دعا الوزير الأول في الجزائر أحمد أويحيى، المنتجين في مجال الصناعات الغذائية إلى تطوير إنتاج "الكسكس"، من أجل الرد على المغرب. وقال أويحيى مخاطبا أحد المنتجين، حين كان يتذوق "طبق كسكسي"، خلال إشرافه ديسمبر بقصر المعارض رفقة عدد من الوزراء على تدشين الطبعة 27 لمعرض الإنتاج الجزائري: "هناك دولة شقيقة وجارة (المغرب) جعلت الكسكس منتوجها هي فقط في الدنيا، أثبتو العكس وأظهروا الكسكس الجزائري"، بحسب صحيفة "TSA" الجزائرية. ولمح الوزير الأول إلى انزعاجه من إعلان المغرب "الكسكسي" طبقا من التراث المحلي له وسعيه لتسجيله لدى منظمة اليونسكو باسمه، وفقا لصحيفة "الشروق" الجزائرية. ومعروف أن الكسكس أشعل حربا بين دول المغرب العربي: الجزائر، تونس والمغرب، حيث يعكف خبراء من هذه البلدان لدراسة مشروع موحد لضم طبق الكسكس التقليدي لقائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو. ويشار إلى أن نقاشا قديما بين المغرب والجزائر عن طبق "الكسكس"، حيث تسعى الجزائر لتسجيله ضمن تراثها الثقافي اللا مادي، وهو ما يطمح المغرب كذلك إليه، فيما دخلت تونس كذلك على الخط، ما دفع العديدين للمطالبة بتصنيفه طبقا مغاربيا لكل شعوب المنطقة، وفقا لصحيفة "اليوم 24" المغربية. وكانت الجزائر في العام 2016 قد أعلنت عن نيتها لضم طابع الراي الغنائي والكسكسي في قائمة التراث العالمي غير المادي لكنها تعرضت لحملة من طرف الجارة المغرب. ويؤكد الخبراء ان تاريخ طبق الكسكسي يعود إلى الفترة 202-148 قبل الميلاد حيث تم العثور على أواني طبخ تشبه تلك المستخدمة في تحضير الكسكسي في مقابر تعود إلى فترة الملك ماسينيسا البربري الذي وحد مملكة نوميديا التي كانت تضم شمال الجزائر ومناطق من تونس وليبيا. كما سمحت عملية تنقيب بمنطقة تيارت في الجزائر بالعثور على بعض الأواني من بينها القدر المستعمل في تحضير الكسكس يعود تاريخها للقرن التاسع. يذكر أن هناك توترا في العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر، وأخيرا، دعا الملك محمد السادس، الجزائر لفتح حوار صريح لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين العربيين. وقال الملك محمد السادس: "أعلن اليوم عن استعداد المغرب لإجراء حوار مفتوح وصريح مع الجزائر الشقيقة للتغلب على الخلافات القائمة". واقترح الملك على وجه الخصوص، إنشاء آلية حوار سياسي ثنائي بين المغرب والجزائر، وأوضح "إن دور هذه الآلية هو النظر بشكل موضوعي وصريح في جميع قضايا العلاقات الثنائية"، فضلا عن ذلك، سيتعين على اللجنة إطلاق التعاون في القضايا الإقليمية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير القانونية. ولايزال الصراع حول الصحراء (266 ألف كلم مربع) يلقي بظلاله على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، خاصة مع انتشار التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل وتفشي تجارة الأسلحة في المنطقة. كما يؤثر هذا الصراع على العلاقات الثنائية بين المغرب وكل من الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو وموريتانيا التي انسحبت من الجزء الجنوبي من الصحراء بعد حرب ضارية مع البوليساريو. المصدر: سبوتنيك