هوية بريس – متابعات هل غيرت اليابان نظرتها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA برمتها، وأعادت حساباتها الاقتصادية، على الأقل، لتختار منصة صناعية تكون بوابة لمنتجاتها ليس فقط إلى إفريقيا، بل وإلى أوروبا؟ اليابانيون المشاركون، يوم الثلاثاء 28 فبراير 2023، في منتدى الأعمال المغربي الياباني في الدرالبيضاء، حسموا أمرهم، ليكشفوا عن رؤية طموحة لحضورهم في المغرب. لجأ الرئيس المدير العام لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية، ساساكي نوبوهيكو، إلى التاريخ المعاصر، ليذكر بأن قافلة تجارية للتعريف بالمنتجات والثقافة اليابانية انطلقت في ستينات القرن الماضي، كي تعبر أكثر من 26 عربة يابانية شمال إفريقيا، حيث امتدت الرحلة من القاهرة إلى الدارالبيضاء، وكان عرابها آنذاك ولي العهد الياباني، أي الإمبراطور الحالي ناروهيتو. كان ذلك غداة استقلال الكثير من البلدان الإفريقية، اليوم نحن في عهد جديد لقافلة جديدة، ستنطلق هذه المرة من الدارالبيضاء". تشغل المقاولات اليابانية المستقرة في المغرب ما يقارب 50 ألف شخص، ما يجعلها أول مشغل في القطاع الخاص لليد العاملة الصناعية في المغرب. ووفق رئيس منظمة التجارة الخارجية اليابانية، فإن بلاد الشمس المشرقة حسمت خيارها في جعل المغرب منصة صناعية، ليس فقط في السيارات، وإنما في الصناعات الغذائية والطاقات الخضراء، خاصة الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء. واختارت أكثر من 70 مقاولة يابانية المغرب منصة لتصدير منتجاتها صوب أوروبا وإفريقيا، ووفق نوبوهيكو فإن خيار وجهة المغرب نابع من عدة اعتبارات، أولها أن الاقتصاد العالمي شهد تغيرات كبرى، بدأت إرهاصاتها مع أزمة كوفيد19، ثم التوتر الأمريكي الصيني، فالحرب الروسية الأوكرانية، وما كان لها من تأثير على سلاسل التوريد وارتفاع كلفة الإنتاج، وأدى إلى غلاء الأسعار، يضيف المسؤول الياباني. يرى الرئيس المدير العام لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية أنه بفضل الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب، والامتيازات الكبيرة المتاحة للمستثمرين والبنية التحتية الاقتصادية الجيدة، فإنه مؤهل بشكل كبير ليكون منصة للشركات اليابانية الراغبة في تصدير منتوجاتها إلى أوروبا وإفريقيا معا". وعرفت أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الياباني حضور أزيد من 70 رجل أعمال ياباني، ينظرون باهتمام كبير إلى توفر المغرب على اتفاقات للتبادل التجاري الحر، ما يفتح أمامهم سوقا لأزيد من مليار شخص. ويرى علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، التي ترعى إلى جانب "جيترو" المنتدى الاقتصادي المغربي الياباني، أن تغير النظرة اليابانية إلى المغرب، واعتباره اليوم منصة لشركاتهم صوب إفريقيا وأوروبا أيضا، يعود بالأساس إلى السمعة الطيبة التي حققتها صناعات السيارات والطيران، والنتائج الجيدة فيما يخص التصدير. ويضيف "بعد عشرين عاما من التواجد الياباني في المغرب، حققت الفروع اليابانية نتائج مبهرة، سواء من حيث الجودة أو الكمية، وهو ما يشجع القوة الاقتصادية الآسيوية على إلى التطلع إلى آفاق استثمارية أوسع". يشار إلى أن اشغال المنتدى الاقتصادي الياباني عرفت مشاركة الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، وكوراميتسو هيدياكي، السفير فوق العادة المفوض لليابان لدى المملكة المغربية.