كتب د.إدريس الكنبوري "وصلني هذا الصباح مقطع مسجل للدكتور الفايد يتحدث فيه عن محمد شحرور بكثير من الإعجاب. ولقد فوجئت حقا أيما مفاجأة؛ فأن يتأثر الدكتور الفايد بشحرور؛ هذا ما لم يكن في الحسبان. ولن أطيل الكلام حول هذه القضية؛ فقد قتلناها بحثا وأصدرنا قبل سنتين كتابنا "النص والحاوي. في تفكيك القراءة المعاصرة للقرآن الكريم. محمد شحرور نموذجا"؛ الذي ننصح الدكتور الفايد بقراءته؛ ونحن مستعدون لمده بنسخة منه أينما كان؛ كما نحيله على حلقتين مطولتين في الموضوع سجناهما في تركيا قبل عامين مع قناة "بلقيس" في برنامج "فصول"؛ وهما متاحتان على اليوتيوب. وإذا كان الدكتور الفايد من أتباع شحرور فقد انتهى الكلام". وأضاف الكاتب والمفكر المغربي "يدعي الدكتور الفايد أن العلماء الحقانيين هم علماء الاختراعات؛ مع أنه ليس منهم وشغله الأكبر قضايا الأكل؛ ويفسر الآية "إنما يخشى الله من عباده العلماء" على هذا المعنى؛ ثم يزايد بأنه حافظ لكتاب الله؛ وهذه مزية؛ إنما الحفظ غير الفهم؛ وما أتانا الهم إلا من حفظة لهم لسان يردد وليس لهم لب يفكرون به؛ فالقرآن لم ينزل لأصحاب الذاكرة القوية بل لذوي الألباب؛ وليعلم الدكتور الفايد أن الكثير من الصحابة لم يكونوا يحفظون كل القرآن؛ ولكنهم كانوا من ذوي العقول الكبيرة". وعقب ذات المتحدث "إذا كان الدكتور الفايد يفهم القرآن؛ وما نظنه كذلك؛ فإن القرآن نزل لهداية الناس وإخراجهم من الكفر إلى الإيمان؛ فهل من المعقول أن يكون العلماء هم المخترعون؟ وقد نزل على العرب الأميين المتخلفين؛ فأي مخترعين فيهم كان يخاطب؟ ولم يظهر الاختراع عند المسلمين إلا بعد قرنين من نزوله؛ فهل كان يخاطب الفراغ؟ وإذا كان العلماء هم المخترعون من المفروض أن ينزل على مخترع؛ فهل كان النبي مخترعا؟". وختم الكنبوري تدوينة على صفحته بالفيسبوك بقوله "الدكتور الفايد للأسف ليس لديه فهم مستقيم؛ فهو يخبط خبط عشواء. العلم في القرآن علم؛ شرعيا كان أم ماديا؛ والمشكلة ليست في القرآن بل المشكلة في مناهج التعليم التي فرقت بين العلمين ولم تحترم المنهج القرآني الجامع بينهما. كانت مناهج المسلمين جامعة؛ فكانت تنتج ابن رشد الفقيه والطبيب؛ وابن الهيثم الفقيه والصيدلي؛ والخوارزمي الفقيه والرياضي؛ وأصبحت اليوم تنتج طبيبا لا يفقه في الدين وفقيها لا يفقه في الحمى الباردة؛ ورياضيا يفقه في علم الحساب لكنه لا يفقه في يوم الحساب؛ والذنب ليس ذنب الدكتور الفايد الخبير في التغذية ولا في أنا الجاهل بخصائص البطاطا؛ ولكنه في المناهج التي تعلمنا بها".