الأحد 06 شتنبر 2015 كما كان متوقعا، تمكن حزب العدالة والتنمية الذي ظل لسنوات يشكل المعارضة الحقيقية لحزب الاستقلال بالمجلس البلدي للمدينة، أن يكتسح أغلبية المقاعد الانتخابية سواء على صعيد الجماعات المحلية أو الجهوية بجهة فاس-مكناس، وأن يزيح بالتالي غريمه من مسؤولية تدبير الشأن المحلي بهذه المنطقة. وكشفت النتائج التي تم الإعلان عنها منذ مساء أمس الجمعة بعد انتهاء عمليات الفرز، أن حزب العدالة والتنمية لم يكتف بالفوز بأغلبية المقاعد المخصصة لمدينة فاس، بل اكتسح حتى المعقل الانتخابي المحسوب على عمدة مدينة فاس، حميد شباط، وهو منطقة زواغة، حيث لم يتجاوز عدد الأصوات التي حصل عليها زعيم حزب الميزان 5240 صوتا مقابل 17 ألف و374 صوتا حصدها حزب العدالة والتنمية (فاز حزب العدالة والتنمية ب30 مقعدا من أصل 39 مقعدا مخصصا لهذه المقاطعة). وفي تعليقه على هذا الانتصار الذي حققه "حزب المصباح" على صعيد مدينة فاس، أكد إدريس الأزمي الإدريسي، وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية بمقاطعة سايس، التي حصل فيها الحزب على 33 مقعدا من أصل 38 مقعدا مقابل خمسة مقاعد لحزب الاستقلال، أن الأمر يتعلق "بيوم تاريخي بالنسبة لمدينة فاس وهو رسالة واضحة للتوجه نحو المستقبل من أجل البناء". وحسب القيادي في حزب العدالة والتنمية، فإن هذه التطلعات تظل مشروعة بالنظر إلى النتائج الجد إيجابية التي حققها الحزب والمتمثلة في حصده ل187 مقعدا من أصل 392 مقعدا المخصصة لمدينة فاس خلال هذه الاستحقاقات الانتخابية الجهوية والجماعية. وأضاف أن التصويت لفائدة حزب العدالة والتنمية "يشكل رسالة قوية وواضحة لساكنة مدينة فاس من أجل التوجه نحو المستقبل وإعادة الإشعاع التاريخي والحضاري لهذه المدينة والعمل على تقوية وتعزيز تنافسيتها سواء على الصعيد الجهوي أو الوطني". وفي أول رد فعل على هذه الخسارة، دعا حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال السلطات العمومية إلى فتح تحقيق حول ما اعتبره "خروقات" شابت الانتخابات الجماعية والجهوية ليوم أمس الجمعة وحمل الحكومة "تبعات هذه الانفلاتات". وقال الحزب، في بيان له، إنه "تابع باستغراب كبير العديد من الخروقات التي سادت في العديد من المدن والقرى خلال التصويت في الانتخابات الجماعية والجهوية"، مشيرا إلى أنه "لاحظ باندهاش توجه آلاف الناخبين في عدد من المدن المغربية كما هو معتاد صبيحة هذا اليوم إلى مكاتب التصويت إلا أنهم تفاجؤوا بعدم وجود أسمائهم ضمن لائحة الناخبين، مما اضطرهم إلى التنظيم والشروع في الاحتجاج الأمر الذي تجلى بشكل كبير في مدن تازة وتاونات وفاس ومولاي يعقوب ومكناس والعرائش ووزان والجديدة وسلا ومدن أخرى". كما سجل "قبول تصويت ناخبين معينين بالاكتفاء بالإدلاء بوصل إيداع بطاقة الهوية الوطنية وهو الأمر الذي لا يمكن الاطمئنان إليه". وبخصوص اكتساح حزب العدالة والتنمية للانتخابات الجهوية والجماعية على مستوى مدينة فاس، يرى الباحث الجامعي الحسان حجيج أن هذه النتيجة هي "تحصيل حاصل في غياب غريم سياسي قوي" من حيث الاستعداد لمواجهة حزب العدالة والتنمية. وأوضح الباحث الجامعي والفاعل الحقوقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن انتصار حزب المصباح في هذا الاستحقاق الانتخابي "هو انتصار على كل الأحزاب التقليدية التي تداولت على تدبير الشأن المحلي بمدينة فاس". وأكد أن الوضعية الداخلية التي عاشها حزب الاستقلال بعد مؤتمره الأخير وكذا عدم الرضا الذي عبر عنه سكان المدينة من تدبير حزب الاستقلال للشأن المحلي سواء على مستوى العاصمة العلمية والروحية للمملكة أو على مستوى الجهة وغيرها " كلها عوامل ساهمت في تفتيت سيطرة الحزب على المجالس المنتخبة وبالتالي اكتساح حزب العدالة والتنمية لمواقع كانت إلى وقت قريب محسوبة على غريمه حزب الاستقلال". وكشفت النتائج التي أفرزها هذا الاستحقاق الانتخابي في شقيه الجهوي والجماعي، أن حزب العدالة والتنمية فاز ب164 مقعدا من أصل 223 مقعدا مخصصا للمقاطعات وب72 مقعدا من أصل 97 مقعدا مخصصا لمجلس المدينة بالإضافة إلى 23 مقعدا من أصل 72 مقعدا مخصصا للجماعات القروية (عين البيضا وسيدي حرازم وأولاد الطيب والمشور فاس الجديد). وحسب نفس النتائج، فإن حزب العدالة والتنمية حاز على أغلبية المقاعد بمجالس المقاطعات الست المشكلة لعمالة فاس وهي مقاطعة سايس التي حصد فيها 33 مقعدا من أصل 38، ثم أكدال ب25 مقعدا من أصل 35، فجنان الورد ب24 مقعدا من أصل 38، ثم المرينيين ب30 مقعدا من أصل 39، وفاسالمدينة ب 22 مقعدا من أصل 34. كما اكتسح حزب العدالة والتنمية المقاعد المخصصة لجماعات المشور فاس الجديد بحصوله على 8 مقاعد من أصل 13 وسيدي حرازم بفوزه ب13 مقعدا من أصل 15. وحصل حزب العدالة والتنمية على ما مجموعه 93 ألف و193 صوتا من أصل 154 ألف و 440 من الأصوات المعبر عنها خلال هذه الانتخابات على مستوى عمالة فاس، متبوعا بحزب الاستقلال الذي حصل على 25 ألف و829 صوتا، ثم حزب التجمع الوطني للأحرار ب12 ألف و70 صوتا، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة الذي فاز ب6767 صوتا، ثم حزب التقدم والاشتراكية ب5001 صوتا، والحركة الشعبية ب3810 صوتا . وعلى مستوى الانتخابات الجهوية، تمكن حزب العدالة والتنمية من الفوز ب22 مقعدا من أصل 69 مقعدا المخصصة لمجلس جهة فاسمكناس، متبوعا بحزب الاستقلال ب15 مقعدا، ثم حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الحركة الشعبية بتسعة مقاعد لكل واحد منهما، بينما فاز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب5 مقاعد وحزب الاتحاد الدستوري بمقعدين وحزب التقدم والاشتراكية بمقعد واحد.