هوية بريس-متابعة كل شيء عندهم بني على الكذب. الكذبة الأولى: انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بنشطاء يساريين من الجامعة المغربية، وبدعم بيِّن من أقطاب في الأوساط الديمقراطية واليسارية المغربية، باعتبار أن هدف جماعة البوليساريو هو طرد اسبانيا، وارجاع الصحراء إلى وطنها الأم، المغرب. اسألوا الناشط السياسي والحقوقي مبارك بودرقة الذي عاشر الولي مصطفى السيد ورفاقه. فهو ما زال على قيد الحياة، ويستطيع أن يخبركم كيف انقلبت مواقف الولي بعدما استقطبه نظاما بومدين والقذافي وعبدا له الطريق للقاء قادة العالم الاشتراكي. واسألوا المحامي خالد السفياني، وهو أيضا لا زال على قيد الحياة. الكذبة الثانية: هي خداع البوليساريو لشيوخ القبائل الذين كانوا أعضاء في مجلس "الجماعة الصحراوية" في ظل الاحتلال الاسباني، وكانوا يحظون بصفة تمثيلية معينة لسكان الإقليم. استدرجهم شباب الجبهة إلى بلدة عين بنتيلي الموريتانية في أكتوبر 1975 ليعلنوا قيام "الوحدة الوطنية الصحراوية" ثم حلوا بواسطة الخداع مجلس "الجماعة الصحراوية" وأعلنوا منذ ذاك جبهة البوليساريو "ممثلا شرعيا ووحيدا" للصحراويين، ومن يطعن في "شرعيتها" يتعرض للقمع والتخوين والتخويف، بل وحتى القتل. الكذبة الثالثة: إعلان قيام "الجمهوربة العربية الصحراوية الديمقراطية" على أراضي الساقية الحمراء ووادي الذهب. لم يسبق للبوليساريو أن سيطرت على أي مدينة من مدن الصحراء، ولا بنت أي قواعد ثابتة وبنى تحتية داخل أراضي الإقليم. وحتى ما هو موجود في المنطقة العازلة، يبقى ذا طابع بدائي، وبصفة مخالفة لمحتوى اتفاقية السلام التي وقعها طرفا النزاع المباشران مع الأممالمتحدة يوم 6 شتنبر 1991. الكذبة الرابعة: "الشعب الصحراوي" الذي يوجد في المخيمات غالبيته تعرض للترهيب والتخويف من "العدو المغربي" فاضطر للعيش في المنفى. الحقيقة هي أن جزءا كبيرا من سكان المخيمات تم خطفهم بشكل جماعي أثناء هجمات داخل أراضي الإقليم، لعل أبرزها هجوما الطنطان في يناير 1979 والسمارة في أكتوبر من العام ذاته، واسألوا في هذا مصطفى سلمى. في الهجومين كليهما حرى خطف المئات من السكان والتوجه بهم عنوة إلى مخيمات تندوف. أما بقية سكان المخيمات فبعضهم ينتمون إلى مدن جزائرية قريبة من تندوف كالعبادلة وأم العسل وتندوف ذاتها، وآخرون استقدموا من موريتانيا ومالي. الكذبة الخامسة: الاعتراف الدولي ب"جمهورية" البوليساريو. إنه واحد من الكيانات التي اعترفت العشرات من العواصم بها أواخر سبعينيات القرن الماضي وطوال ثمانينياته، لكن تظل "دولة" مخيمات تندوف الوحيدة في العالم التي لا توجد لديها سفارات أجنبية ترفرف فوقها أعلام دولها، ولا توجد لديها عاصمة إدارية على الأرض تقام فيها تلك السفارات. ومع ذلك استعاضت قيادات البوليساريو عن الواقع بالخيال، فخلقوا لأنفسهم "ولايات" العيون وبوجدور والداخلة والسمارة وأوسرد، وداخل كل "ولاية" توجد دوائر تستعير أسماء مناطق من الصحراء التي يرفرف فيها علم المملكة المغربية خفاقا مبتهجا. الكذبة السادسة: الإنجازات الحربية و"بطولات جيش التحرير الشعبي الصحراوي". شهدت الصحراء معارك كثيرة، كان بعضها طاحنا للغاية خلال 16 عاما. لكن السؤال الذي يتحاشى البوليساريو السماح بطرحه هو: من أين أتت حركة ليس لديها أي مورد تمويل ذاتي، وتعتمد كلية على المعونات الخارجية، أن تشن حربا استمرت 16 عاما. لقد خاض المغرب في الواقع حربا مع ميليشيات ضمت صحراويين من المغرب ومن الجزائر ومتطوعين من موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر، ومستشارين من يوغوسلافيا السابقة، وسوريا وألمانيا الشرقية سابقا، ومن كوبا. وحصلت على تسليح سخي من جماهيرية القذافي، جعلهم سباقين إلى حيازة أسلحة متطورة بمقاييس السبعينيات، من قبيل منظومة صواريخ سام-6 المضادة للطائرات، وناقلات الجنود المدرعة BMP-1 التي لا زالت بعض الدول ذات السيادة عاجزة عن امتلاكها. ولن نتحدث هنا عن الأسلحة الأخرى الخفيفة كالكلاشنيكوف ومضادات الطيران 14.5 و23 والمدفعية الثقيلة من مختلف العيارات وراجمات الصواريخ المتعددة BM21 وغيرها. بينما كان الجيش المغربي النظامي يزود جنوده ببنادق MAS 36 وبنادق رشاشة لا تستطيع مضاهاة ما لدى مقاتلي البوليساريو. الكذبة السابعة: يتحدث زعماء الجبهة عن "شجاعتهم وبطولتهم" في اقتحام مواقع الجيش المغربي وتكبيده خسائر جمة. لكنهم لا يقولون الحقيقة كاملة. فهم كانوا يعتمدون حرب العصابات التي تمنح مجاميع المقاتلين استقلالية في القرار، ويستهدفون النقط المعزولة والهجمات الفجائية بكل حرية. بينما كان الجندي المغربي بطبيعته النظامية لا يستطيع اتخاذ أي قرار بالرد أو التحرك إلا إذا جاءته الأوامر وفق التراتبية العسكرية. وكثيرا ما كان ذلك يسمح لمقاتلي البوليساريو ومن هو في لفيفهم، باقتحام المواقع المغربية وقتل من يقتلون وخطف من يختطفون. لكن بما أن العبرة بالخواتيم، فإن الأرض ظلت تحت سيطرة المغرب. ولتبرير هذا العجز يقول التنظيم الانفصالي إن هدفه هو "إنهاك العدو" وليس السيطرة على الأرض. الكذبة الثامنة: تقول جبهة البوليساريو إنها تنظيم مستقل يدير "دولة قائمة الذات" وتتوفر لديها "مؤسسات" منها ما هو عسكري، ومنها ما هو "شعبي منتخب". هل تعلمون أنه منذ الاعلان عن قيام هذه الحركة في ماي عام 1973 لم يتولَّ قيادتها سوى ثلاثة أمناء عامّين، أولهم كان إبراهيم غالي، وثانيهم هو الولي مصطفى الرقيبي، والثالث هو حمدتو ولد خليل المعروف بلقب محمد عبد العزيز، ورابعهم هو زعيمهم إبراهيم غالي الذي كان أول من شغل هذا المنصب!. كل "المؤتمرات الوطنية" التي عقدتها الجبهة منذ اندلاع النزاع انتهت بالتصفيق وإعادة تدوير نفس الوجوه والمكونات القبلية؟. الكذبة التاسعة: سفراء "الجمهورية الصحراوية" في الخارج، وخاصة لدى المنظمات الدولية والقارية. ظل التنظيم يتبجح بأن لديه "مندوبا" لدى الأممالمتحدة. كان الأمر يتعلق بالراحلين أحمد البخاري وامحمد خداد، وحاليا عمر منصور. بينما الحقيقة هي أنهم لم يكونوا أبدا معتمدين لدى الأممالمتحدة في نيويورك أو جنيف. وإنما كانوا مهاجرين دخلوا بجوازات سفر إما جزائزية أو إسبانية، يقيمون في نيويورك ويعملون كممثلين للجبهة هناك. والشيء ذاته ينطبق على أوروبا، حيث يزعم حاليا المدعو بّي بشرايَ البشير مرة أنه "سفير" للبوليساريو في باريس، ومرة في بروكسل لدى الاتحاد الأوروبي. بينما هو مجرد مهاجر، يتنقل بين العاصمتين، ويقيم على حساب سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. ومن ميزانية وزارة خارجيتها يمول تحركاته مثلما يفعل عشرات من أمثاله في كوبا وفنزويلا والبرازيل وبلدان أخرى. الكذبة العاشرة: الاستقلالية عن الجزائر. يضحك المراقبون وهم يقرؤون بيانات الجبهة ورسائلها الموجهة إلى الأممالمتحدة، موقعة من بير الحلو أو تفاريتي في المنطقة العازلة. بينما الحقيقة هو أن بياناتهم أو مضمونها على الأقل، يصادق عليه وجوبا في الجزائر العاصمة، ويتم ختمه في الرابوني بمخيمات تندوف. ولكن لرفع الحرج عن الجزائر والتمويه على العالم، يدعون زورا وبهتانا أنهم لديهم مؤسسات في "الأراضي المحررة"، وأنهم منها يديرون شؤونهم. والهدف من هذا كله هو أن يفوتوا على المغرب حجة انطلاقهم من الأراضي الجزائرية، بما يستتبعه ذلك من التزامات قانونية دولية، ومن ضمنها حق ملاحقة القوات المعتدية على المغرب. هذا غيض من فيض أكاذيب "دولة" شبحية سرقت علم فلسطين، وخطا وسطه "نجمة وهلال" العلم الجزائري. إن ينصركم الله فلا غالب لكم. أبو إكرام المغربي