أعلنت مجموعة "المكتب الشريف للفوسفاط"، عن بدء تلقي العروض لبناء أنابيب لنقل الفوسفاط الخام تعمل بالدفع اللولبي، من مواقعه الحالية في مدن خريبكة وبني جرير، إلى محطات الإنتاج في الجرف الأصفر على المحيط الأطلسي على مسافة 200 كيلومتر . وأشارت جريدة "الحياة" اللندنية إلى أن المجموعة، التي قررت التخلي تدريجا عن نقل الفوسفاط عبر السكة الحديدية، والتحول إلى أنظمة النقل عبر الأنابيب الجوفية تعتزم استثمار 500 مليون دولار في المشروع، الذي يمتد إلى نهاية عام 2012، بهدف حماية البيئة عبر خفض مليون طن من الغازات الحرارية، وتوفير 4 ملايين متر مكعب من المياه، وألف كيلوات من الطاقة الكهربائية سنويا. وحصل المكتب على ضمانات قروض من "وكالة التنمية الفرنسية" ومؤسسة "كوفاس" لدعم الصادرات بقيمة 240 مليون أورو، باعتباره استثمارا "مجديا اقتصاديا ويعنى بالبيئة"، وسيضاعف المشروع الإنتاج إلى 50 مليون طن سنويا، ويسمح بالاستفادة من تحسن أسعار المواد الأولية في السوق الدولية. يذكر أن الصادرات تأثرت بانخفاض الأسعار بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، وحققت إيرادات بلغت أكثر من 6 بلايين دولار عام 2008 قبل أن تتراجع عام 2009 الى 2.6 بليون . ويحتل المغرب المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج الفوسفاط، ومشتقات الحمض الفسفوري والأسمدة الآزوتية، والثانية في التصدير بعد الولاياتالمتحدة، ويملك أكبر احتياط من الفوسفاط يقدر ب 70 بليون طن . وأنشأ المكتب الذي تحول إلى شركة عامة قابضة، شراكات صناعية واستثمارية تقنية مع شركات دولية، لإنتاج الحمض الفسفوري والآزوت والأسمدة النباتية والمشتقات الكيماوية والفلور واليورانيوم المخصب المنتج في مصانع شركة "برايون" في بلجيكا، التي يملك مكتب الفوسفاط 50 في المئة من رأس مالها، ويمدها بالمواد الأولية. وله شراكات استثمارية وتقنية مع مجموعات "بادنهايم" الألمانية، التي تنتج 120 ألف طن من الحمض الفوسفوري المركز المعتمد في الصناعات الكيماوية والمعدنية، وأخرى مع مجموعتي "تاتا كيمكال" و"بيرلا" الهنديتين، و"فوجي فونديشين" الباكستانية، التي تحصل عبر مصانع الجرف الأصفر في المغرب على حصتها من الأسمدة الآزوتية والحمض الفوسفوري بواقع 375 ألف طن سنويا. ويرغب المغرب في توسيع دائرة شركائه الصناعيين والمستثمرين في قطاع الفوسفاط، والتفوق في صناعة الأسمدة والمشتقات الكيماوية، بما فيها اليورانيوم الخفيف التخصيب، من خلال دعم تقني من حلفائها الأوروبيين.