قبل أيام؛ وجَّهت مجموعة من المثقفين والفنانين العرب رسالة إلى مثقفي الغرب تدعوهم لأن يقابلوا "نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنصرة والتأييد"، وللتنديد "بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدينية لفلسطين التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". ومن بين أبرز موقعي البيان؛ أدونيس، عبد الإله بلقزيز، الطاهر لبيب، مرسيل خليفة، محمد برادة، محمد بنيس، نبيل سليمان، ورشيد الضعيف، و داود عبد السيد، وجوخة الحارثي، سواهم. وتعليقا على الرسالة كتب د. إدريس الكنبوري اطلعت على "رسالة مفتوحة من المثقفين العرب إلى مثقفي الغرب" التي وقع عليها 87 من المثقفين والمبدعين العرب بينهم مغاربة؛ القاسم المشترك بينهم جميعا الانتماء إلى خط واحد؛ ومن تم فالرسالة لا تمثل موقف جميع المثقفين العرب؛ بل تمثل فئة ضيقة والكثيرون منهم ليست له شعبية في مجتمعه ولا يعكس ثقافته. وبقراءة الرسالة يتبين أنها ليست موجهة من المثقفين العرب إلى مثقفي الغرب؛ بل من مثقفي الغرب إلى مثقفي الغرب. فهي تلوك نفس العبارات المستهلكة التي أظهر التحيز الغربي اليوم إلى الصهيونية عقمها؛ مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها؛ وتخاطب الغربيين بنفس أسلوب الغرب نفسه؛ أي بالاعتراف بالصهيونية وكيانها المصطنع في فلسطين؛ بل إنني بعد قراءتها عرفت بدقة كاتب الرسالة؛ وهو مرتزق متلون معروف". وكشف الكاتب والروائي المغربي أن "هذه ليست رسالة المثقف الحقيقي؛ بل هي رسالة جماعة من العلمانيين المنبطحين على كروشهم؛ الذين لا يستطيعون أن يفكروا خارج المنظومة. المثقف الرسالي مثقف يتحدث عن القضية باعتبارها قضية الأمة وقضية الأجيال؛ وينطلق من الأصول التاريخية والحقائق الملموسة لا من الإطار الذي رسمته أمريكا. لقد أظهر المثقفون الغربيون أنهم يقفون إلى جانب هويتهم المسيحية اليهودية التي تشكل مصدر القيم الغربية المعروفة؛ بينما عجز هؤلاء المثقفون عن تمثيل هوية أمتهم". وشدد ذات المتحدث أن مقاومة 7 أكتوبر قد أسقطت كل هذه الأوهام؛ لأن المقاومة تجاوزت بكثير عقلية المثقف المتذبذب. فبدخولها وراء الخط الأخضر أكدت أن حقوق الشعب الفلسطيني هي على كامل فلسطين؛ وأنه إذا كان العرب قد خسروا الحرب عام 1948 فات يعني ذلك أن القضية نسيت؛ كل ما في الأمر أنه يعني أن الجيل الذي يحقق النصر لم يأت بعد. الأهم في هذه المعركة الفاصلة أنها قذفت بمثقفي المزاد العلني إلى المزبلة وأنجبت مثقفها الطليعي الخاص.