هوية بريس-متابعة استنكرت جمعيات المجتمع المدني ببني ملال "الضياع الذي آلت إليه المقومات الثقافية والمعمارية بالمدينة، باعتبارها رافعة للتراث الحضاري والمعماري، وخاصة منها السقايات العمومية المتواجدة في عدد من أحياء المدينة القديمة، التي تعتبر كنزا من الكنوز التي جادت بها حضارة بني ملال". وأوضحت الجمعيات ذاتها، في بيان لها، أن "هذه السقايات لم تكن مجرد منشئات مائية لإرواء ظمأ الساكنة، بل صنعت مجدا تاريخيا يتميز بالتنوع الجمالي، من قبيل بصمة الصانع التقليدي، من الزخارف والنقوش ومواد البناء المشكلة لهذه المعالم الهندسية، إضافة إلى الدقة والإتقان اللذين يسحران قلوب الساكنة وزوار المدينة". وأكد الموقعون على البيان (9 هيئات مدنية) أن "العلاقة القائمة بين السقايات والإرث التاريخي للمدينة على المستوى المعماري ستبقى منقوشة في الأفئدة كهبة إنسانية وتاريخية يصعب محوها من الذاكرة الملالية، وستظل بصمة معمارية عصية على الاندثار". ودعا بيان الهيئات ذاتها إلى "إنصاف الذاكرة الملالية ووقف مظاهر التخريب والتشويه التي طالت معالم السقايات العمومية، والعمل على إحداث سقايات جديدة، مع ترميم القديمة منها بحلة تلائم طبيعتها التاريخية والحضارية، واحترام خصوصية المدينة التي تتميز بها في كل التجمعات السكانية والأسواق والساحات العريقة". كما طالبت الجمعيات المذكورة ب"الوقف الآني والاستعجالي لإجراء نزع العدادات المائية من السقايات العمومية"، معتبرة قرار المسؤولين "ارتجاليا وجائرا"، وموجهة نداءها إلى المسؤولين من أجل جعل هذه المنشئات المائية العمومية "محط عناية واهتمام، لاسيما الحفاظ على محيطها من منسوب مياهها، واعتماد صنابير عصرية ذات استعمال فوري يعزز ترشيد استعمال الثروة المائية بمدينة الماء".