في إطار الأنشطة التحضيرية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ (COP 28) المزمع تنظيمه بدولة الإمارات العربية المتحدة 30 يونيو – 12 دجنبر 2023 ،ينظم مختبر التغييرات البيئية وإعداد التراب، بشراكة مع النادي المغربي للبيئة والتنمية ،الشبكة العربية للبيئة والتنمية رائد، ومركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والاستراتيجية، لقاء علميا تحت شعار: "استراتيجيات التكيف والتخفيف لمواجهة التغير المناخي": وهذه أرضية اللقاء العلمي: يشكل موضوع التغيرات المناخية أحد أهم التحديات العالمية الراهنة، وإحدى الظواهر الطبيعية الأكثر تعقيدا. ولما كان التغير المناخي ظاهرة طبيعية شهدتها فترات الزمن الجيولوجي الرابع، أدت إلى تحولات كبرى على مستوى تشكيل سطح الأرض والنظم البيئية، فإن التغيرات المناخية الحالية بدأت منذ الثورة الصناعية وكان للإنسان فيها النصيب الأوفر. ويعتبر ارتفاع نسبة بعض الغازات نتيجة حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، أهم مسببات ظاهرة التغير المناخي، حيث ترتفع في الغلاف الجوي وتكون سقيفة تسبب الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض. وحسب تقارير الهيئة غير الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ،فقد ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض حاليا بمقدار 1.1 د رجة مئوية، مقارنة بالدرجة المسجلة في القرن التاسع عشر. وقد شكل العقد الأخير (20112020) الفترة الأكثر حرارة على الإطلاق، وكانت كل العقود السابقة أكثر حرارة من أي عقد آخر منذ عام 1850. ومن أهم تداعيات هذا التحول في درجات حرارة الغلاف الجوي، تواتر ظواهر طبيعية متطرفة مثل: الجفاف الشديد، وعنف التعرية، والفيضانات المدمرة، وذوبان الجليد القطبي، وانقراض الكثير من الأصناف النباتية والحيوانية... لهذه الاعتبارات، جاءت اتفاقية الأممالمتحدة المتعلقة بظاهرة تغير المناخ UNFCC سنة 1990 بمدينة كيوتو، التي صادقت عليها 192 دولة طرف، تلتها بعد ذلك قمة ريو ديجانيرو سنة 1992 بمصادقة 197 دولة طرف في الاتفاقية، التزاما منها باتخاذ كل الإجراء ات التي تخفف من تغير المناخ. بعد ذلك توالت المؤتمرات التي تعرف بالكوب COP والمنظمة سنويا من طرف الأممالمتحدة. حيث كان أهمها COP21 بباريس سنة 2015، الذي انبثقت عنه اتفاقية باريس، بالتزام الدول الأطراف على حصر زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض في حدود ما دون 2 درجتين مقارنة بالفترة ما قبل العصر الصناعي، مع السعي إلى عدم تخطي 5،1 درجة مئوية خلال القرن الواحد والعشرين، من خلال مجموعة من الإجراء ات التي تروم التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميتان اللذان يتصدران قائمة الغازات المسببة للاحترار العالمي. وتتقاسم الدول الأطراف الموقعة على الاتفاقيات المتعلقة بتغير المناخ، مساهمتها في انبعاثات الغازات المسببة للتغير المناخي بشكل متفاوت، حيث تعتبر بعض الدول الصناعية الكبرى، المساهم الأول في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. في حين أن غالبية أطراف هذه الاتفاقيات تتشكل من دول غير صناعية لا تساهم إلا بنسب ضئيلة، إلا أنها تمثل المتضرر الأول من انعكاسات التغيرات المناخية، سواء تعلق الأمر بكونها دول ذات اقتصاد هش، أو أنها لا تتوفر على الإمكانيات المالية والتكنولوجية التي تمكنها من مواجهة مخاطر التغيرات المناخية أو التخفيف من انعكاساتها، وهو ما يجعلها في وضعية أكثر فقرا وأكثر هشاشة. تعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط، وبالخصوص ضفته الجنوبية، من المناطق الأكثر تأثرا بتغير المناخ، لأنها تقع في العروض شبه المدارية المتوسطية وتشكل هامشا للصحراء الكبرى، وبالتالي فهي أكثر عرضة لتوالي نوبات الجفاف المطري الحاد، ثم إن الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها السكان بهذه المنطقة، تجعلهم في حاجة أكثر إلى استهلاك الموارد الطبيعية المنقوصة من حدة الضغط عليها، وهذا يبدو واضحا من خلال التناقص المتزايد للموارد المائية السطحية والباطنية. ويعد المغرب من الدول المتوسطية التي تعاني من أثار التغيرات المناخية، رغم إيجابيات الوضع البيئي الذي يتميز به المغرب مقارنة مع الدول الواقعة في نفس العروض، ورغم السياسة الاستباقية التي نهجتها الدولة المغربية منذ مطلع ستينيات القرن العشرين، التي كان من نتائجها إنشاء بنية تحتية ومؤسساتية تمثلت في تشييد منشآت مائية مهمة في كل مناطق المغرب، كما تم خلق مؤسسات تدبيرية مثل (وزارة التجهيز الماء والبيئة ءمندوبية المياه والغاباتء المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي....) ومؤسسات استشارية مثل (المجلس الأعلى للماء والمناخ، والمجلس الأعلى للغابات، والمجلس الأعلى لإعداد التراب الوطني، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي...). وقد نتج عن هذا الزخم المؤسساتي، منجزات في مجال التدابير المؤسساتية والتشريعية والتي توظف كلها لتعزيز محاربة التغير المناخي. ونشير على سبيل المثال إلى: إصدار بلاغين وطنيين حول التغيرات المناخية سنتي 2001 و2010 طبقا لما تنص عليه الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي، وتنظيم المؤتمر السابع للأطراف الموقعة على الإتفاقية الإطارية بشأن التغيرات المناخية بالمغرب سنة 2001، إعداد المخطط الوطني لمكافحة الاحترار المناخي في نونبر 2009، وإصدار كتاب التغير المناخي في المغرب في أفق 2030 في مارس 2014، واستضافة مدينة مراكش لقمة المناخ سنة 2016، ثم إصدار كتاب حول الاستثمار الأخضر بالمغرب. هذا بالإضافة إلى إيلاء مسألة البيئة والمناخ أهمية بالغة في كل المخططات الحكومية وجعلها ضمن اهتمامات كل مؤسسات القطاع العام وبعض مؤسسات القطاع الخاص. ورغم كل المجهودات المبذولة، فإن المغرب يعيش حاليا ضائقة كبرى ونقصا متزايدا في الموارد المائية نتيجة توالي سنوات الجفاف، وهو واقع عجل باتخاذ جملة من التدابير، لتلبية الطلب والتخفيف من العجز المتزايد في الماء.ونذكر من هذه الإجراء ات تشييد محطات تحلية مياه البحر ومشاريع الربط التضامني بين الأحواض المائية ومشاريع تصفية المياه العادمة... إن هذ الوضعية التي يعيشها المغرب والكثير من دول العالم والتي ستتفاقم خلال السنوات المقبلة، تجعل من الضروري الاتفاق و توحيد الجهود الدولية لمواجهة مسببات التغير المناخي والتخفيف من أثاره وتوفير سبل التأقلم مع كل الظواهر المتطرفة الناتجة عنه. لكل ما سبق، وكإجراء سنوي يروم تحقيق التواصل وإسماع صوت الأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني، إلى الحكومات الأطراف في COP28 حول ظاهرة التغير المناخي. ينظم مختبر التغيرات البيئية وإعداد التراب بشراكة مع النادي المغربي للبيئة والتنمية، باعتباره المنسق الوطني للشبكة العربية للبيئة والتنمية، والشبكة العربية للبيئة والتنمية رائد، ومركز ابن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والإستراتيجية، لقاء ا علميا تشاوريا حول موضوع أولويات ورهانات الكوب 28 من منظور دولي ووطني. وذلك بتاريخ 18 أكتوبر 2023 بمدرج عبد الله العروي. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء. الأهداف: تسليط الضوء على انعكاسات التغيرات المناخية دوليا ووطنيا ومحليا؛ إثارة النقاش حول تداعيات التغيرات المناخية بالنسبة لألمن المائي والأمن الغذائي والأمن الطاقي والتنوع الإحيائي؛ التعريف بأولويات ورهانات الكوب 28 في ضوء اتفاقية باريس؛ إبراز أهم القضايا التي يجب الترافع بشأنها خال مفاوضات الكوب 28 لدى الجهات الوطنية والدولية؛ التأكيد على فعالية أدوار الفاعل الأكاديمي والفاعل المدني والفاعل الترابي والقطاع الخاص في التصدي للتغير المناخي، من خلال الشراكة والتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية والإقليمية ذات العلاقة؛ صياغة رسائل وتوصيات للكوب 28 تعكس وجهات نظر المشاركين في هذا الملتقى الحواري. المشاركون: ممثلو الأطراف والجهات المعنية بقضايا المناخ. جهات حكومية: ممثلون عن قطاع التنمية المستدامة، الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، مديرية تدبير المخاطر الطبيعية. منتخبون وطنيون ومحليون. أكاديميون: متخصصون في التغيرات المناخية من مختلف الجامعات والمعاهد العليا. منظمات المجتمع المدني. الإعلام القطاعين العام و الخاص. تنسيق: ذ. محمد محي الدين ذ. بدر الدين الناصري ذ. الحسن عبيابة ذ. محمد فتوحي اللجنة المنظمة: ذ. يوسف أسفري. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. محمد محي الدين. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. الحسن عبيابة. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. سالم تالحوت. المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين . درب غلف – الدارالبيضاء ذ. أمال يليد. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. عزيز محجوب. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. عبد العالي سللي . كلية علوم التربية بالرباط ذ. عادل واكيل. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. أسماء بصير. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. محمد فتوحي. كلية علوم التربية بالرباط ذ. الحسين بن الأمين. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء ذ. بدر الدين الناصري. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء المنهجية: مداخلات مركزة بانيل في شكل حلقة حوارية تفاعلية اللغات: اللغة العربية – اللغة الإنجليزية – اللغة الفرنسية