تعيش مدينة زاكورة خلال شهر رمضان الأبرك أجواء روحانية تؤكد على رسوخ العديد من المبادرات والتقاليد التي دأب سكان المنطقة على القيام بها. ويكتسي شهر رمضان بمدينة زاكورة أهمية خاصة تبرز على مستوى الأجواء المفعمة بالإيمان والتضرع إلى الله، وتنظيم الأنشطة الدينية والإنسانية التي تضفي على هذا الشهر نكهة خاصة. و تحتضن مساجد مدينة زاكورة، خلال شهر رمضان، مجموعة من الأنشطة العلمية والدروس الدينية المكثفة التي تعرف إقبالا كبيرا من المصلين والمتلقين للإرشادات الدينية التي تجيب عن كثير من أسئلتهم الفقهية والحياتية. ويتوافد سكان إقليم زاكورة بشكل كبير على المساجد من أجل الاستماع إلى التوجيهات الدينية والاستفادة من حلقات الذكر وقراءة القرآن، وكذا مناقشة بعض الكتب الدينية، وأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح. ويعتبر عبد المجيد الخوماني، عضو المجلس العلمي المحلي لزاكورة، أن "اكتظاظ المساجد بالمصلين خلال الصلوات الخمس، وصلاة التراويح طيلة شهر رمضان، يدل على الأجواء الإيمانية لرمضان، ودلالة على عودة القلوب لإعمار هذه الأماكن، نظرا لما لهذا الشهر الكريم من قداسة وروحانية لدى المغاربة عامة وسكان زاكورة بصفة خاصة". وأبرز الخوماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الإقبال على الصلاة في المساجد خلال هذا الشهر الفضيل، يمثل إشارة قوية على الإيمان القوي لسكان زاكورة وتعلقهم بخالقهم بنية صادقة"، مشددا على أن ذلك يأتي "من أجل العفو وطمعا في مغفرة موعودة". من جهة أخرى، أكد الخوماني أن المجلس العلمي المحلي لزاكورة أعد برنامجا غنيا للوعظ والإرشاد خلال شهر رمضان الكريم، حيث يتم إلقاء دروس دينية ما بين العشاءين في جل مساجد الإقليم. وأكد أن من مميزات برنامج السنة الجارية أنه يشمل جميع القرى النائية التي أصبحت في حاجة ماسة إلى التوعية والإرشاد والتوجيه الديني، إذ تمت تغطية أزيد من 132 مسجدا، موزعة على 25 جماعة حضرية وقروية، منها 16 مسجدا بمدينة زاكورة، وثمانية مساجد بكل من تامكروت وتازرين، وخمسة مساجد بمنطقة أكدز. وأضاف السيد أن الدروس الدينية حول موضوع "الصيام .. فقهه وآدابه"، التي تلقى بمختلف المساجد، تشكل فرصة للوعاظ والمرشدين للحديث عن مختلف القضايا التي تهم هذا الشهر الفضيل، وكذا للتطرق للمناسبات الدينية الكبرى، ضمنها غزوة بدر الكبرى، وزكاة الفطر، وفضل ليلة القدر والعشر الأوائل. وكان المجلس العلمي المحلي لزاكورة قد نظم، بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بزاكورة، مسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم بمختلف الثانويات التأهيلية والإعدادية خصصت لها جوائز نقدية مهمة . وتأتي هذه الأنشطة الدينية لتعزز المجال الاجتماعي الذي يعرف تنظيم العديد من الفعاليات التي تتوخى إكرام الفقراء والمساكين وتكريس مظاهر التكافل الاجتماعي في مدينة زاكورة. وفي هذا الإطار، تنظم الجمعية المهنية لأرباب المخابز والحلويات بالإقليم، خلال أيام رمضان الأبرك، مائدة إفطار جماعي خيري، لفائدة 400 شخص من العاملين الموسميين الوافدين على المدينة، وذلك من أجل تقوية أواصر التآزر والتعاون بين مختلف الفئات الاجتماعية. وتبرز هذه المبادرة الإنسانية، التي تعتبر مثالا لمبادرات إنسانية أخرى بالإقليم، روح التعاون والتكافل الذي يتسم به سكان المنطقة المعروفون بالكرم، وتساهم في تقوية الروابط الاجتماعية بين السكان.