هوية بريس- متابعة قال إدريس الكنبوري، الكاتب والباحث المغربي، إنه "ما تزال الاحتجاجات والبيانات ضد حرق المصحف في ثلاثة بلدان أوروبية مستمرة حتى الساعة في دول عربية وإسلامية وفي أوروبا. وبينما يحتج المسلمون خرج بعض أدعياء التنوير والحداثة والمتعلمنة ينتقدون هذه الاحتجاجات لأنها تدل على الهمجية وتؤكد أن المسلمين فعلا متطرفون". وأضاف الكنبوري على حسابه ب"فيسبوك": "وهذا هو الدليل رقم واحد بعد الألف على أن هؤلاء المتعلمنة طابور خامس في خدمة الكنيسة والالحاد العالمي لضرب الإسلام؛ ولا شيء يصح في الأذهان إذا احتاج النهار إلى دليل كما يقول المتنبي". وتابع: "أحدهم حاول الدفاع على حرق المصحف بالقول أن العمل مبادرة فردية؛ وكأن هذا يبرر ذلك السلوك الهمجي؛ بينما حرق المصحف في السويد كان بإذن من الحكومة لزعيم حزب يميني طلب الترخيص له لتنظيم مظاهرة يحرق فيها المصحف وحصل عليه". وزاد الكنبوري: "البعض يقول إن حرق المصحف حرية تعبير في بلدان تنتشر فيها الحرية. نعم. ولكن الحكومة السويدية منعت شابا مصريا طلب هو أيضا الترخيص لتنظيم مظاهرة يحرق فيها التوراة؛ وتدخلت السفارة الإسرائيلية لدى الحكومة لمنع المظاهرة؛ فلماذا الترخيص لحرق المصحف والمنع لحرق التوراة إذا كان الأمر يتعلق بالحرية؟ ولماذا سكت المتعلمنة عن التمييز في مبدأ الحرية؟". وأردف قائلا: "نحن المسلمين ضد حرق أي كتاب مقدس حتى لو كان مليئا بالتفاهات والأساطير؛ ليس احتراما لها لكن احتراما لمن يدينون بها؛ ولو أن الشاب المصري أحرق التوراة لاحتج المسلمون أيضا. ولم يحصل أن تم إحراق كتاب دين في تاريخ الإسلام؛ وإنما الذي حصل هو إحراق المصحف والتوراة في المسيحية بمبادرة من الكنيسة؛ ولا يزال اليهود يذكرون ذلك الحدث حتى اليوم بوصفه دليلا على كراهية النصارى لهم منذ القديم؛ فالعداء بينهما قديم "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء". وقال: "ويبدو أن المتعلمنة متحالفون مع من يحرق المصحف؛ فهم أيضا يحرقونه كل ساعة بالتحريف والتزوير والكذب؛ ولو وجدوا سبيلا لأحرقوه بالنيران فعلا؛ ولكنهم يحرقونه بألسنتهم؛ ونحن نؤمن بأن الإيمان قول وعمل؛ وهؤلاء لديهم قول ولا ينقصهم سوى العمل".