التدريس بإثارة الشبهات لدى المتعلمين تحت غطاء الوضعية المشكلة ومسايرة البيداغوجيات الحديثة ليس بريئا تماما لأننا نعلم جميعا أن لكل مادة طبيعتها وخصائصها وطرق التدريس التي تناسبها أكثر من غيرها كما نعلم يقينا أن التدريس بإلقاء الشبهات على المتعلمين هو مغامرة غير مأمونة ولا محسوبة العواقب وذلك أن الشبهة أعلق بالذهن والقلب من الجواب عنها خاصة إذا كان الجواب ضعيفا فلا يقطع دابر الشبهة ولا ينسف بنيانها من القواعد وقد أثر عن السلف قولهم إن "القلوب ضعيفة والشبه خطافة" فليس كل من هب ودب يتأهل للتعامل مع الشبهات خاصة إذا كان خاوي الوفاض من العلوم الشرعية والتمكن من الأدلة العقلية والنقلية لأصول صحة الإسلام وأدلة العقيدة الصحيحة وعلوم القرآن وعلم الحديث وأصول الفقه وهلم جرا، بل إن كثيرا من أساتذة المادة لا يتقنون التعامل مع الشبهات المثارة حول الإسلام لأنهم لم يتلقوا أي تكوين في هذا المجال فكيف بمتعلمين مراهقين يجهلون المعلوم من الدين بالضرورة فضلا عن العلم بتفاصيل الشريعة و أصول الدين وقواعد تفكيك الشبهات ومهارات التعامل معها.. فهل ما درسه المتعلمون في هذه المقررات الدراسية المفرغة من محتواها و التي يغلب عليها طابع الوعظ و الإرشاد كاف للتعامل مع هذا الكم الهائل من الشبهات التي يقصفون بها في بداية كل درس وفي الوضعيات التقويمية في الفروض والامتحانات الإشهادية؟! وهل يدخل ضمن مهارات التربية الإسلامية الستة التي يقوم فيها المتعلمون مهارة التعامل مع الشبهات والقدرة على تفكيكها والرد عليها؟! قبل التدريس بإلقاء الشبهات على المتعلمين ينبغي بناء مقررات ومناهج قوية تعزز اليقين لدى المتعلم بصحة دين الإسلام وتجعله متمكنا من الأدلة العقلية والنقلية لأصول الإسلام الكبرى ومن مهارات تفكيك الشبهات وكشف المغالطات.. أما أن نلقي المتعلمين في بحر من الشبهات دون تمكن من المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الشبهات وكشف المغالطات فهذا أشبه بدخولهم حربا مجردين من أي سلاح.. * أستاذ مادة التربية الإسلامية بالثانوي التأهيلي.