أثار خبر الشروع في تشييد أكبر نصب للهولوكوست بمراكش الذي فجرته "كش24" صباح أمس الجمعة 22 غشت، موجة من الغضب وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادات حادة للسلطات، من طرف عدد من المهتمين والحقوقيين المناهضين للتطبيع. واعتبر أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، تشييد نصب تذكاري لمحرقة الهولوكوست بمراكش ، اختراقا صهيونيا للمغرب، معبرا عن إدانته الشديدة لهذا الاختراق الصهيوني، الذي بلغ مستويات غير مسبوقة بالمغرب. من جهته تساءل الحقوقي عزيز هناوي في تدوينة على الفيسبوك، عن علاقة المغرب بالهولوكوست، حتى يتم بناء أكبر نصب له في العالم..؟ ولماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لضحايا المحارق الإسرائيلية بحق أطفال صبرا وشاتيلا ودير ياسين وجنين وغزة وقانا بلبنان ! أو نصب تذكاري لحارة المغاربة بالقدس التي اغتصبها اليهود الصهاينة. عمر أربيب عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبر بدوره في تصريح ل "كش24" عن استغرابه لاختيار المغرب لاحتضان أكبر نصب تذكاري لما يسمى ب"الهولوكوست"، مشيرا أن أصحاب المشروع يتحدثون عن التعذيب، في حين أن الكيان الصهيوني هو آخر من يمكن أن يتحدث عن الحماية من التعذيب والجرائم ضد الانسانية، لكونه يمارس الإبادة في حق الشعب الفلسطيني بشكل يومي، واذا كان لابد من إقامة نصب تذكاري على المستوى العالمي، فيجب أن يكون تذكار لضحايا الحروب والجرائم ضد الانسانية التي تقترف حاليا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مستمر. بالمقابل كانت لهجة رواد مواقع التواصل الاجتماعي أكثر حدة، حيث تم توجيه اتهامات خطيرة للحكومة المغربية والسلطات، مرفوقة بتساؤلات حول الجهة التي رخصت لتشييد المشروع، و الذي يضم مجموعة من العلامات الماسونية من ابرزها علامة كبيرة تعتلي احدى بنايات النصب والتي تمثل عند الماسونيين الإله "بافوميت" وهو يجسد الشيطان، علما ان أوليفر بينكوفسكي، مؤسس "بيكسل هيلبر" صاحبة المشروع، يعتز بكونه ألمانيا ذو جذور بولندية وخلفية "ماسونية". وقد عرف أوليفر بينكوفسكى مؤخرا، بعرض عدة صور ضوئية في برلين اثارت جدلا واسعا في العالم، حيث عرض صورا ضوئية ضخمة لأردوغان ظهر فى بعضها بشارب هتلر، كما سبق له ايضا أن رسم لوحة ضوئية على مبنى السفارة السعودية في برلين تضمنت علم تنظيم "داعش" وعبارة "بنك داعش" في محاولة منه -كما يقول- إلى لفت الانتباه إلى العلاقة بين المملكة السعودية والتنظيم الإرهابي. ويشار ان أعمال البناء في ورش أكبر نصب تذكاري للهولوكوست في العالم بمراكش، والذي يعتبر أول نصب تذكاري للمحرقة في شمال إفريقيا، بدات في 17 يوليوز الماضي، في مكان يقع على بعد 26 كيلومتر من مراكش، في اتجاه مدينة وارزازات وفق ما كشفت عنه تقارير اعلامية اسرائيلية. وتقول المؤسسة الالمانية التي تقف وراء بناء النصب الذي من المنتظر ان يصبح مزارا عالميا لليهود وغيرهم من مختلف الديانات، انها تهدف الى لفت الانتباه الى حالات التعذيب وسوء المعاملة الفردية، وحث الدول إلى اتخاذ تدابير وقائية، لتجنب تعذيب واضطهاد الأقليات، وحظر استخدام الاعترافات القسرية في المحكمة، من أجل عالم خالٍ من التعذيب.