اختتمت، مساء الجمعة، بمراكش أشغال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للتمويل القروي والفلاحي، وشدد المشاركون في هذا الملتقى الدولي على الدور الرائد الذي تضطلع به البنوك العاملة في المجال الفلاحي للنهوض بهذا القطاع والمساهمة في تنمية العالم القروي، مشيرين إلى أن عددا من هذه المؤسسات تعاني صعوبات في مواكبة التحولات التي يعرفها هذا المجال ما يجعلها في حاجة ماسة إلى إصلاحات هيكلية في مجال تدبير التمويلات بمختلف أنواعها. وأشاروا في هذا الصدد إلى الإشكالات الملازمة لتطور نظام التمويل الفلاحي والقروي إيجاد السبل الكفيلة بتحسين أدائه سواء ما يخص القروض أو ما يتعلق بالخدمات الموجهة للساكنة القروية. وبخصوص التقليص من أثر التغيرات المناخية على القطاع الفلاحي بدول الجنوب، أبرز المشاركون أن ملاءمة التطورات التي تعرفها الأنظمة الفلاحية مع هذه التغيرات، تعتبر إحدى القضايا الأكثر أهمية لتحقيق التنمية السوسيو اقتصادية بصفة عامة ، مشيرين إلى أن هذه التطورات تعتمد أساسا على عوامل الابتكار ونقل التكنولوجيا الحديثة من بلدان الشمال الى دول الجنوب. كما شكل هذا المؤتمر، الذي نظم من طرف مجموعة القرض الفلاحي بالمغرب وجمعية القرض الفلاحي للشرق الأوسط وشمال افريقيا، فرصة للمشاركين لإبراز الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات التمويل المهتمة بالمجال الفلاحي والعالم القروي، وتشجيع تبادل وتقاسم التجارب الرائدة على المستوى العالمي والتفكير في سبل تعزيز الأنشطة التي تقوم بها هذه المؤسسات. وتميزت هذه التظاهرة الدولية، المنظمة مرة كل سنتين، بمشاركة أزيد من 300 مسؤول بمؤسسات التمويل المهتمة بالعالم الفلاحي والقروي بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات المالية الدولية من بينها البنك الدولي ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية. وتمحورت أشغال الدورة الثالثة لهذا المؤتمر حول مواضيع همت "المجازفات في المجال الفلاحي" و"الطرق الجديدة للتمويل والممارسات الخلاقة" و"المفاوضات حول المناخ.. أي علاقة بالفلاحة" . وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة القرض الفلاحي بالمغرب طارق سجلماسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب اختتام أشغال هذه الدورة أن هذه التظاهرة تكمن أهميتها في نوعية المشاركين حيث تميزت بحضور مسؤولين عن مؤسسات دولية متخصصة في مجال التمويل الفلاحي والقروي من أوربا وإفريقيا والعالم العربي وآسيا. وأشار إلى أن المؤتمرين أعربوا عن إعجابهم بالتجربة المغربية في هذا المجال واهتمامهم الكبير بمخطط " المغرب الأخضر" وبجوانبه المتعلقة بالتضامن والطريقة العملية التي يحث عليها فضلا عن نماذج العمل التي يقدمها كالعمل في إطار تجمعات فلاحية. وأضاف أن هذه الدورة شكلت مناسبة لإبراز دور مؤسسة القرض الفلاحي بالمغرب وآليات اشتغالها ونوعيات القروض التي تقدمها للفلاحين بمختلف فئاتهم ، مبرزا أن المغرب يشكل تجربة نموذجية لعدد من الدول وذلك لبلوغ التنمية القروية المنشودة.