هوية بريس – متابعات يبدو أن الأممالمتحدة، الراعي الأول لفرض العلمانية وتشريعاتها على الصعيد العالمي، قد ضاقت هي أيضا ذرعا بالغلو الفرنسي في فهم العلمانية واستعمالها سلاحا للتضييق على المسلمين في البلاد، ووضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانصهار التام في العلمانية الفرنسية، أو مغادرة البلاد. وفي هذا السياق جددت الأممالمتحدة، معارضتها لقرار فرنسا بمنع الرياضيات الفرنسيات من وضع غطاء على الرأس خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها البلاد العام المقبل باسم العلمانية. وفي دفاعها عن القرار الفرنسي المثير للجدل، شددت أميلي أوديا كاستيرا، وزيرة الرياضة الفرنسية، عبر قناة "فرانس 3" الفرنسية العامة، الأحد الماضي، على أن الحكومة " تلتزم بنظام علماني صارم، يُطبق بصرامة في مجال الرياضة. ماذا يعني ذلك؟ يعني حظر أي شكل من أشكال التبشير، يعني الحياد المطلق للخدمة العامة؛ وبالتالي فإن الأشخاص الذين يمثلون وفودنا، في فرقنا الفرنسية، لا يمكنهم وضع الحجاب". وذكرت الوزير الفرنسية بأن الموقف الفرنسي استند إلى قرار صادر عن مجلس شورى الدولة، أعلى مرجع قضائي إداري في فرنسا. وفي نهاية يونيو، أبقى مجلس الشورى على حظر ارتداء الحجاب في كرة القدم النسائية. وفي خاتمة قضائية لقضية جديدة مرتبطة بالرموز الدينية في الأماكن العامة، وهو موضع نقاشات متكررة في فرنسا، حكم مجلس الشورى بأن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يمكنه سن القواعد التي يراها ضرورية "لحسن سير" المباريات؛ ما يبرر تاليا له منع ارتداء الحجاب في الملاعب. تجدر الإشارة إلى أن فرنسا تشهد تضييقا متزايدا على المسلمين في البلاد، بحجة التطبيق الصارم للعلمانية ومحاربة ما يسمونه ب"الانعزالية"، والذي يفسر بأنه كل سلوك أو مظهر يشير لتشبت المسلم بدينه واعتزازه بهويته الإسلامية، مثل لَبْسِ الحجاب للنساء أو المداومة على الصلاة للرجال، وكان من آخر ذلك إجبار الطالبات المسلمات على التخلص من الحجاب بشكل كامل (غطاء الرأس + العباءة) قبل ولوج المدرسة، وحرمان مسلم فرنسي من ولوج سلك الشرطة لا لشيء إلا لأن بقعة داكنة ظهرت على جبهته، وهو ما تم تفسيره بانه علامة على التزامه الصارم بأداء الصلاة !!