فجّر قنّاص المشردين أول الخميس الماضي، رأس المشرد رقم 8، الذي عثر عليه جثة هامدة، قرب إحدى محطات البنزين، جوار "مدارة النخيل"، على مستوى الطريق الرابط بين إنزكان وآيت ملول. المشرد، مجهول الهوية، لقي حتفه بالطريقة نفسها التي صفى بها القاتل بالتسلسل، مشردي سوس، إذ قام بتفجير رأسه كالعادة، بواسطة حجارة. وقال شهود عيان بأن الجثة، قد تكون لشخص مشرد يبلغ الثلاثين من العمر، عثر عليها برأس مهشم، تظهر عليه آثار الدم. وعثر الفريق الأمني المشكل من عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية الأمن بأكادير وعناصر الشرطة العلمية والتقنية وأفراد من الدرك الملكي والسلطات المحلية، الذي حل بموقع الجريمة، بمجرد علمه بالنازلة، على"الحجرة" التي استعملها القنّاص في ارتكاب جريمته في جنح الظلام، وكأنه يتحدى الأمن. وأفادت يومية "الصباح" بأن الفريق الأمني المختلط طوق موقع الجريمة، ومشّط محيطها في عملية مسح دقيقة، في محاولة للعثور على أدلة جنائية وعلمية تمكن من تحديد هوية القاتل بالتسلسل، آملين فك لغز ارتكاب هذا الكم من الجرائم، فيما تم نقل جثة القتيل إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، لإخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة واستخلاص بعض المؤشرات والدلائل لتحديد هوية القاتل. يذكر بأن القاتل بالتسلسل يواصل منذ دجنبر الماضي إلى اليوم، مسلسل تصفيته الجسدية لمشردي سوس، إذ تم العثور في اليوم الثامن منه على أول ضحية له، مهشمة الرأس، قرب السوق الأسبوعي لبيوكرى بإقليم اشتوكة آيت باها. وانتقل القناص إلى القليعة، حيث عُثر على الجثة الثانية، مقتولة بالطريقة نفسها، جوار الملحقة الإدارية الأولى، وتم العثور على الضحية الثالثة قرب سوق الجملة للخضر والفواكه بإنزكان، وعثر بعد ذلك على الجثة الرابعة بمنطقة صوديا بأولاد تايمة بإقليم تارودانت، ثم الجثة الخامسة بوادي سوس بآيت ملول، وجثتين بأكادير، إحداهما عثر عليها تحت قنطرة وأخرى بجانب الطريق الموصل إلى أنزا. ويشار إلى أن القاتل بالتسلسل، استنفر جميع الأجهزة الأمنية المحلية والجهوية والوطنية، إذ أنزل المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي، بداية فبراير الماضي، فرقة من العناصر الخاصة التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى مدن أكادير وإنزكان للبحث والتحقيق حول هوية القنّاص الانفرادي الذي أسقط على الأقل سبعة قتلى وسط" متشردي أكادير الكبير. وجاء نزول الفرقة الخاصة بعد أزيد من شهر على بداية التصفية الجسدية لمتسولي سوس بتهشيم رؤوسهم رميا بالحجارة، وأبحاث طويلة أجرتها مختلف فرق الشرطة القضائية والدرك الملكي دون تحديد هوية القنّاص القاتل بالتسلسل. وقد فعلت عناصر الفرقة الوطنية أبحاثها وتحقيقاتها بكل من أكادير وإنزكان وآيت ملول، وسط مجتمع المشردين، ولجأت إلى الاستماع إليهم، لتجميع ما يفيد من المعطيات والمعلومات لتحديد هوية القاتل. و أجرت عناصر الفرقة الوطنية والولائية عدة عمليات تمشيطية واسعة بمناطق النفوذ الترابي لولاية أمن أكادير، بمناطق وجود المتشردين وفضاءات عيشهم بأكادير وانزكان وآيت ملول وأولاد تايمة، بحثا عن المشتبه فيه.