هوية بريس – إبراهيم الوزاني بعد انتشار أخبار عن التخلي على تفسير آية من سورة الفاتحة من مقررات التربية الإسلامية، والمقصود من ذلك آخر آية، قوله تعالى: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، استنكر عدد من المتابعين للشأن التعليمي حصول ذلك، واستغربوا أن يتم هذا الانتقاء المرفوض والمخل والذي إن وقع إنما يدل على استسلام وخنوع كبيرين للضغوط الغربية العلمانية؛ إذ كيف يمكن التخلي عن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، من أن المقصود بالمغضوب عليهم هم "اليهود"، و"الضالين" هم النصارى. فقد أوردت يومية "أخبار اليوم" في عدد الأربعاء أن مراجعة المقررات المذكورة وتنقيحها من "الأفكار المتطرفة" (حسب تعبير المسؤولين) اصطدم بعقبة تفسير آيات من القرآن الكريم درجت المقررات الدراسية وكتب التفسير على إعطائها معاني بعينها، كما هو الحال بالنسبة إلى آية "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" في سورة الفاتحة. ففي الوقت الذي ظلت فيه التفسيرات الماضية تعتبر أن المقصود ب"المغضوب عليهم" و"الضالين" كل من اليهود والنصارى، اختار مؤلفو الكتاب المدرسي الجديد حل الإشكال الذي يطرحه هذا التفسير من خلال تركه، حيث تم تفسير جميع الآيات باستثناء الآية الأخيرة. وردا على ذلك كتب أحد أساتذة التربية الإسلامية مستنكرا هذا الأمر: "اللجنة المؤلفة لهذه الكتب تتحمل المسؤولية أمام الله تعالى في هذا السكوت المريب، والموافقة لأعداء الدين. أما نحن معشر الأساتذة فسنظل نفسر القرآن الكريم بتفسير السلف الصالح، أحب ذلك العلمانيون والحداثيون أم كرهوه". يذكر أن عملية مراجعة مقررات التعليم في المغرب وبالخصوص مقررات التربية الإسلامية، كانت قد أسالت العديد من المداد منذ أشهر، بدء بالدفاع عن إبقاء تسمية المادة ب"التربية الإسلامية" بدل المصطلح الغريب "التربية الدينية"، وهو ما طمأن الجميع بعد إصدار وزارة التربية الوطنية مقرر منهاج التربية الإسلامية، مع الحفاظ على التسمية. لكن بقي هنالك توجس من تغييرات تهم مضمون الكتب، وهو ما نفاه غير واحد بعد الاطلاع على "منهاج التربية الإسلامية"، وأن التغييرات الطارئة غير مهمة، وأن العبء الأكبر يبقى على الأستاذ والمعلم الذي ينبغي أن يتحلى بالمسؤولية، والكفاءة أثناء التدريس. كما تجدر الإشارة إلى أن العلماني المتطرف أحمد عصيد، سبق له وصرح في أحد القنوات الفرنسية بأن هناك مضامين متطرفة في التعليم المغربي، ومثل لذلك بتفسير المغضوب عليهم في سورة الفاتحة باليهود والضالين بالنصارى.