هوية بريس – نبيل غزال لم يستسغ الرأي العام مقال جريدة محمد الروخو المعروف ب"التيجيني" عن اللاعب الدولي المغربي زكرياء أبو خلال، والذي اتهمته بالتطرف والداعشية.. فعبّر جل المواطنين عن إدانتهم لما ورد بمنبر "آشكاين" وطالبوا بمحاسبة المتورط في هذا الشحن والتحريض والكراهية.. لتتفاعل بعد يومين الجامعة الملكية لكرة القدم وتهدد بالمتابعة القضائية، ويعقبها بيان المجلس الوطني للصحافة الذي أدان بدوره المقال ووعد بعرض ملف المنبر المذكور على لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية، ويسائل في ذات السياق برلمانيون وزير العدل عن هذا العنف والتشهير بحق لاعب المنتخب الوطني. دعونا نذكر باختصار أن اللاعب الخلوق والمحبوب أبوخلال هو مواطن مغربي وهولاندي في الوقت نفسه، وقد تلقى تعليمه بالمدارس الهولندية، ونشأ في "بيئة حداثية"، كما سبق وشارك مع المنتخب الهولندي قبل أن يقرر الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، وجريمته الكبرى بالنسبة للمنبر المذكور هي إظهار الارتباط بالله تعالى، من خلال رفع السبابة بالتوحيد وتلاوة القرآن الكريم وإمامة لاعبي المنتخب خلال تربصهم، وأشياء أخرى.. لكن "أبوخلال" وفي خلال غمرة الاحتفال بالإنجاز غير المسبوق بكأس العالم بقطر، وجد من يدافع عنه، دون حاجة منه ليفتح فاه، لكن من يدافع عن الأبرياء الذين تطحنهم يوميا آلة التشهير والافتراء، وتلقي عليهم منابر مثل "آشكاين" وغيرها التهم الجاهزة دون ما بينة، وتمارس عليهم التنمر بدافع أيديولوجي بحت، وتحرض ضدهم السلطات بدعوى أنهم متطرفون ودواعش وذئاب منفردة.. وقل ما شئت بعدها من العبارات التي باتت محفوظة لدى الجميع. الخطأ الوحيد الذي ارتكبه منبر الروخو في حربه على من يعتبرهم "متدينين" أنه أخطأ التوقيت فقط، وإلا لكان مقاله مرّ دون أن يحدث ردود فعل، وقد سبق وكتب منبر "كود" بأن سجود اللاعبين في مباريات كرة القدم "عدوى"، وظاهرة مشرقية تسللت إلينا، ولم يتم التفاعل بالشكل المطلوب مع هذا التطرف لأن الظرفية آنذاك لم تكن تتسم بالشحن كما نحن عليه اليوم. ولنرى واقعنا كما هو عليه دون "زواق" فإن التحريض ضد الأفراد والهجوم على المتدينين والشعائر الدينية هو الخبز اليومي لكثير من المنابر الإعلامية.. ألم يكتب يونس مجاهد، في افتتاحية له بعنوان "الاغتيال عقيدة" بجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن كل حركات "الإسلام السياسي" تتبنى الفكر الظلامي لداعش، بكل مرجعياته، وأضاف خاصة "فتاوى ابن تيمية الذي يسمى عندهم شيخ الإسلام"؟! ألم تكتب "الصباح" بأن "صلاة التراويح هي فوضى"؟! ألم تتهم دون بينة السلفيين بقتل يهودي بفاس وتجريد فتاة من ثيابها بالرباط، وهدم مآثر تاريخية بمنطقة "ياغور" بالأطلس الكبير عمرها أكثر من 8000 سنة؟! ألم تطالب ذات اليومية المرأة بالتخلص من قبضة الدين لأنه يمنعها من "الحب" و"ممارسة الجنس"؟! ألم يصرح متطرف "يُحنقز" في جل المنابر الإعلامية بأن "الإسلام لم يأت للأمازيغ والهدف من وراء الفتوحات الإسلامية هو المال والجنس"؟! ألم يهاجم رئيس تحرير "الأحداث المغربية" الملتحين المغاربة ووصفهم بأصحاب العهر والفجور والنفاق؟! ألم تصف ذات اليومية الحجاب ب"الارتداد إلى الجاهلية والتخلف الفكري"؟! إنها سلسلة طويلة من الافتراءات والتحريض والشحن لا يسمح هذا العمود للاستمرار في سردها، وباختصار شديد فكثير من المنابر، التي غيرت جلدها وتختبئ تحت جلد الضأن، بسبب فورة إنجاز المونديال، لديها موقف متطرف وحدّي من الدين، ودعونا رجاء من التلاعب بألفاظ الإسلام المغربي أو غير المغربي، لأن ما ينكره من يهاجم أبوخلال ومن على شاكلته يقره حتى الإسلام الكوري والبوركنابي.. ولا عزاء للمحرضين والحاقدين..