تحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، عن رؤيته لمفهوم الاعتدال في الإسلام، ونظام الحكم في المملكة وفق الشريعة الإسلامية وأحكام القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وقال ابن سلمان خلال مقابلة تلفزيونية، إن "الاعتدال كلمة واسعة للغاية"، موضحا أن "كل فقهاء المسلمين يجتهدون في معرفة مفهوم الاعتدال، وأنا لست في موقع أستطيع أشرح هذا المفهوم، بقدر ما ألتزم بما ورد بالقرآن والسنة". وتابع: "هو نظام الحكم الأساسي في السعودية، وتطبيقه على أكمل وجه بمفهوم واسع يشمل الجميع (..)، ودستورنا هو القرآن، ونظام الحكم الأساسي ينص على ذلك، ونحن كحكومة ومجلس شورى كمشرّع، والملك كمرجع للسلطات الثلاث، ملزمون بتطبيق القرآن بشكل أو بآخر". واستدرك بقوله: "لكن بالشأن الشخصي، نحن ملمون بتطبيق النصوص المنصوص عليها بالقرآن بشكل واضح، بمعنى لا يجب طرح العقوبة الشرعية دون نص قرآني واضح أو نص صريح من السنة (..)، وأغلب مدوني الحديث لديهم تصنيف خاص، مثل البخاري ومسلم وغيره، ويتمثل في الحديث الصحيح أو الحسن أو الضعيف". واستكمل قائلا: "لكن هناك تصنيف آخر هو الأهم، ويتعلق بالحديث المتواتر والآحاد والخبر، وهو المرجع الرئيسي في استنتاج الأحكام واستنباطها من ناحية شرعية"، متطرقا إلى شرح هذه المفاهيم بشكل تفصيلي. وذكر ابن سلمان أن الحكومة في الجوانب الشرعية ملزمة بنصوص القرآن وبنصوص الأحاديث المتواترة، وتنظر في صحة الآحاد حسب صحته وضعفه، ولا تنظر في حديث الخبر إلا إذا كان يسند عليه رأي في مصلحة واضحة للإنسان. ورأى أنه "لا عقوبة على شأن ديني إلا بنص قرآني واضح، وتطبق هذه العقوبة حسب كيفية تطبيقها من الرسول صلى الله عليه وسلم". وحول التزام السعودية بمنهج الشيخ محمد عبد الوهاب، قال ابن سلمان إنه "لو خرج من قبره، ورآنا نلتزم بنصوصه، ونغلق عقولنا للاجتهاد، لكان أول من عارض هذا الشيء، فلا يوجد شخص ثابت (..)".