة المختصة. وفضح هذا الحادث، مافيا الاتجار في اللحوم غير الصالحة لللاستهلاك، والتي يتم جلبها من قبل شخصيات نافذة في المدينة من الأسواق الأسبوعية وإعادة تسويقها بالعديد من محلات بيع ألأكلات الخفيفة. وتشير مصادر جد مطلعة، إلى أن مافيا متخصصة في بيع اللحوم غير الصالحة للاستهلاك، تسوق اللحم المفروم بمحلات بيع الأكلات الخفيفة بثمن لا يتعدى 35 درهما، في حين أن الثمن الحقيقي المتداول بالسوق المحلية يصل إلى 85 درهما. وأضافت المصادر نفسها، أن المافيا المذكورة تتخذ من أحد المنازل الكائنة بالمدينةالجديدة، فضاء لتخزين هذه اللحوم قبل تسويقها بالمدينة. يشار إلى أن مستشفى محمد الخامس بآسفي، استقبل الاثنين الماضي، ثلاث حالات في بادئ الأمر لمصابين بالتسمم وفي حدود الساعة الثانية عشرة، بلغ عدد الوافدين على المستشفى حوالي 20 مصابا، ما استدعى إعلان حالة استنفار قصوى بالمصالح الطبية بآسفي، إذ وصل عدد الحالات إلى حدود ليلة الاثنين/ الثلاثاء، 58 حالة، أغلبهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين أربع سنوات و15 سنة. وفي الوقت الذي خضع أغلب المصابين للعلاج، وغادروا المستشفى، فإن الطاقم الطبي قرر الاحتفاظ بحوالي 20 حالة، ووضعها تحت المراقبة الطبية، نظرا للحالة الصحية التي كانوا عليها، وتم توزيعهم على مجموعة من الأقسام الطبية كقسم الرجال والنساء والأطفال.