بعد خروجنا معا من المسجد جمعني بالصديق الصيدلي نقاش حول فتنة الزمان، التي ينشرها كل من يدعو إلى الاقتصار على الإيمان بالقرآن وإنكار سنة النبي العدنان. فقلت له كيف صليت المغرب ثلاث ركعات رغم أن هذا التفصيل لم يرد في القرآن، فقال: القرآن يأمرني بالصلاة ، ولا أحد يلزمني بالكيفية فقد أصلي المغرب ركعة او ركعتين فتكون قد أديت الواجب، قلت: وقول رسول الله صلوا كما رايتموني أصلي قال: هل رأيت الرسول يصلي؟ قلت: لا، وإنما هي سنته المنقولة الينا بالرواية الصحيحة والسند المتصل والكتابة والتدوين. عن صحابته الذين صلوا وراءه آلاف الصلوات، ونقلت الامة هذه الكيفية أفعالا وأقوالا جيلا عن جيل الى هذه اللحظة التي أدينا فيها الصلاة، وهذا هو الأمر في باقي العبادات و المعاملات والاخلاق التي انزلها الله في القرأن على النبي العدنان فبلغها الى الأمة وبينها قولا وفعلا في سنته الشريفة، قال: أما أنا فهذه الروايات المنقولة لا تلزمني ولا يلزمني الا ما ورد في القرآن، قلت: وهل نزل عليك القرآن مباشرة أم وصلك بدوره بالرواية والحفظ والكتابة؟ تبسم قليلا من قولي تم صمت، قلت: الا ترى أن الأمر يتعلق دائما بالرواية وضوابط نقلها وصحتها، قال بالفعل، وافترقنا إلى صلاة العشاء التي يحرص صاحبنا على أن يصليها في المسجد وفي الصف الاول كما هي عادته مؤمنا بأجرها، وهو كما ترى يشك حتى في كيفية أدائها، قلت: اللهم أني أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال التي حالت بين الرجل وبين الاقتداء بالرسول الاعظم في أقواله وأفعاله، فأفسدت عليه دينه ودنياه، فتحمل وزر ذلك كل من نشرها إلى يوم القيامة، ولا حول ولاقوة الا بالله.