هوية بريس – متابعات يتساءل العديدون في الوقت الراهن، عن سبب نقص "فيتامين سي" و"الزنك" من الصيدليات وهي أدوية تدخل ضمن إطار البروتوكول العلاجي لعلاج مرضى "كوفيد-19″، حيث تشهد ارتفاعا ملحوظا في الطلب مؤخرا، في سيناريو مشابه للسنة الماضية عند بداية انتشار الوباء. في هذا الصدد كشف عبد الرحيم الدراجي، دكتور في الصيدلة، أن استهلاك "فيتامين سي"، يندرج ضمن ثقافة "L'achat Panique" أو التسوق المرتبط بحالة الهلع، الذي يصيب الناس بمجرد الإعلان عن حالة استثنائية، ظنا منهم أن منتوجا معينا سينفذ من الأسواق، بسبب ارتباطه بوضعية معينة تعيشها البلاد. ثقافة "التخزين" ويؤكد المتحدث ذاته ارتفاع الطلب على "فيتامين سي" وباقي الأدوية المرتبطة بتقوية المناعة، بسبب المستجدات الوبائية بالمملكة التي عرفت في الأسابيع الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة ب"كوفيد-19″، مؤكدا أن المواطنين باتوا يقومون بتخزين علب "فيتامين سي" داخل بيوتهم. ويؤكد الدراجي أن مشكل نفاذ هذا الفيتامين من الصيدليات، يرتبط بشكل أساسي بشراء كميات كبيرة من طرف الأشخاص الغير مصابين بالفيروس وفي هذه الحالة، يجد مرضى "كورونا" صعوبة في الحصول على هذا الدواء الذي يدخل ضمن البرتوكول العلاجي للمصابين بالفيروس، الذي توصي به وزارة الصحة. من جهة أخرى، يكشف المتحدث ذاته، بأن هذا الفيتامين يوجد على شكل نوعين؛ الأول الذي يدخل ضمن إطار البرتوكول العلاجي لمرضى "كوفيد"، يتم توزيعه على الأسواق بواسطة رخصة من وزارة الصحة، بينما يوجد نوع آخر من "فيتامين سي"، متوفر على شكل مكملات غذائية، متوفر في الصيدليات وشبه الصيدليات ونادرا ما ينفذ من الأسواق بسبب ارتفاع سعره ووفرته. إقبال مرتبط بالفترة الراهنة من جانبه، يرى الدكتور حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، أن المخزون الحالي ل"فيتامين س" لدى الصيدليات، يعتبر معقولا، بالرغم من ارتفاع الطلب على هذه المادة التي تساهم في تعزيز المناعة. ويؤكد، بدوره، أن مجموعة كبيرة من المواطنين يلجؤون لاستهلاك "فيتامين س"، بهدف الحماية والوقاية من الفيروسات، باعتباره مكونا غنيا بمضادات الأكسدة ويساعد على تقوية وتعزيز عمل جهاز المناعة، مما يفسر الإقبال عليه خلال الفترات التي يشتد فيها انتشار الوباء كالفترة الراهنة. وبخصوص "الزنك"، يشدد الدكتور كديرة على تفادي استهلاكه بشكل ذاتي، دون استشارة طبية أو تأكد الإصابة ب"كوفيد-19″، مؤكدا على أنه مكمل غذائي، يدخل ضمن نطاق البرتوكول العلاجي الذي توصي به وزارة الصحة، في حال تعلق الأمر بحالة إيجابية. من جهة أخرى، ينصح المتحدث ذاته، بعدم التركيز على "فيتامين س"، كإجراء وقائي وحيد ضد التقاط عدوى "كورونا"، مشيرا إلى أنه يمكن تناول "فيتامين د"، كمكمل وقائي يساعد بدوره على تعزيز دور المناعة. استهلاك أناني في نفس السياق، يوضح مصدر مطلع داخل "لابروفان"، الشركة المسؤولة عن توزيع "فيتامين سي" بالمغرب، أن "فيتامين س"، لا يعتبر علاجا ل"كوفيد-19" وإنما هو دواء مركز يساهم في تعزيز المناعة، لمساعدة الجسم على مواجهة الفيروس. ويؤكد المصدر ذاته ارتفاع الطلب مؤخرا على "فيتامين س"، مشددا على أن السبب الرئيسي يرتبط بالحالة الوبائية المقلقة التي تعيشها المملكة خلال الأسابيع الأخيرة، التي ساهمت في ازدياد الطلب على هذا الدواء من قبل الصيدليات وهو سيناريو "يكاد أن يكون مشابها للسنة الماضية خلال بداية الجائحة، حيث سارع المواطنين لتخزين كميات كبيرة من فيتامين س داخل بيوتهم، تخوفا من نفاذه"، حسب المتحدث. وذكر المصدر ذاته أن الشركة، في الوقت الحالي، ما زالت تتوفر على مخزون "فيتامين س"، "يمكن اعتباره كافيا لتغطية احتياجات الصيدليات خلال الفترة الحالية". من جانبه، يستنكر المتحدث "ثقافة تخزين الأدوية"، بالخصوص تلك المرتبطة بوضعية صحية استثنائية تعيشها البلاد، معتبرا أنه تصرف "أناني"، من شأنه أن يحرم العديدون من مرضى "كورنا"، من الاستفادة من العلاج، مشددا على ضرورة التحلي بروح المسؤولية والتفكير في الآخرين. (Snrtnews)