هوية بريس – ذ.إدريس كرم في خضم الأحداث الجارية بفرنسا، احتجاجا على عنصرية الشرطة الفرنسية، وتغولها على القاصرين، لم تجد السلطات بدا من اللجوء للأسرة، للحد من الشغب الذي يشارك فيه أطفال قصر، مهددين آباءهم بغرامات وعقوبات سجنية، إن هم لم يتدخلوا. لا أدري هل نسيت هذه السلطات، أنها فككت الأسرة من زمان ،وأنها ماضية في ذلك، من خلال سن قوانين عقابية على من يغضب أطفاله، أو يحد من حريتهم، ويقيد رغباتهم، بالقيم، والآداب العامة، التي سجلتها كتب الآداب، والتاريخ، عبر العصور، وبنت بها حضارات ونظمت مجتمعات. لقد أبدلت فرنسا ذلك كله، بشعار: "دعه يفعل دعه يدمر"، وها هي فرنسا تجني ثمرة مخطط تدمير الأسرة، وتحويل سكانها لأرقام لا علاقة لهم بالقيم، وتصنيفهم كشيء، لا جنس له، ولا تاريخ، ولا أسرة، ولا عائلة، بل لا اسم له، إنه فقط رقم متسلسل، لا يحق له التساؤل عن مصدره، ومآله، وجد صدفة، وعاش صدفة، ومات صدفة، فلا داعي لإرهاق نفسه في التفكير في كل ذلك، باعتباره من اختصاص جهات أخرى. فلماذا عادت الدولة الفرنسية للاستنجاد بآباء مقطوعي الصلة بأبنائهم بحكم القانون؟ هل هو نسيان؟ أم اعتراف بخطإ جسيم، ارتكب في لحظة غيبوبة؟ يوجب محاسبة الدولة، وتحميلها خسائر الأسر قبل خسائر المؤسسات.