في سلوك خطير أقدمت "شوف تيفي" على تكفير كل من انتقد من المغاربة فيلم "الإخوان" المثير للجدل. حيث خصصت قناة المنبر المذكور أمس الثلاثاء 10 ماي 2022، ضمن برنامج "الهضرة عليك"، حلقة هاجمت من خلالها، وبطريقة فجة ومثيرة للاستغراب، المغاربة المنتقدين للعمل السينمائي الأول من تمويل إدريس شحتان، مالك "شوف تيفي". ضيف الحلقة، إدريس القصوري، الذي تم تقديمه كباحث ومحلل السياسي، وفي الدقيقة الثانية من اللقاء، صرح دون مواربة أن "الضجة التي أثيرت حول فيلم "الإخوان" أصحابها لا يستحقون الالتفات إليهم نهائيا"، لأنهم وفق قوله "عليهم أن يقدموا الكفارة وأن يسلموا لأنهم غير مسلمين"!!! ووصف ذات المتحدث منتقدي الفيلم المثير للجدل ب"الجهلة"، ومن يحفظ القرآن منهم ب"الحمير التي تحمل أسفارا"، ليصعد من وثيرة هجوم بقوله "هادوا هما الناس لي وجوههم ناصعة وغيكونوا في النار يوم القيامة"!!! وقد اعتبر متتبعون أن هذا النوع من "الخطاب التكفيري" خطير جدا على المجتمع المغربي الذي يقبل بالرأي والرأي الآخر، ولا يسمح فيه بالمرة أن يتم وصف من ينتقد عملا سينمائيا، وإنتاجا بشريا، بأنه كافر في النار. في حين استغرب متابع من جرأة محلل "شوف تيفي" بقوله "هل نحن أمام مواطن مغربي يحلل المشهد العام، أم أمام فرعون يرفع شعار ما "أريكم إلا ما أرى"، ومن اعترض فهو غير مسلم وكافر أيضا؟! ما هذا العبث. وفي ذات الصدد تساءل مواطن آخر بقوله "ماذا لو أقدم ملتح على رفع نفس خطاب ضيف "شوف تيفي"، واتهم هو الآخر كاتب السناريو ومنتج الفيلم في دينه وإسلامه، كيف كان سيكون موقف المنابر الإعلامية والجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية؟ الجواب واضح ولا يحتاج إلى كثير من التفكير.. تجدر الإشارة إلى أن الغلو والتطرف ليس مرتبطا بالدين فحسب، بل هو موجود في كل الملل والمذاهب الأخرى، الدينية منها واللادينية أيضا، وحيث ما وجد الهجل وجد التطرف والبغي، وخطاب ضيف برنامج "شوف تيفي" ومرجعيته الفكرية والشرعية يتحتاجان إلى تنقيح ومراجعة عاجلة.