هوية بريس – السبت 26 أبريل 2014 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه محمد، عليه أفضل الصلاة واالتسليم أما بعد يقول الله الكريم في محكم تنزيله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات:13). ولكن للأسف لازالت النزعة القبلية مستمرة في بلدنا المغرب نظرا لتعدد المجتمعات والثقافات واللغات، ففي المغرب صحراويين، وأمازيغ وعرب. وهذا أمر عادي أن تتنوع الثقافات واللغات والهويات في بلد واحد، لكن الأمر الغير العادي هو التعصب القومي العرقي الذي يشهده المغرب الآن وخصوصا العرب والامازيغ، فهناك من الامازيغ من يقول أن سكان المغرب الأصليون هم الامازيغ، والعرب يقولون العكس، فهناك تخبط فكري بين المجتمعين. إن هذه النزعة القومية لا مقر لها عند العلم، ولا حظ لها في الأخلاق، ولا روح لها في الإنسانية، ولا منصب لها في الإسلام، بل هي أفيون الشعوب عن العلم والتطور والتضامن. وإن نسبة كبيرة من الأمازيغ والعرب في المغرب لا يفرقون بين الهوية والعرق، فالأولى أمر عادي وحق إنساني وأخلاقي، ولا تحدد الثاني (العرق)، بل إننا اليوم في المغرب وفي أي بلد آخر لا يمكن أن نجزم أن أصلي هو كذا وكذا، نظرا لكون الإنسان دائما يهاجر. وتناسى المجتمعان (العربي والأمازيغي) أن الإسلام يوحد الشعوب، ولا يفرق بين هذا أبيض وهذا أسود أو أصفر، ولهذا يجب الرجوع إلى الأصل. وعلى كل مغربي أمازيغي كان أو عربي أن يفطن إلى أن هذه العصبية من بين نقاط الضعف التي يستغلها الأعداء. وخير ما أختم به كلامي هو سؤال الله عز وجل أن يوحدنا على ما يحبه ويرضاه.