ذاق ألَما وأمَلها : أناس محدادي هداه الله الطريق السَّوي. إنَّ في طيَّات المِحن مِنَن.. وفي رُكام النِّقَم نِعَم.. وفي ثنايا البلايا هدايا.. وفي وسط الرَّزايا عطايا.. هنيئا لك أُمَّتي، يا ريحانة قلبي ومُهجتي : بمولودكِ الجديد، في تُركيةَ وشَامِنا السعيد، رغم أنف كل جبار عنيد… بُورِك لكِ في المولود الجديد، رغم ألم المخاض الشديد… بُورِك لكِ في المولود السعيد، المُستمسِكِ بعقيدة التوحيد… بُورِك لكِ في المولود الفريد، القابض على دين ربه المجيد. والله ما أجمل تلك اللحظات والكلمات والعِبارات والعَبَرات!!! رغم كل الآهات والزَّفرات والجراحات… مشاهد فخر وإِكبار، وملامح نصر واستبشار … – أشهد الله، على محبتي لكم فيه جلَّ في عُلاه – * شيخ كبير، من وسط رُكام غزير، يطلب ماء حتى يُصلي للعليم الخبير. * وآخر كَسِير، يتلو كلام العلي القدير، مِن بين الرَّدم الغفير. * وامرأة مُسِنَّة تطلب الحجاب، قبل الخروج من تحت الخَراب. * وطفلة كلها آلام، تبكي على صلاتها من تحت الرُّكام. * أطفال رُضَّع عن الأكل صِيَام، يخرجون أحياء من تحت الحُطام، بعد مرور أيَّام وأيَّام. * تهليلات وتكبيرات وتسبيحات، وذكر لربّ البَريَّات، رغم المصائب المُوجعات… * نبش للرُّكام والأحجار، بالأيادي والأظفار، وتعلُّق بالواحد القهار… * رِضا وصبر ويقين، رغم الواقع الحزين… * وغيرها كثير، من مشاهد الفخر الكبير، رغم المُصاب المرير … وفي الأخير، أكرر التبشير، بالمولود القدير، في تُركيّة وشَامِنا الأسير… أُمَّتي الحبيبة السَّليبة : بُورِك لكِ في الموهوب الجديد، وشَكرْتِ الواهب المجيد، وبَلَغ أَشُدَّه السعيد، رغم أنف كل جبّار عنيد. ..نَعَم إن العين لَتدمع، وإن القلب لَينكسر ويخشع… لكن سَلوايَ وعزائي، وفي الله كاشف كل بلوى ورجائي : أن يرفع قدركم ويُعلي شأنكم ويشفي مُصابكم ويجبر كسركم ويتقبل شهداءكم ويُطعم جائعكم ويُؤوِي شريدكم ويستر عوراتكم ويُؤمّن روعاتكم… أرجو من الله العلي الكبير، أن تصل كلمات هذا العبد الفقير، إلى أهلنا في تُركية والشَّام الأسير، وما ذلك على الله بعَسير. والحمد لله العلي القدير.