هوية بريس – متابعة (الحسيمة) الإثنين 06 يناير 2014م بعد تسعين عاماً على نهاية حرب الريف، التي ألقت خلالها الجيوش الإسبانية 20 ألف قنبلة محملة بغاز الخردل السام على التجمعات السكنية في الشمال المغربي؛ لاتزال البقايا السامة تقتل أبناء هذه المنطقة بعد إصابتهم بالسرطان.. البريئة فاطمة أزهريو المنحدرة من قرية أيت بوعياش والبالغة من العمر 14 سنة ضحية أخرى لهذا الطاعون؛ فقد فارقت الحياة بعد صراع مرير مع سرطان الدم، فبالرغم من التعاطف الواسع الذي لاقته قضيتها ونجاح حملة التبرع بالدم صبيحة يوم السبت، إلا أن حالتها كانت حرجة وبلغت مرحلة ميؤوس منها نتيجة المراحل المتقدمة التي بلغها هذا المرض العضال في جسمها. فاطمة فارقت الحياة، حسب أطباء مستشفى محمد الخامس، نتيجة نزيف دموي حاد في الدماغ؛ هذا في حين أن السبب الحقيقي لحرمان هذه الطفلة من الاستمرار في حياتها هو الإهمال والنقص الحاد الذي تعرفه الحسيمة -عاصمة مرض السرطان بالمغرب- في المعدات والأطقم البشرية المختصة في علاج حالات السرطان.. فاطمة كانت ضحية تأخير التشخيص الدقيق للمرض؛ ضحية عدم العلاج الكافي؛ ضحية عدم المتابعة والمواكبة لمراحل العلاج؛ ضحية الفقر وقلة ذات اليد..؛ فاطمة كانت ضحية -كما كل الذين فتك بهم هذا المرض من قبل-، عدم مسؤولية المعنيين بالأمر والتهميش الذي طال المنطقة لعقود، ولازال. نسأل الله أن يتغمد روح الفقيدة بالطمأنينة والسكينة ويرزق أهلها الصبر والسلوان.