المشاهدات: 2٬929 هوية بريس – سناء أزنود الجمعة 26 يوليوز 2013م يزداد إقبال المسلمين بشكل كبير وملفت خلال هذا الشهر المبارك على أداء العبادات الدينية، من صوم وصلاة وتلاوة للقرآن وقيام وصدقة، ويتهافتون فيه على الاستباق إلى الخيرات والعمل الصالح، وذلك بغية التقرب إلى الله عز وجل، فكيف لا وهو شهر التوبة والرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر يعظم فيه الأجر وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، شهر يختلف عن سائر الشهور، فهو شهر الخير والبركات، تجاب فيه الدعوات وتغفر السيئات وتتضاعف فيه الحسنات.. ومما يميز هذا الشهر المبارك الإقبال الكبير للمواطنين المغاربة من مختلف الأعمار على المساجد وذلك مع أول أيام هذا الشهر، حيث تعرف المساجد ارتفاعا ملحوظا في عدد المصلين في كل الصلوات، خاصة في صلاة الجمعة وصلاة التراويح التي يتم إحيائها كل يوم والتي يحرص على أدائها الشيوخ والشباب والنساء والصغار. ومن المشاهد الملفتة في هذا الشهر الفضيل؛ الإقبال المتزايد للنساء على المساجد، إما للصلاة أو الجلوس لقراءة القرآن وحفظه والتدارس في بعض الأمور الدينية؛ وذلك بعدما كانت الصلاة في مسجد النساء في رمضان قديما تقتصر فقط على شريحة عمرية من النساء؛ متمثلة في المتقدمات في السن، بينما الصغيرة أو الشابة فكانت تترك لوحدها في البيت تقضي فيه جل وقتها؛ في المطبخ أو في أعمال المنزل أو في أعمال أخرى.. فتنشغل بذلك عن ذكر الله وقراءة القرآن وصلاة التراويح، وسماع دروس العلم والخطب خاصة في صلاة الجمعة ويفوتها الأجر العظيم المترتب على ذلك. إلا أنها تنبهت أخيرا والحمد لله على أن شهر رمضان ليس شهر تقضي فيه جل وقتها في المطبخ بل هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن وشهود الصلاة في المسجد لحضور مواسم الخيرات.. فرغم كثرة الأعباء التي تتحملها المرأة في رمضان، من توفير ما لذّ وطاب لأفراد الأسرة، ورغم انشغالها بتربية الأولاد وانشغال بعضهن بالعمل خارج البيت، إلا أنها أبت إلا أن تكون ضمن صفوف المسلمين في المساجد، خاصة في صلاة العشاء والتراويح وصلاة الجمعة، بل منهن من تحرص أيضا على قيام الليل وصلاة الفجر فيه. كما تقام المصليات النسائية بمساحات واسعة بمجموعة من الأحياء التي لا توجد بها مساجد كبيرة، وهي الأخرى تمتلئ عن آخرها من كل الأعمار، والنساء يذهبن قبل وقت الأذان بوقت طويل حتى يستطعن أن يجدن مكانا لهن، لأنهن إن تأخرن سيضطرن إلى الصلاة في الشارع، فالمساجد والمصليات تكتظ بدءا من انتهاء تناول وجبة الإفطار.. وهذه الظاهرة تشهد تزايدا ملحوظا كل سنة، وهذا ما نراه في مدينة سلا، وخاصة في مصلى التراويح حي الانبعاث ومصلى حي الوئام والمساجد الكبيرة المعروفة بقرائها المتميزين.. إن نساء الحي الذي أقطن فيه من مختلف أعمارهن يتنافسن في الحرص على الذهاب إلى المسجد، ويشجعن بعضهن البعض على الصلاة وتلاوة القرآن وحفظه، ويجاهدن بكل ما أتيح لهن لأجل أن يوازن بين التزامات البيت والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، فمنهن من تحاول أن تنهي جميع الأشغال قبل الآذان، ليتسنى لها الذهاب والتفرغ للعبادة.. فالجو في المسجد له طابع خاص لما يسوده من خضوع وخشوع وبكاء لله تعالى، وطمأنينة وأجواء إيمانية تدخل السرور والفرح على القلب، ولا يمكن للمرأة أن تشعر بهذا الشعور في بيتها، لهذا فأغلب النساء يفضلن أداءصلاة التراويح في المسجد أو المصلى عن أدائها في البيت. والجميل أننا نرى أن هناك بعض الأزواج والآباء يحرصون أشد الحرص على حث زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم على الذهاب معهم إلى الصلاة في المسجد، حتى أن هناك من الأزواج من يتعاون مع زوجته، لتفهمه لرغبتها في الصلاة في المسجد وهذا مفرح ومبشر بالخير والحمد لله. إن الإقبال المتزايد للنساء على الصلاة بالمساجد والمصليات، يشكل ظاهرة إيجابية مفرحة يعرفها المغرب وكذا باقي الدول الإسلامية.