هو أبو عبد الرحمن عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو النعيم السلفي المغربي، تنتهي أصوله إلى قبائل الأمازيغ بدمنات قبيلة ايت أمغار، ولد بمدينة الدارالبيضاء حيث ولد آباؤه وكثير من أجداده. وكانت ولادته سنة 1376ه /1956م. وكان أستاذا لمادة التربية الإسلامية، بالثانوية التأهيلية بئر إنزران نيابة الفداء. شهاداته: نال شهادة البكالوريا في الآداب العصرية عام 1975م وشهادة البكالوريا في التعليم الأصيل سنة 1983م. تخرج من جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء في أول فوج للدراسات الإسلامية بالإجازة عام 1985م. نال شهادة دبلوم الدراسات العليا في شعبة فقه السنة بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1995م، بعنوان : "فقه السنة في الظاهر والتأويل". ولما أراد أن يسجل دكتوراه الدولة اعتذر له كل الأساتذة لأنهم كانوا مشغولين بأعداد كبيرة من البحوث والدراسات ثم حاول بعض الفضلاء من الدكاترة أن يسجلوا معه الدكتوراه التي كان موضوعها "السلفية في المغرب الأقصى الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الحسيني نموذجا" فلم يجد سبيلا. وبعد سنتين تغير النظام إلى الدكتوراه الوطنية وتغيرت معه الشروط والأساليب والطرائق، وكان الشيخ قد جمع المادة العلمية لموضوعه، فارتأى أن يلقيها دروسا ومحاضرات حيثما حل وارتحل إلى أن يتيسر جمع ذلك في بضع مجلدات بتوفيق الله وتيسيره، فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وهو الغفور الودود. مشايخه: -الشيخ الدكتور: محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي: كما كان تأثر أبي النعيم بالشيخ محمدتقي الدين_الهلالي الذي كان يزور الدارالبيضاء بين الفينة والأخرى، وكان الشيخ يحضر دروسه أحيانا. وبعد سنة 1399 استوطن الدكتور الهلالي مدينة الدارالبيضاء، فلزمه أبو النعيم إلى أن توفي رحمه الله. وقد قرأ أبو النعيم كتب الشيخ الهلالي في حياته، ثم أعاد قراءتها بعد ذلك. -الشيخ القاضي الزبير التفروتي رحمه الله : كان أبو النعيم يواظب على دروسه في المسجد، وقد كان أول شيخ تأثر به الشيخ أبو النعيم منذ صباه هو الشيخ الزبير رحمه الله. -الشيخ حسن بن الشيخ عبد الرحمن النتيفي: قد حضر الشيخ أبو النعيم لدروس عديدة للشيخ حسن النتيفي الذي كان يلقي دروسه في المسجد المحمدي، وكان يهتم بمسائل الفقه على مذهب أهل الحديث والأثر. -الشيخ محمد الكنوني المذكوري: وحضر الشيخ أبو النعيم مرات قلائل لحلقات الشيخ الكنوني المذكوري، الذي كان من فقهاء القرويين، ووفقه الله للزوم السنة كما يشهد على ذلك كتابه "الفتاوى" الذي قدم له الشيخ عبد الله گنون. وقد رثاه الدكتور تقي الدين الهلالي في أبيات، وهو أسن منه رحمة الله عليهم جميعا. وقد تشرف الشيخ أبو النعيم غاية الشرف بقضاء أمسية طيبة مع الشيخ عبد الله بن عبد الصمد بن التهامي گنون بمنى عام 1398ه، ولم يكن الشيخ يومها محرما، لأنه كان مدعوا إلى مؤتمر لرابطة العالم الإسلامي، وربما حبسه عن الحج عذر من الأعذار. والشيخ محمد الرافعي الجديدي الفقيه الأصولي، والعالم الكبير، صاحب حديث، وعالم سنة، وقد انتفع الشيخ أبو النعيم من هذا العلاّمة الكبير نفعا عظيما. والشيخ الشريف أبو أويس محمد بن الأمين بن أبي خبزة العمراني، وهو عالم جليل القدر، رفيع المقام. والشيخ الدكتور برهون القاضي الذي لازمه أكثر من أربعين سنة، وتعلم منه وتخرج عليه، وهو أعظم شيخ عنده بعد الدكتور الهلالي، وهو يحبه حبا شديدا، لأنه كان صاحب هدي وسمت ووقار، ويحسبه الشيخ ممن يخاف الله رب العالمين، كما تعلم منه أمورا كثيرة في العقيدة والتوحيد والفقه وغير ذلك. والشيخ الشريف أبو عبيدة أحمد المحرزي العلوي. والشيخ الفاضل محمد الجردي السعيدي، العالم السلفي الفقيه المعروف. والشيخ د. محمد بن عبد الرحمن المغراوي رئيس جمعية الدعوة للكتاب والسنة ومؤسس كثير من دور القرآن في المغرب. وأجازه الشيخ محمد بن أحمد زحل في صحيح البخاري، وكان خطيبا مفوها، وكان بارعا في علوم اللغة بكل شعبها. والشيخ حسن وجاج السوسي أحد أعلام السنة في مدينة مراكش. والشيخ: إدريس الجاي الفاسي رحمه الله، وكان صاحب سنة، وكان يخطب ويعظ في مسجد ربيعة المريني. وقد استفاد من هؤلاء وغيرهم استفادات عظيمة، فجزاهم الله عن التوحيد والسنة خير الجزاء، وإن حصل بعض الخلاف في أمور مع بعضهم، فهو يقول بقول أحدهم ولم يخرج عليهم في شيء البتة. وعرف الشيخ رحمه الله بمواقفه الصبلة اتجاه العلمانيين وكل من يمس جناب الشريعة، وقد سجن سنة كاملة بسبب موقفه من إغلاق المساجد خلال جائحة كورونا، وغادره نهاية ماي المنصرم، لتوافيه المنية ليلة 28 من ذي القعدة 1442ه الموافق ل8 يوليوز 2021م بمدينة الدارالبيضاء. رحمه الله الشيخ أبا النعيم رحمة واسعة وغفر الله له ورفع قدره ورزق أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.