قد يحتاج فهمنا للتطور المبكر للبشرية الحديثة إلى إعادة كتابة، وذلك بفضل نتائج اختبار جديد للحمض النووي. فقد قام الخبراء بتحليل تسلسل مواد وراثية لأناس عاشوا في المغرب منذ حوالي 15 ألف سنة، عثروا عليها في مدفن داخل كهف في المغرب، في ما يعد أقدم أدلة للحمض النووي في إفريقيا حتى الآن. ووجد الخبراء أن الأفراد الذين يعود تاريخهم إلى العصر الحجري المتأخر، لديهم تراث جيني شبيه بكل من سكان الشرق الأدنى وإفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. وتقدم عينات الحمض النووي نظرة جديدة عن هجرات العصر الحجري، حيث تشير النسبة العالية من أصول الشرق الأدنى إلى أن العلاقات بين قارتي إفريقيا وأوراسيا قد بدأت قبل ما كان معتقدا سابقا بكثير. ويقول الخبراء إن التوسع الغربي لمكون جيني بالشرق الأدنى، ربما ازداد من حوالي 25 ألف عام. وقد جاء هذا الاستنتاج من قبل فريق خبراء دولي بقيادة يوهانس كراوس وتشوجوون جيونغ من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في يينا بألمانيا، وذلك بعد النظر في ما يعد أقدم المقابر في العالم، في غار الحمائم، بالقرب من قرية تافورالت، والذي يرتبط بالثقافة الإيبيروموريسية، أو كما تعرف ب"الوهرانيون" أو "الأوشتاتيون". وقام فريق الخبراء بتحليل الحمض النووي لتسعة أفراد من المدفن باستخدام تسلسل متقدم وطرق تحليلية متطورة، وكشفت الدراسة أن حوالي ثلثي تراثهم مرتبط بالسكان من بلاد الشام، وهي منطقة جغرافية تاريخية تشمل الدول الحديثة في قبرص وفلسطين والعراق والأردن ولبنان وسوريا وأجزاء من تركيا. والثلث الآخر أكثر شبها بالأفارقة الحديثين من جنوب الصحراء الكبرى، ولا سيما غرب إفريقيا. ونظرا لعمر العينة والحفظ السيئ للمنطقة، تعد هذه النتائج إنجازا غير مسبوق، وفقا لفريق الخبراء. ويمكن للمزيد من الدراسات في المنطقة أن تساعد في توضيح تفاصيل أكثر حول متى وكيف تفاعل هؤلاء السكان المختلفون ومن أين أتوا؟ المصدر: ديلي ميل