دعا الأمين العام الجديد للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريس, لجعل من سنة 2017 عاما للسلام مؤكدا أنه كل ما ترقى إليه الشعوب من كرامة وتقدم ورخاء, يكون عماده السلام الذي يتوقف على إرادة الشعوب في ذلك. وفي أول يوم يتولى فيه منصبه الجديد كتاسع أمين عام للأمم المتحدة خلفا لبان كي مون, وجه غوتيريش نداء من أجل إحلال السلام في العالم مع بداية السنة الجديدة دعا فيه الى ضرورة جعل من سنة 2017 عاما للسلام والالتزام بالسلام حاضرا ومستقبلا. كما أعرب المسؤول الأممي, عن “إنشغاله وتأسفه” للاوضاع التي تعيشها العديد من دول العالم والتي تميزها النزاعات والحروب التي تخلف يوميا آلاف القتلى والجرحى ولا تفرق بين الاطفال والنساء والرجال من المدنيين الذين يعانون الامرين دون ان يلوح لها نهاية في الافق والتي لا يسلم من العنف لا مستشفى ولا حتى قافلات المساعدات والاعانات. كما تحدث الامين العام الاممي الجديد عن معاناةآاخرى عرفها العالم جراء الحروب وهي أزمة اللاجئين والنازحين الذي تركوا ديارهم قسرا في حالة من الحرمان والعوز. وأكد غوتيريش أن هذه الحروب خلقت “عالما غير مستقرا” حيث بات الجميع مهدد بخطر الارهاب والعنف على الصعيد العالمي “يخرج منها الكل خاسرون” إذ تهدر فيها تريليونات من الدولارات لتدمير المجتمعات وإقتصاداتهم, وتأجج فيهم مشاعر فقدان الثقة والخوف وتدخلهم في دوامات يمكن ان تستمر لأجيال صاعدة. ومع حلول السنة الجديدة ناشد الأمين العام الأممي “الجميع للانضمام الى مساعيه لجعل السلام على رأس أولوياتهم ودعا المواطنين والحكومات والشعوب والقادة الى تجاوز خلافاتهم والارتقاء من التضامن والتعاطف إلى واقع من الحوار والإحترام والإعتلاء فوق الانقسامات السياسية للإنتقال إلى تقديم التنازلات على طاولات المفاوضات للتوصل الى الحلول السياسية”. وشدد على ضرورة جعل من السلام غايتهم ودليلهم مؤكدا أنه كل ما ترقى إليه الشعوب من كرامة وأمل وتقدم ورخاء عماده السلام الذي يتوقف على إرادة الشعوب في ذلك. انطونيو غوتيريس, 67 سنة ,تخرج من “المعهد التقني السامي” بشهادة جامعية في مجال الهندسة . إنتخب عضوا للبرلمان البرتغالي في 1976 لمدة 17 عاما وخلال الفترة الممتدة من 1981 الى غاية 1983 كان عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا واضطلع غوتيريش لسنوات عدة بدور نشط في الدولية الاشتراكية. وقبل انتخابه أمينا عاما شغل غوتيريس منصب مفوض الاممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين من 2005 الى ديسمبر 2015 حيث ترأس إحدى أبرز المنظمات الانسانية في العالم اثناء اخطر ازمات التشرد التي شهدها العالم منذ عقود . وقبل ان ينضم الى المفوضية, أمضى غوتيريش ما يزيد عن 20 عاما في العمل الحكومي وقطاع الخدمة العامة حيث شغل منصب رئيس وزراء البرتغال في 1995 الى غاية 2002 . كما اضطلع بصفته رئيسا للمجلس الاوروبي في أوائل عام 2000 بدور قيادي في اعتماد جدول أعمال لشبونة من أجل “النمو وفرص العمل” وشارك في اول مؤتمر قمة بين الاتحاد الاوروبي وإفريقيا وكان عضوا في مجلس دولة البرتغال في الفترة الممتدة من 1991 الى غاية 2002