لم تستطع عقود الغربة التي قضاها عبد القادر أيت واعدو إبن مدينة مراكش بديار المهجر في بلاد الأنوار فرنسا أن تنال من حبه وعشقه لوطنه المغرب، ففي وسط إكراهات العمل ومشاق الحياة بعيدا عن الأهل، كان الوطن حاضرا دوما في وجدان واهتمامات هذا المراكشي الذي يصارع على الواجهة الإجتماعية بعيدا عن الأضواء. "كش24" قررت فتح نافذة على تجربة هذا الرجل في مجال العمل الإنساني التطوعي، فقبل 14 عاما مضت قرر أيت واعدو مع ثلة من المهاجرين المغاربة الإنتظام في إطار قانوني أطلقوا عليه اسم "ودادية العمال والتجار المغاربة في فرنسا"، فكانت الولادة سنة 2004، ومنذ ذلك الوقت تتواصل المبادرات الإجتماعية للودادية التي وصلت لحد الآن نحو 550 طنا من المساعدات الموجهة الى مراكش ومناطق تابعة للجهة. العمليات الإنسانية للودادية التي يرأسها المراكشي عبد القادر أيت واعدو تبدأ بجمع التبرعات التي يكون عادة عبارة عن أجهزة ومعدات طبية وأغطية وألبسة يتم شحنها باتجاه المغرب وتحديدا الى المدينة الحمراء ف"الصدقة في المقربين أولى" يقول هذا المراكشي، الذي لا يقتصر عمله على ايصال المساعدات بل يثابر في ايصالها للمحتاجين بعمالة مراكش وباقي الأقاليم حيث استفاد اقليمالحوز في آخر عملية انسانية من نحو 25 طنا من المساعدات عبارة عن لوازم طبية وألبسة. آخر شحنة للمساعدات أنزلتها الودادية بمراكش قبل أيام وهي عبارة عن أسرة ومعدات طبية وكراسي متحركة للمرضى ولدوي الإحتياجات الخاصة من المنتظر أن يتم توزيعها على المؤسسات الصحية ودور الولادة في غضون الأيام المقبلة تحت اشراف السلطات بالمدينة الحمراء. الأيادي البيضاء لرئيس الودادية ومستشار بنك العمل، امتدت خلال العملية الأخيرة إلى مستوصف صحي صغير بجماعة سيد الزوين التي تعاني من التهميش، حيث انتقل الى المركز الصحي المذكور لحصر احتياجاته من المعدات الصحية بغرض المساهمة في تأهيله عبر تزويده بالتجهيزات الطبية التي يفتقر إليها، على أن تشمل هذه المبادرات مراكز صحية أخرى. وقد أبى الناشط الجمعوي عبد القادر أيت واعدو إلا أن يعبر للسلطات الولائية في شخص والي جهة مراكشآسفي عن شكره على تعاونه الكبير مع "ودادية العمال والتجار المغاربة في فرنسا" في مساعيها الإنسانية، كما عبر عن شكره لعمدة مراكش ورئيسة مجلس العمالة.