تحتضن مدينة مراكش من 11 إلى 15 شتنبر الجاري فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية تخليدا لذكرى عيد الشباب، وتأتي هذه التظاهرة التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس احتفالا بالذكرى الخمسين على تأسيس جمعية الجيلالي امثيرد التي راكمت منذ 1968 تجربة خمسة عقود من الاحتفاليات الفنية والمنجزات العلمية التي كان لها الأثر الإيجابي في توثيق فن الملحون بامتداداته الثقافية والحضارية، وتحتفي الدورة الحالية بالباحث والعلامة عبد الرحمان الملحوني الذي له إسهامات نوعية علمية ساهمت في إثراء الساحة الثقافية المغربية بالعديد من المؤلفات والإصدرات المتخصصة لاسيما ما اتصل منها بفن الملحون. أماسي ملحونية تعبق بثقافة الإعتراف افتتحت فعاليات المهرجان يوم الثلاثاء 11 شتنبر بأمسية لفن الملحون بقصر الباهية بمشاركة جوق جمعية الجيلالي امثيرد، تحت قيادة الشيخ الحاج امحمد الملحوني وثلة من المنشدين والمنشدات والعازفين المخضرمين، فيما شهدت الأمسية الثانية يوم الأربعاء 12 شتنبر حفل تكريم الفنان محمد الدرهم، أما الليلة الثالثة يومه الخميس 13 شتنبر فستكون على شرف الفنانين عبد الجليل هشكاري والشيخ الحاج ابن عمر، ويضرب المنظمون للجمهور المغربي في الليلة الرابعة يوم الجمعة 14 شتنبر موعدا مع أمسية الوفاء لروح الراحل الحاج محمد الشماع الملقب بالنكر وتكريم المعلم عبد الكبير مرشان، أما الأمسية الختامية يوم السبت 15 شتنبر وعلى إيقاع الحضرة الشفشاونية والعيساوية فستحييها مجموعة "ارحوم البقالي للحضرة النسائية" ومجموعة الطائفة العيساوية المراكشية برئاسة المقدم يوسف الصريدي.
ندوات فكرية تقارب فن الملحون على ضوء التجربة التوثيقية لعبد الرحمان الملحوني موازاة مع الأماسي الفنية للمهرجان أشرفت اللجنة الثقافية لجمعية الجيلالي امثيرد بشراكة مع جمعية الكتاب على برمجة سلسلة ندوات فكرية أيام الأربعاء، الخميس، والسبت 12، 13، و15 شتنبر الجاري بقاعة المحاضرات بالمركب الإداري والثقافي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بباب إغلي، واستهلت الجلسة الأولى بقراءات في أعمال المحتفى به الأستاذ عبد الرحمان الملحوني برئاسة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي رئيس المجلس العلمي المحلي بمراكش والأستاذ الباحث عبد البر حدادي مُقررا، وتناولت المداخلة الأولى ميراث الذاكرة الشعبية في فقه الموسيقى والغناء من كتاب "حكم الاسلام في سماع السماع وآلات الغناء ألقاها الدكتور خالد السقاط أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد ابن عبد الله بفاس، ولامست المداخلة الثانية للدكتور أحمد الوراث أستاذ التعليم العالي ورئيس وحدة الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة جوانب من كتاب "ستائر الأضرحة بالمغرب أو (حلان لعلامات) في المشهد الصوفي الطرقي-الطريقة العيساوية نموذجا- وسلطت الضوء المداخلة الثالثة للدكتور محمد جمالي الباحث في التراث العربي المخطوط "تدوين الكتب في المشروع الثقافي والتربوي من سؤال التأليف إلى سؤال الهوية للمحتفى به، فيما تناولت المداخلة الرابعة الدكتور مولاي علي الخاميري المجهودات الفكرية والمنهجية للمحتفى به لنقل الثقافة المغربية من المرحلة الشفهية إلى مرحلة الكتابة والتدوين، وعلى المنوال ذاته قارب الباحث في التاريخ الدكتور أصبان أنور في مداخلته الخامسة "التراث والتاريخ في مؤلفات عبد الرحمان الملحوني، واختتمت الجلسة الأولى بمداخلتين على التوالي للدكتور عبد الإله البريكي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس حول "الحكاية الصوفية بين مكونات البنية السردية وإشراقات من أدب السلوك، ومداخلة الأستاذ والاعلامي محمد الغيداني حول "إسهامات الأستاذ عبد الرحمان الملحوني في المجال الإذاعي.
ترأس الدكتور محمد السقاط أستاذ التعليم العالي بفاس والأستاذ الباحث الدكتور أنور أصبان مقررا، الجلسة الثانية من البرنامج الثقافي لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية ، تداول فيها على التوالي الدكاترة والأساتذة الباحثون: حسن المازوني، كمال ابن محمد أوحود، عبد الإله الغزاوي، عبد العزيز حنان، عبد الله المعاوي، عبد الإله جنان، رشيدة الشانك، رشيد شحمي، محمد اليوسفي، السعيد بنفرحي، نور الدين الدرقاوي، عبد البر الحدادي، جوانب من المنجز الفكري والتاريخي للأستاذ عبد الرحمان الملحوني لامست مواضيع: "فن الرباعي بين الثقافة العالمة والثقافة الشعبية"، قراءة واصفة لكتاب الشعر الشعبي المغربي. الملحون إشكالية من إشكاليات الانشاد والتدوين"، "مقاربة لكتاب مسالك صوفية للطريقة الحمدوشية"، "ملامسة تجربة شيخ أشياخ مراكش الحاج محمد ابن عمر الملحوني" ، "الأستاذ عبد الرحمان الملحوني مرصد حي في قلب مراكش" ، قراءة في كتاب أدب المقاومة بالمغرب من خلال الشعر الملحون والمرددات الشفهية" "نظرات نقدية في فن الملحون" ، "سؤال الأخلاق والهوية عند عبد الرحمان الملحوني"، "قراءة في كتاب صوفية المغرب من خلال منازه رياض التوبة"…
تناول المحور الثاني من الندوات الفكرية متون دراسات وأبحاث مهداة للمكرم والمحتفى به وقّعها ثلة من الأساتذة المرموقين في المجال الفكري والأدبي والتاريخي تقدمهم الدكتور عبد الغني أبو العزم من خلال دراسته "رؤية أولية لإيجاد معجم لغوي لأدب الملحون"، الدكتور منير البصكري: "التجربة الصوفية عند شعراء الملحون بدكالة"، الدكتور محمد المازوني: "معالم من تاريخ مراكش العمراني"، الدكتور عز الدين المعيار الإدريسي: "ساحة جامع الفنا بعيون شتى من وحي كتاب "ذاكرة مراكش"، الدكتور أحمد ابن محمد عمالك: "القاضي عياض والغنُيمة"، الدكتور عبد الوهاب الفيلالي: "هوية الشيخ الهادي بن عيسى من خلال بعض مأثوراته"، الدكتور مبارك أشبرو: جمالية الشعر الملحون المغربي.
عبد الرحمان الملحوني بعيون مُعاصريه من الباحثين والاعلاميين تحتضن قاعة المحاضرات بالمركب الإداري والثقافي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بباب إغلي يوم السبت 15 شتنبر الجاري المحور الثالث من البرنامج الثقافي لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية من خلال شهادات وإضاءات لمجموعة من الباحثين والدارسين وإعلاميين من مشارب ثقافية وفكرية وإعلامية متنوعة في حق الباحث المخضرم المحتفى به عبد الرحمان الملحوني، وهم على التوالي :الدكتورة مالكة العاصمي، الدكتور محمد لكنيدري، الأستاذ عبد العزيز ابن عبد الجليل، الأستاذ مصطفى ابن ريسول، الأستاذ عبد المجيد فنيش، الأستاذ عبد العزيز هدوي، الأستاذ أحمد البونعماني، الأستاذ عبد الهادي هبة، الأستاذ سيدي حدة عز الدين، الصحفي المخضرم الصديق معنينو، الإعلامي هشام لمغاري، الإعلامي أحمد رمزي الغضبان، الدكتور مجيد المصطفى الإدريسي والأستاذ فؤاد كسوس، وعلى ضوء هذه الخطوة التي تعبق بثقافة الاعتراف جاءت شهادات المتدخلين متسقة في عقد فريد من البوح والمكاشفة أزاحت الستار عن جوانب مختلفة ومتكاملة في الآن ذاته من السيرة العلمية، الفنية، التراثية والانسانية للأستاذ عبد الرحمان الملحوني، ويشار إلى أن جميع المداخلات تمت طبعاتها في كتاب جامع يضم ما يزيد عن 700 صفحة سيكون رهن إشارة الباحثين المشاركين والمهتمين بالشأن الثقافي وفن الملحون. جدير بالذكر أن مهرجان فن الملحون والأغنية الوطنية ينظم بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، ولاية جهة مراكش أسفي والمجلس الجماعي ومجلس الجهة. تغطية: حسن البوهي