سار مئات المتظاهرين في شوارع بعض المدن السودانية الخميس مرددين "سلطة مدنية" بعد ان دعا منظمو الاحتجاجات الى ممارسة ضغوط على العسكريين لتسليم السلطة للمدنيين، وفقا لشهود وسكان. وقد دعا قادة الاحتجاجات الى التظاهر مجددا بما في ذلك ليلا ضد ضباط الجيش الذين يرفضون تسليم السلطة الي المدنيين في ظل تصاعد التوتر بين الطرفين اثر فض اعتصام المحتجين الذي دام شهرين. وأكد شهود عيان إن متظاهرين نزلوا الى الشوارع في مدينة بورتسودان على البحر الاحمر شرق البلاد وفي الابيض ومدني في الوسط، وكسلا في الشرق . وقال أحدهم لفرانس برس عبر الهاتف "كانوا يهتفون مدنية، مدنية". وقال محمد خليل (22 عاما) الطالب الجامعي من بورتسودان " خرجنا بعد دعوة الحرية والتغيير وهي الجهة التي ظلت تقودنا خلال ستة اشهر ونحن نستجيب لدعواتهم". وأضاف "خرجنا لان ثورتنا لم تكتمل بعد (…) مطلبنا الاساسي حكم مدني أنني متأكد من أننا سنحصل عليه". من جهتها، قالت سلوى محمد(32 عاما) من مدينة الابيض "خرجنا لان ثورتنا ما زالت في منتصف الطريق.يجب اكمال الطريق الى نهايته حتى حكم مدني يفتح الباب لديمقراطية وحرية وسلام". وكانت اعداد المتظاهرين في مدني والابيض وكسلا بالعشرات. وفي الخرطوم وقف العشرات وهم يحملون لافتات كتب عليها "حكم مدني" و"محاكمة مرتكبي مجزرة 3يونيو" امام المبنى الرئيسي لشركة الكهرباء وخارج وزارات الصحة والنفط والاعلام. ومنذ دجنبر الماضي تظاهر السودانيون ضد حكم عمر البشير الذي استمر ثلاثة عقود. واعتصم عشرات الالاف امام القيادة العامة للجيش في السادس من نيسان/ابريل الماضي. وبعد خمسة ايام اطاح الجيش بالبشير ولكن الاعتصام استمر شهرين للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين. وتعثرت المفاوضات بين المجلس العسكري و"تحالف قوى الحرية والتغيير" الذي قاد الاحتجاجات منتصف أيار/مايو الماضي. واوقف المجلس المفاوضات بعد فض الاعتصام بواسطة مسلحين يرتدون الازياء العسكرية في الثالث من حزيران/يونيو . يقول المحتجون أن 128 شخصا قتلوا مذاك غالبيتهم في منطقة الاعتصام، في حين تؤكد وزارة الصحة أن عدد القتلى بلغ 61 شخصا.