بحث مستمر عن المتعة الفردية وتخلص من مسؤولية تربية الأجيال..زواج العقود وزواج الشواذ يرمي بمؤسسة الأسرة في الغرب إلى مزبلة التاريخ!! إذا كان الزواج بين رجل وامرأة هو الأصل في تكوين البنيان الاجتماعي الأساسي للمجتمع ألا وهو الأسرة،وهو القاسم المشترك بين كل البشر على امتداد تاريخهم وباختلاف عقائدهم الدينية وألسنتهم وخلفياتهم الثقافية، فإن هذا المفهوم بدأ يتلاشى في الغرب مع البحث المستمر عن متعة فردية وتخلص من مسؤولية تربية الأجيال، يوازي ذلك نضالجماعات جماعات الشواذ التي تعضد الأشكال الجديدة للأسرة الغربية،وتبعا لتعريفها لأجناس بشرية جديدة الذكر، الأنثى ،الذكر الأنثى! الأنثى الذكر! والمخنثين من الجنسين بالتشكيل الاجتماعي!وبعملية حسابية بسيطة بقران كل جنس مع غيره من الأجناس يمكن أن تتعدد أنواع الأسر.وبذلك يمكن أن يصبح للأطفال ماما وماما بريم ،وبابا وبابا سكوند بل يوجد من يرى أنه لا مانع من أن تتكون الأسرة الغربية أكثر من اثنين وأن يكون للطفل أكثر من أبوين!! أسرة بلا أطفال.. نجحت مفاهيم الشواذ أن تتسرب إلى المجتمع الغربي ، بل إلى وثائق الأممالمتحدة ذاتها التي تقدم مفهوما للأسرة يعارض كل الذي عليه الأديان جميعاً، وذلك عندما تستخدم مصطلح (اقتران) بدلاً من الزواج، لتفتح بذلك الطريق أمام تكريس ما سبق أن أقرت به كنائس مختلفة في بعض بلدان الغرب، من إضفاء الشرعية على علاقات الشواذ والمعاشرة الجنسية بين رجلين أو امرأتين. وفي الحالات التي احتفظت بها الأسرة الغربية بالشكل التقليدي بين رجل وامرأة كما اعتادت البشرية منذ نشأتها فإن هذا الشكل اتخذ له شكلاً قانونياً جديداً يفرغ مؤسسة الزواج من مضمونها بشكل مدهش، فبدلاً من الزواج الكنسي أو حتى المدني الذي يفرض على طرفيه تبعات قانونية يضيق بها كلاهما، ظهر في الغرب شكل جديد من العلاقة بين الرجل والمرأة ضمن ما يسمى بزواج العقود، وهو ليس زواجاً من الأساس إلا أن طرفيه يلجآن إليه لتنظيم توزيع النفقات ومسئوليات الحياة اليومية بين طرفين غالباً ما يكونان قد تعاشرا لمدة سابقة معاشرة الأزواج ولكن دون أن يتم تسجيل هذه العلاقات على إنها علاقات زواج قد تؤدي عند الانفصال مثلاً إلى اقتسام ثروة الطرفين بالتساوي كما هو متبع عند الطلاق من زواج كنسي أو مدني. ومن الغريب مثلاً أن مثل هذه العقود قد تشتمل على بنود تحدد عدد مرات المعاشرة الجنسية وتصفها في وقاحة لا تخجل حتى من وصف الشذوذ بعينه بالإضافة إلى تفاصيل أخرى، كالمسئولية عن أعمال التنظيف والتسوق وتقاسم النفقات على سبيل المثال، بل منهم من يشترط عدم الإنجاب لتبقى الأسرة يدون أطفال. الزواج..عادة سيئة.. إن نمط العيش الغربي قد أدى تدريجياً إلى تفكك الأسرة الغربية واختلاط العلاقات داخل الأسرة الغربية من الناحية المالية والمعنوية. وتبع ذلك سقوط للمعايير الأخلاقية التقليدية المعروفة مسبقاً داخل كل أسرة، ولم يعد للزوج الغربي حتى حق الاعتراض على السلوك الجنسي لزوجته، ولم تتوقف المعايير داخل الأسرة الغربية عن التغير والتبدل المستمرين، بل أن فكرة الأسرة نفسها كمؤسسة اجتماعية يقوم عليها المجتمع السوي قد أخذت في التراجع وفي الاتجاه نحو الانقراض في كثير من المجتمعات الغربية وباتت وكأنها تنتمي للتاريخ. وأدت ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي إلى زيادة أعداد الأطفال الذين يولدون ولا يعرف لهم آباء .ولم يكن غريباً وسط كل هذا الركام أن تتزايد حوادث القتل والعنف داخل هذه الأشكال الشائعة من الأسر في الغرب. يصف المعهد القومي للدراسات الديموغرافية في باريس في تقريره عن الزواج بأنه أصبح عادة روتينية أقلع عنها الكثيرون ، وأنه في عام 1977 على سبيل المثال أصبح فيه حوالي 30 % من علاقات التعايش بين رجل وامرأة تتم بدون زواج ، وأصبح زوجان من بين كل ستة أزواج فرنسيين يمارسان العملية الجنسية بطريقة شاذة منافية للطبيعة البشرية، وفي هذا العام بلغ عدد الأطفال الذين يولدون بدون أن يعرف لهم آباء شرعيون 300 ألف طفل، بل إن المعهد يرفع عقيرته في عام 1999 محذراً من أن الأسرة الفرنسية في طريقها للانقراض، بعد أن ظهر أنه من بين 8,7 مليون أسرة فرنسية توجد فقط 660 ألف أسرة تعيش متكاملة وتحيا حياة مشتركة طبيعية. كما نجد أن الزواج كأحد أشكال التواصل الاجتماعي يصبح عادة اجتماعية نادرة في فنلندا والسويد والنرويج وغيرها.. وفي المملكة المتحدة تفرض جماعات الشواذ والمثليين أولوياتها على مجلس النواب البريطاني، ففي سبتمبر عام 1957 خرجت لجنة (ولفندون) التي شكلها مجلس النواب بتوصيات لإحداث تعديلات تشريعية حول أوضاع المثليين، وهو ما استجابت له بالفعل بعد ذلك الحكومة البريطانية وتبعتها بعد ذلك الولاياتالمتحدة، ومنذ ستينات القرن الماضي تشكلت في الغرب منظمات السحاقيات واللواطيين، بل وبدأت هذه المنظمات التعاون فيما بينها بدعوى تحقيق حرية الجنس الثالث! تملص من مسؤوليات زائدة ولعلّ هذا التراجع لقيمة الأسرة التقليدية في الإطار الدلالي للغرب وثقافته والمنظمات التابعة له، أو حتى التي تقوم في عملها على تمويل منه، ،في مقابل بزوغ هذه الأنواع الجديدة من الأسر، يعود في الجزء الأكبر إلى ثقافة التملص من المسؤوليات الزائدة وتحمل أعباء تربية الأجيال ، كل ذلك من أجل البحث عن ملذات الحياة والاستغراق في المتعة والاستهلاك التي باتت جزء من المجتمع الغربي منه ، كما يعود ذلك إلى السعار الجنسي الذي أصاب مجتمعات الغرب، والعري المبالغ فيه، والشذوذ في العلاقات الجنسية، الذي تعدى مسألة إقامة علاقات جنسية شاذة ومثلية بين أبناء الجنس الواحد، بل وحتى الاستخدام غير الإنساني للأطفال في علاقات جنسية غير سوية، إلى مباشرة الحيوانات وإقحام الغريزة الجنسية في كل أشكال الفنون والإعلام.ولندع أحد نشطاء جمعية الآباء الشواذ تشرح الموقف حيث تقول فيما يخصني وطوال 20سنة من الممارسة المثلية (الشذوذ الجنسي)،وصلت رقم 3000 شريك، بمعدل 3 مرات في الأسبوع مع اعتبار فترات الإخلاص التي كنت فيها مثابرا، ويجب أن نعلم ماذا تعني كلمة زوجكٌُِِّم،إنها تعني بكل بساطة العيش بعض الأسابيع، سنة أو سنتين مع نفس الشخص تحت نفس السقف، مع هذا هناك زواج مثليون (شاذون) عاشوا 20سنة،لكن كانوا دائمي التنقل بين أحضان أخرى يمينا ويسارا ، وإذا أمكنني أن أعترف، فإن هؤلاء المخلصين غالبا ما يخرجون ليلا مثنى مثنى يبحث كل واحد من جانبه عن ثالث من أجل كسر الروتين اليومي،إنه أمر تجري به العادة.. نقابة وطنية للوطيين والسحاقيات والهدف الأساسي لحركة الشواذ هاته هو التخلص من عبء الأسرة، بدعوى أن النظام الأسري ضد طباع البشر، وأن القيود الاجتماعية هي التي فرضته في إطار الضغوط المستمرة من جانب الرجل، لاستعباد المرأة والسيطرة عليها، وتكبيلها بأعباء رعاية الأطفال والواجبات المنزلية. وسنفاجأ إذا عرفنا أن روبنسون المفوضة العامة للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة في كلمة لها قالتإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 م هو وثيقة حية تضمنت في ثناياها حماية حق التوجه الجنسي أي الحياة المثلية . والأدهى من ذلك كله ،تعمل النقابة الوطنية لشركات الشواذ في فرنسا على تخصيص أغلب نشاطاتها للأعمال الجنسية المنحطة: ويشرح باحث في أحد المواقع الأسرية الفرنسية يقوله ،نجد هذه النقابة تضع بين أيد منخرطيها رصّاصا واحد فقط، وبعض الحلاقين وبعض أصحاب بيع الورود، فيما تملك حوالي 950مقرا عبارة عن حانة للجنس وعلب ليليةوسونا وأشياء أخرى.. (لم أعرف كيف أترجمها نظرا لكلماتها ذات الإيحاءات الجنسية المعقدة) بوالشركات المنضوية تحت هذه الهيئة تحقق رقم معاملات يساوي المليارين من الفرنكات،مما يعني أن هؤلاء الشواذ يعيشون حياتهم العبثية حتى أنهم ينسون أن يأخذوا احتياطا من مرض يسمى داء فقدان المناعة المكتسبة:السيدا. أين بابا..؟ أين ماما؟! وكافح هؤلاء الشواذ حتى أنيطت لهم إمكانية تبني طفل، ولم يعودوا يبالون بأقوال المتخصصين والعلماء، وكان الأمر صعبا في البداية نظرا للحياة المتذبذبة التي تجمع هؤلاء تحت شقف واحد والمشاكل التي ستطرح للطفل أثناء الفراق، لكنهم خاضوا معركة شرسة من أجل ذلك. و نجد المحلل النفساني الإكلينيكي جون بيير ونتر تمفَ-ذىمْْم طىَُّمْ في حوار أجرته معه مجلة لونوفيل أبسرفاتور حٌم خًُِّّمٌ دقَّمًّْفُّمِّْ ،يهاجم أفكار الشواذ قائلا:إن هذه الأسر الجديدة هي نوع من علامات الأمراض المستعصية في حضارتنا المعاصرة،ويحذر من أن ت.-ذ. طىَُّمْ. من إعطاء فرصة هؤلاء الشواذ لتبني أطفال أو استنباتهم في أرحام أخرى، حيث نجده يشدد على أن الطفل يضع دائما ذلك السؤال الأبديمن أين جئت؟،وعندما لا بفهم هذا السؤال ويستحيل الإجابة عنه في ظل أبوينمن نفس الجنس، فإن علاقته بذاته وبالمحيط تتأثر كثيرا وسنراه يتردد على العيادات النفسية، أو ينخرط في أوساط موبوءة ليعيد تكرار تجربة العلاقات الجنسية المتعددة الأشكال والألوان. وترد عليه بوقاحة سابين بروكوريس Sabine Prokhoris ناشطة في جمعية الآباء الشواذ ...Association des Parents et futurs parents gays et lesbieََّحين تقول لا أرى باسم من يمكن أن نمنع أحدا من تبني أطفال، وتطرح السؤالمن يمكن أن يمنعنا من ذلك لا أعتقد أن المحللين النفسانيين ولا العلميين يمكن أن يفعلوا ذلك،إنه المجتمع الذي يجب أن يقرر ، والطفل في نظرها لا يمكن اختزاله في وظيفة بيولوجية . وتضيف أن عيش طفل مع لأبوين من نفس الجنس أُمّان أو أبوان سيحرره من عقدة أوديب بل ترى أنه يمكن أن يعيش مع أكثر من أبوين اثنين. يقظة متأخرة.. هذه صورة مصغرة للمجتمع الغربي خاض تجربة الحرية الجنسية المطلقة، ووصل في مجال الأسرة قد وصل إلى الباب المسدود ،تجربة تحذر الشعوب الأخرى السائرة في طريق النمو أن تختار طريقا آخر غير طريقها،بالرغم من أن هذا الطريق المضاء بنور مزيف ما يزال يجذب مناضلين من العالم الثالث ،ويوقعهم فرائس سهلة كفراشات تريد النور فتحترق بالنار،حتى أن مناضلا يحمل اسما عربيا ذكر في مؤتمر عالمي أنه عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمري حين قرأت كتاب الثورة الجنسية لويلهيلم رايخت تشبعت في إحساسي ووجداني بما طرحه من نقد للزواج والأسرة كمؤسسة برجوازية تسجن المرأة ، وكان تأثير الكتاب قوياً إلى درجة أنني اقترحت على زوجتي أن نفترق ، وافترقنا احتراماً لنظرية رايخت وسافرت إلى فرنسا وقضيت سنوات ألاحظ وأمارس الحرية الجنسية.! حرية لم يجن منها الغرب إلا الأمراض والأسقام، ولم يعد للحياة معنى غير الركض وراء السراب والانقراض، وبدأ يدق ناقوس الخطر من طرف من تمسكوا ببعض من فطرتهم الإنسانية السليمة، وبدأوا يضعون السؤال تلو السؤال ،وينتظمون من أجل حماية ما تبقى من بنيان المجتمع من خلال تكوين جمعيات مناهضة زواج العقود وتبني الشواذ للأطفال، بعدما أصبحوا محايدين فيما يخص زواج الشواذوتركوا معركتهم إلى جولة أخرى!!،و لعل أبرز هذه الجمعيات هي جمعية الأسرة الأوروبية التي أصبحت تدافع عن الأسرة التقليدية فتقول في إحدى نشراتها لماذا يجب تشجيع الأسرة التقليدية؟ أولا من أجل ضمان دوام المجتمع، إن اتحاد رجل وامرأة في إطار شرعي لا يعني التقوقع في صدفة خاصة،إنه عمل عام يضمن ولادة أطفال جدد لأنه وحسب إغنست رينان (مؤرخ فرنسي) لا توجد حضارة بناها أشخاص وحيدون،ولدوا من أبوين مجهولين،وماتوا عزابا بدون أبناء، وثانيا لأن مهمة الأسرة هي ضمان سلامة أعضائها،وتكريس حماية قوية تضمن حياة مستقرة ودائمة ينشأ فيها الأطفال بدون عقد نفسية. إنها يقظة ضمير ،رغم أنها متأخرة، تروم الحفاظ على ما تبقى من بنيان المجتمع.فهل فات الأوان؟؟ المصادر: ü موقع أسري فرنسي مؤسسة الزواج في أوروبا ü جريدة (Le Monde)الفرنسية ü كتاب(ne deviens pas gay, tu finiras triste d` ed. F-X de GUIBERT 1998 ü مقالالحركة النسوية والعلاقات القائمة على الشذوذلصاحبه محمد مختار ü وثائق الأممالمتحدة حول المرأة عبد الغني بلوط