لاشك أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة غوتيريس خبر العمل الإنساني ويعرف جيدا كيف تعاطى من النزاعات المسلحة وملف اللاجئين والمحتجزين، خاصة وأنه خبر ثلاث ملفات والتي توجد على مكتبه باستمرار سواء عندما كان على رأس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أو أمينا عاما للأمم المتحدة . غوتيريس سيبدأ مهامه رسميا في يناير 2017، خلفا لبان كيمون الذي وقع في سوء فهم كبير مع الرباط، عندما زار المخيمات وأتى على ذكر ما يزعج المغرب، واصفا وجود المغرب في أرضه بالاحتلال .
الملف السوري وأزمة جنوب السودان والأزمة اليمنية، هذه أبرز ثلاث ملفات تؤرق الأمين العام الجديد وهو يعي جيدا حجم التعقيدات التي تنطوي عليها هذه الملفات .
غوتيريس عشية انتخابه، قال في تصريحات للصحفيين "إنني متضامن مع الشعب السوري، وقد عملت من قبل كمفوض سامٍ لشؤون اللاجئين، وشهدت ملايين السوريين وهم يجبَرون على مغادرة بيوتهم"، وأضاف "إن مشاهد خروجهم من بلداتهم تمزق قلبي وسوف أبذل كل ما أستطيع من أجل إحلال السلام في بلادهم".
وشدد على أن ما ذكره بالنسبة للشعب السوري ينطبق أيضا على اليمن وجنوب السودان، مشيرا إلى أنه سيسعى خلال فترة ولايته لتجميع الناس، وقال "أعرف أن هناك مشكلات ومصاعب لكن من المهم أن نتجمع معا. إن مخاطر ما يحدث في تلك البلدان الثلاثة هائل للغاية".
ويرى مراقبون أن ما واجهه المفوض السامي للاجئين ورئيس الوزراء البرتغالي الأسبق يعد أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
وبالنسبة لتعاطي الأمين العام الجديد مع ملف الصحراء المغربية فإنه أكيد لن يكون كسابقه الكوري الجنوبي بان كيمون كما أن موضوع الصحراء غير مطروح على أجندته سنة 2017 بحكم انشغاله بملفي جنوب السودان والأزمة السورية.
و سارع المغرب إلى تهنئة أنطونيو غوتيريس، عقب انتخابه أمينا عاما لمنظمة الأممالمتحدة، معتبرا أن تعيين المسؤول البرتغالي "يجسد ما يحظى به لدى الدول الأعضاء في المنظمة الأممية من ثقة وتقدير، لما يتحلى به من خصال إنسانية نبيلة، وكفاءة مهنية عالية، وخبرة سياسية واسعة راكمها طيلة مشواره المهني المتميز"، تقول البرقية التي بعث بها الملك محمد السادس مهنئا.
وأعرب الملك عن "اليقين من أن تجربة غوتيريس الكبيرة، وحنكته السياسية، تؤهلانه للاضطلاع بمهامه الجديدة على أكمل وجه، والمساهمة في إعطاء نفس جديد لعمل المنظمة الأممية"، معبرا له عن "حرص المملكة المغربية على مواصلة النهوض بدورها الفاعل إقليميا ودوليا، واستعدادها التام والدائم لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لما تبذله منظمة الأممالمتحدة من جهود ومساعي حميدة، من أجل إيجاد حلول سلمية ومنصفة لمختلف القضايا الدولية الشائكة، والإسهام بدورها في ترسيخ قيم الحرية، والعدالة، والتضامن، والتعايش بين الشعوب والحضارات".
في المقابل كان صمت السلطات الجزائرية ومن خلفها جبهة بوليساريو سيد الموقف إذ لم يكشفوا عن موقفهم بعد انتخاب الأمين العام الجديد.
ويوصف أنطونيو غوتيريس (67 سنة) بصديق المغرب، لاعتبار الصداقة والعلاقة المتميزة التي تجمع الرباط ولشبونة، وهو الذي تقلد منصب رئيس وزراء البرتغال من 1995 إلى 2002، بعد تزعمه للحزب الاشتراكي البرتغالي منذ 1992، قبل أن يترأس منظمة الأممية الاشتراكية لست سنوات، فيما تبقى أبرز المناصب الدولية التي تقلدها رئاسة المجلس الأوربي والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.