الجهات المسؤولة تلتزم الصمت ومخزون أدوية البروتوكول العلاجي ضد (كوفيد- 19) لم يعد يلبي الحاجيات تزامنا مع ارتفاع عدد المصابين بالفيروس الفتاك عبر مجموعة من المواطنين عن تذمرهم واستيائهم من ضعف التدخل الإستعجالي لوزارة الصحة، وباقي الجهات المتدخلة في التعاطي مع قضية اختفاء الأدوية التي تندرج ضمن البرتوكول العلاجي ضد فيروس «كورونا» من الصيدليات، بمجموعة من مدن المملكة، بعدما وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم خلال الأيام الأخيرة، أنفسهم أمام معضلة غياب الأدوية دون سابق إشعار، وسط صمت وزارة الصحة.
وقد اشتكى عدد كبير من المرضى بمناطق مختلفة من الغياب المفاجئ لأدوية (فيتامين - سي، والأدوية التي تحتوي على الزنك) برفوف الصيدليات العمومية، وذالك تزامنا مع الارتفاع غير المسبوق لعدد الحالات المؤكد إصابتها بعدوى الفيروس التاجي، حيث اضطرت فئات عريضة من المصابين بعدوى فيروس» كورونا» إلى البحث عن تلك الأدوية طيلة الأيام الأخيرة دون جدوى، مما زاد من مخاوفهم من إمكانية حدوث مضاعفات خطيرة لهم جراء المرض، بحسب ما أكدته مصادر موثوقة، والتي أوضحت أن هذا الوضع أدى بالبعض إلى الاستعانة بأحد أقاربه بمناطق بعيدة من أجل اقتناء تلك الأدوية (فيتامين - سي والزنك) واستقدامها له، بحكم أن هذه الأدوية تتواجد بوفرة في بعض الصيدليات التي تقع في المدن الصغيرة والمناطق القروية نتيجة عدم إقبال المواطنين على استهلاكها، عكس ما يقع بالمدن الكبرى.
وارتباطا بتراجع مخزون تلك الأدوية من الصيدليات إلى درجة اختفائها عن الأنظار في العديد منها، أوضح مصدر بالفيدرالية الوطنية لنقابة صيادلة المغرب، أن السبب في ذلك يعود بالأساس إلى إقدام وزارة الصحة على تجميع الأدوية المستعملة ضمن البروتوكول العلاجي للمصابين بفيروس «كورونا»، خصوصا منها (فيتامين c) و(دوليبران فيتامين c) بهدف عقلنة توزيعها، مضيفا في تصريح مختصر، بسبب وجوده في عطلة، أن هذا الاختفاء هو نتيجة طبيعية تقع عادة مع تزايد الطلب على تلك الأدوية من طرف المواطنات والمواطنين، لاسيما في هذه الفترة التي تتزامن مع الانتشار الواسع لجائحة (كوفيد -19)، وأيضا في ظل إصابة الكثير من الأشخاص بسعرات الضربات الشمسية، وبالتالي فإن العديد من الأفراد يذهبون بتلقائية إلى الصيدليات من أجل شراء كميات من تلك الأدوية بهدف تخزينها بمنازلهم، واستعمالها عند الحاجة.
يشار إلى أن اختفاء الأدوية المذكورة من رفوف الصيدليات بمجموعة من المناطق، يتزامن مع تفاقم الوضعية الوبائية عقب الانتشار الواسع لفيروس «كورونا»، مما زاد من إقبال المغاربة على اقتناء الأدوية المستعملة ضمن البرتوكول العلاجي ضد الفيروس، غير أن تراجع مخزون هذه الأدوية خلق جدلا كبيرا وسط المواطنين، الذين بدؤوا يتساءلون عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء انقطاع تلك الأدوية من الصيدليات، مما جعلهم يعبرون عن تخوفهم من استفحال هذا الأمر، بأن يصبح الحصول على علبة من تلك الأدوية أمرا مستعصيا على الجميع في زمن جائحة (كوفيد-19).