يعتقد كثيرون، أن الأشخاص الذين أخذوا الجرعة الثانية من لقاح "كوفيد-19″، أصبحوا محصنين ضد الفيروس، مما يعفيهم من الالتزام بالتدابير الاحترازية، مثل ارتداء الكمامة. وهذا اعتقاد خاطئ، وفق مختصين. قال سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، إن المناعة ضد "كوفيد-19″، تبدأ بالتشكّل بعد أسبوعين، من أخذ الجرعة الثانية من اللقاح المضاد، ولا تكتمل إلا بعد أربع أسابيع تقريبا. وأوضح عفيف، في تصريح، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن هناك العديد من المعطيات التي يجهلها الكثيرون بخصوص التطعيم ضد "كوفيد-19″، أولها أن تلقي جرعتين من اللقاح لا يحمي من الإصابة بالفيروس بنسبة مائة بالمائة، كما أن الشخص المُلقّح يبقى قادرا على نقل الفيروس إلى شخص آخر. وتابع عفيف، أن المواطنين سواء تلقوا التلقيح أم لم يتلقوه بعد، مُلزمون باتباع التدابير الاحترازية الجاري بها العمل، إلى حين الوصول إلى المناعة الجماعية، للحد من تفشي الفيروس نهائيا. وفي تصريح مماثل، كشف المصطفى الناجي، الخبير في علوم الأوبئة ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن اكتساب المناعة ضد الفيروس، لا تتم قبل مرور أربعة أسابيع من أخذ الجرعة الثانية من اللقاح. وأضاف الناجي، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن تكوين المناعة ضد "كوفيد-19″، يختلف من شخص لآخر، كما أن الشخص الذي اكتسب مناعة ضد الفيروس، "يبقى معرضا لنقل العدوى إلى شخص آخر، وهذا المعطى يسري على جميع أنواع اللقاحات". وحسب المتحدث ذاته، فإن المواطنين الذين تلقوا التطعيم ضد االفيروس، ملزمون مثل غيرهم بالتقيد بالتدابير الاحترازية، (مثل ارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، والنظافة)، التي أثبتت الدراسات أنها الحل الأكثر نجاحة في محاصرة الفيروس. وكشفت دراسات علمية، أن "معظم اللقاحات لا تقي تماما من الإصابة بالعدوى، رغم أنها تمنع ظهور الأعراض، مما يؤشر على أن الأشخاص الذين تلقوا التطعيم قد يحملون مسببات الأمراض وينشرونها دون أن يدروا، وربما يتسببون أيضا في تفشي الجائحة". ووفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة، في نشرتها اليومية الأخيرة، فقد بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من التلقيح ثمانية ملايين و521 ألفا و177 شخصا، بينما بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الثانية خمسة ملايين و242 ألفا و75 شخصا.