– : د.علال الزهواني /منسق المنتدى الأوربي للوسطية – بلجيكا – التعليم الإلكتروني: المبادئ، الخصائص، الأهداف أ- المبادئ: للتعليم السحابي (الإلكتروني) عدة مبادئ نذكر أهمها[1]: – التمركز حول المتعلم: يظل المتعلم هو المستفيد الوحيد من التنوع في استخدام أدوات التعليم الإلكتروني فقد ساهمت أدوات التعليم الإلكتروني في التعمق في دراسة احتياجات المتعلمين وأنماط تعلمهم. – التكامل(الدمج):في ظل عصر التقنيات الرقمية أصبحت الأدوات التي اعتاد عليهاالأساتذة مختلفة تماما وتحولت إلى عالم "الناتو مايكرو"، وتكامل واندمج معظمها مما أدى إلى تضاؤل المسافاتالزمنية والمكانية . – دعم وتعزيز دوافع التعليم المستمر:فالمتعلم يمكنه الرجوع إلى العديد من المجالات في أي وقت إلى أن يكتسب المهارات والمعارف التي يحتاج إليها من خلال استخدام البرامج التعليمية الرقمية. – المرونة والمساواة :فالتعليمالالكترونيتعليممرنفهويتيحالفرصةللمتعلمأنيتعلمفيالوقت المناسبلهوالمكانالذييفضلهوحسبخطواتهالذاتيةوسرعتهفيالتعلم . الموثوقية : تعطي الشبكة العنكبوتية الفرصة للمتعلم في التخاطب أو التفاعل مع الاستعانة بالخبراء المتخصصين في حقل تعليمي ما، وكذلك الوصول إلى قواعد بيانات حقيقية والمشاركة في تطبيقات مباشرة . – التعلم الجماعي: فهو يمكن المتعلم من عدة استراتيجيات تدريسية تساعد على تحقق مبدأ التعلم الجماعي مثل العصف الذهني وحل المشكلات الافتراضية . – الحداثة والإجرائية : يعد التغيير المستمر سمة جوهرية من سمات العصر الرقمي ولذا سيكون بمقدور كل متعلم الحصول على أحدث المعلومات وأكثرها ارتباطا بالموضوع الذي يدرسه أو يتعلمه . وهناك مبادئ أخرى إلى جانب ما ذكرنا يمكن إجمالها فيما يلي[2]: – التناغم بين التربية والمقرر التعليمي: لا بد أن يتوافق المبدأ التربوي ويتناغم مع المقرر التعليمي، ويتم ذلك من خلال عوامل أهمها وضوح الأهداف، وترابط المحتوى التعليمي، ومدى ملاءمة الأنشطة الطلابية، وطبيعة ونوع التقييم. – الاستيعاب: لا بد أن يعزز المبدأ التربوي ما يطلق عليه الممارسة الاستيعابية، بمعنى أن تحفز التربية ممارسات الاستيعاب من حيث احتواء جوانب الإنجاز بأنواعها ومجموعاتها المختلفة، والاحتياجات الخاصة للمعاقين والتي يمكن دعمها على وجه الخصوص من خلال التعلم الإلكتروني، بالإضافة إلى المجموعات العرقية والاجتماعية المختلفة. –اتباع أساليب ابتكارية: يتضح هذا المبدأ جليا عند الوقوف على أسباب استخدام تقنيات التعلم، والتغاضي عن الأساليب التقليدية والعتيقة والتي قد تؤدي إلى تحقيق نفس النتائج. باختصار، لا بد أن يكون التعلم الإلكتروني صالحا للأغراض التي يستعمل من أجلها. التعلم الفعال: يتضح هذا المبدأ جليا بطرق عدة، من بينها استخدام أساليب متعددة في منصة التعلم مما يسمح للطالب باختيار المقرر الذي يناسبه، أو المقرر الذي يمكن تخصيصه وفقا لاحتياجاته، أو عن طريق ممارسة بعض سمات التعلم الجيد (فاعلية المتعلم، استقلالية المتعلم، تمكين التعاون البيني أو التحفيز عليه). –إجراء التقييم التكويني: التقييم التكويني من أهم أعمدة وركائز المنهج التربوي في التعلم. –إجراء التقييم الختامي: من أهم صفات التقييم الختامي الصحة والموثوقية، وأن يكون مفهوما من قبل المعملين، والمتعلمين، وأولياء الأمور، وأن يعالج سلسلة متنوعة من مستويات الإنجاز، كما يجب أن يخلو من التأثير الوجداني على المتعلم. ب-الخصائص: يتميز التعليم السحابي (الإلكتروني) بعدة خصائص مقارنة بالتعليم التقليدي حيث إن أساليب التعليم الالكتروني مخالفة تماما عن أساليب التعليم التقليدي ويمكن إجمال خصائص كل منها في الجدول التالي[3]: خصائص التعليم التقليدي خصائص التعليم الإلكتروني يعتمد على الثقافة التقليدية التي تركز على إنتاج المعرفة يقدم الثقافة الرقمية التي تركز على معالجة المعرفة. يحتاج إلى تكاليف عالية لتجهيز البُنى الأساسية التعليمية لامادي وأقل تكلفة من التعليم الحضوري التقليدي. يستقبل الطلاب في نفس الوقت وفي نفس قاعات الدراسة . لا يلتزم بذات المكان والزمان في العملية التعليمية التعلمية. تعليم عمودي يكرس سلبية المتعلم كمتلقي غير فاعل. تعلم نشيط وتشاركي يتميز بفاعليته تعلم المواد. عليم حضوري نظامي بشرطي الإشهاد والسن. مفتوح يمنح فرص التعلم دون شرط للعمر أوالإشهاد أحيانا. محتوى تعليمي مادي ورقي ومطبوع محتوى معرفي رقمي أو مرقمن. المعلم محور العملية التعليمية نقلا وإنتاجا للمعرفة المتعلم محور العملية التعلمية والمعلم مستشار ميسر للمعرفة. زمالة تعليمية حضورية بالقسم وحجرة الدراسة. زمالة تعلّمية افتراضية من أرجاء العالم تنظيم إداري وخدمات وإجراءت حضورية. إجراءات إدارية وتراتيب نظامية إلكترونية وعن بعد. يمكن اختصار خصائص التعليم الإلكتروني في كونه يقدم عبر الحاسوب وشبكاته محتوى رقميا متعدد الوسائط (نصوص مكتوبة أو منطوقة، مؤثرات صوتية، رسومات، صور ثابتة أو متحركة، لقطات فيديو )، بحيث تتكامل هذه الوسائط مع بعضها البعض لتحقيق أهداف تعليمية محددة، ويدار هذا التعلم إلكترونيا حيث توفر عددا من الخدمات أو المهام ذات العلاقة بعملية إدارة التعليم و التعلم، فهو قليل تكلفة مقارنة بالتعليم التقليدي، كما يساعد المتعلم اكتساب معارفه بنفسه، فبذلك يحقق التفاعلية في عملية التعليم (تفاعل المتعلم مع المعلم، مع المحتوى، مع الزملاء، مع المؤسسة التعليمية، مع البرامج والتطبيقات )، إضافة إلى كونه متوفر أي إمكانية الوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان[4]. ج- الاهداف يرتكز التعليم الإلكتروني على مجموعة من الأهداف أهمها[5]: – إدخال تقنية المعلومات كوسيلة لتعزيز مقدرة الطالب على التعلم إلى أقصى حدود طاقاته، وبذلك يجتاز التعليم والتعلم الطريقة التقليدية، -تستطيع المدرسة التقليدية تقديمه، وهو ما يسمح لهم بالتخصص أكثر في المعارف، والاغتراف من مناهجها، ما يجعل التركيز على التحكم في التقنية يطغى على المستخدمين للتقنيات الحديثة بغرض الاستفادة القصوى من هذه الأخيرة، وتنعكس على المهارات التدريسية، – تطوير ذكاء الفرد، أو ما أصبح يعرف بالذكاء المبكر، وتنمية ميوله ومواهبه والارتقاء بمهاراته، – توفير بيئة تعليمية مرنة، وإعداد هيئة تعليمية مؤهلة في استخدام أساليب تدريسية حديثة، – تجاوز قيود المكان والزمان في العملية التعليمية، – إتاحة الفرصة للمتعلمين للتفاعل الفوري تقنيا فيما بينهم من جهة وبينهم وبين المعلم من جهة أخرى من خلال وسائل البريد الإلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار و نحوها، – نشر ثقافة التعلم والتدرب الذاتيين في المجتمع والتي تمكن من تحسين وتنمية قدرات المتعلمين والمتدربين بأقل تكلفة وبأدنى مجهود، – رفع شعور وإحساس المتعلمين بالمساواة في توزيع الفرص في العملية التعليمية وكسر حاجز الخوف والقلق لديهم وتمكين الدارسين من التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق والمعلومات بوسائل أكثر وأجدى مما هو متبع في قاعات الدروس التقليدية، – تخفيض الأعباء الإدارية للمقررات الدراسية من خلال استغلال الوسائل والأدوات الالكترونية في إيصال المعلومات والواجبات والفروض للمتعلمين وتقييم أدائهم، – استخدام أساليب متنوعة ومختلفة أكثر دقة وعدالة في تقييم أداء المتعلمين، – تمكين المتعلم من تلقي المادة العلمية بالأسلوب الذي يتناسب مع قدراته من خلال الطريقة المرئية أو المسموعة أو المقروءة و نحوها. ويمكن تلخيص الأهداف التي يسعى نظام التعليم الإلكتروني لتحقيقها في توفر وتصفح المعلومات الحديثة فور وضعها على الشبكة من برامج الإتاحة والتصفح الإلكتروني، وبالتالي نشر الاتصال بين الطلاب والعمل على التوافق بين الفئات المختلفة ذات المستويات المتساوية والمتوافقة إضافة إلى التقييم السريع، والتعرف على النتائج، وتصحيح الأخطاء كما ويهدف إلى تبادل الخبرات بين الجامعات. إن إتاحة مصادر المعلومات والمحادثات مع الجميع عبر الشبكة والاستفادة من خاصية التعلم مدى الحياة واحتواء الشبكة على وسائط متعددة إضافة إلى انعكاس ثقافات ولغات الدول وتحولها إلى ابتكارات كان له أطيب الأثر في إعداد جيل من المبتكرين والمبدعين وهذا يعزز ما تقوم عليه فلسفة التعلم الإلكتروني[6]، فالتعليم الإلكتروني تعليم متاح لجميع الفئات العمرية دون قيود ودون كثير من التكاليف وضياع الوقت، فهو تعليم مرن غير مرتبط بوقت معين، منظم ومحايد وصديق للبيئة. – نصائح استراتيجية لمدرس العربية للناطقين بغيرها عن بعد: ليكون المدرس استراتيجيا في التدريس الإلكتروني فلابد من اتباع نصائح استراتيجية حددها خالد أبو عمشة فيما يلي[7]: – حدد أهدافك العامة وتوقعاتك لهذا الفصل الدراسي، واعرض مع بداية كل لقاء سحابي الأهداف المرجو تحقيقها مع نهاية اللقاء، وينبغي الاتفاق مع الدارسين على أدوار الطرفين، دور المعلم ودور المتعلم. ولعله من الجيد أن ترفع للدارسين خطة أسبوعية على الرغم من توفيرك للدارسين خطة فصلية، لأنها تساعد على الإيضاح والتركيز. – خطط وصمم وارفع المادة التعليمية والنشاطات اللغوية المختلفة التي تريد القيام بها في الصف السحابي، ولا تترك شيئاً للارتجال. فاحرص على رفع المفردات والتدريبات ونصوص القراءة والاستماع بشكل تدريجي تصاعدي ضمن قاعدة التعقيد اللغوي المناسب، على الأقل لأسبوع قادم. واحرص كل الحرص على وضوح التعليمات. – ضرورة التنويع في استراتيجيات التدريس ولعلك أحوج إلى ذلك في التدريس السحابي منه إلى التدريس الأرضي، ففكر واحرص على التنويع وتوظيف المجموعات، والاستراتيجيات الأخرى من دعوة الضيوف وإجراء التقديمات والقيام بالمشروعات، وجمع معلومات الاستبانات، وغيرها من الاستراتيجيات، وبكلمات أخرى يجب التركيز على التعليم والتعلّم النشط والخلاصة: ناقش ولا تحاضر. – احرص على أن يقوم الدارسون بجل العمل كما لو كان التدريس واقعياً، وانقل بعض المسؤوليات إلى المتعلمين، من إدارة صفية وحل مشكلات تقنية وغيرها، ولكن هذا يتطلب منك خطوات واضحة ومدروسة وقابلة للتنفيذ عبر تقسيم الدرس الواحد إلى وجبات مختلفة، واجعل وقت النشاط الواحد لا يزيد حتى لو كان محاضرة عن ربع إلى ثلث ساعة، ووفر الدعائم والسقالات المطلوبة في حال احتيج إليها لتدريب أو مهمة ما، واحرص على توفير نماذج لما تريده أو تريد من الدارسين القيام به. – توفير الدعم الفني للمتعلم على أكبر مساحة زمنية ممكنة، وبالنسبة للبرامج والمدارس يجب أن تكون 24/7 أو على مدار اليوم والأسبوع، ناهيك عن ضرورة العمل على توفير الحافز والدافع لدى الدارسين عبر معرفة خصائصهم وحاجاتهم. ولعله من المناسب كذلك تحديد ساعات مكتبية للتواصل تكون متناسبة وأوقات الدارسين. – اطلب من الدارسين في الفصول السحابية توفير تغذية راجعة على الدّوام لأنها سوف تساعدك على كيفية سير الأمور وكيف تراها من وجهة نظر مختلفة من عيون الدارسين أنفسهم. ويفضل أن تكون عبر طريقة منظمة كأن توفر لهم استبانة حول الجوانب المختلفة للعملية التعليمية السحابية كما يجب عليك توفير تغذية راجعة لهم بشكل دوري، في شكل جماعي في بعض الأحيان وفي شكل فردي في أحايين أخرى. – احرص على خلق بيئة صديقة وودودة وعلاقة وطيدة مع كل متعلم من المتعلمين، لأنها سوف تساعدك على تحقيق أهدافك، وستعمل على سير دروسك بشكل سلس، وبكلمات أخرى اعرف كل طالب من طلبتك بشكل وثيق، واجعل فصلك مكاناً مليئاً بالحب والسعادة والراحة، واظهر صورتك للطلبة لأنها تعمل على تحقيق الألفة وتجلب الطمأنينة للدارسين، وبكلمات أخرى كن إنساناً. – وظف الإمكانات السحابية بشكل فعال عبر الكتابة ومشاركة شرائح البوربوينت والتلخيص وتدوين المفردات والتراكيب، وبكلمات أخرى احرص على الموازنة بين المهارات الأربعة ولا تجعل درسك قائماً على المحادثة فقط. – التركيز على منصة واحدة حتى يتمكن منها الجميع ومن هناك يتم توظيف منصات تعليمية أخرى لتعزيز مهارة الكتابة أو الدردشة أو غيرها، ومن المنصات المتوافرة منصة زوم التي تنماز بمجموعة من الخصائص الجيدة لجعل درسك السحابي نشطاً ماتعاً جاذباً. كما يجب على الخطاب التعليمي اللغوي لمراعاة التنظيم المعرفي المتطور عن الثقافة الرقمية المعاصرة أن يعزز ما يلي[8]: – تلقي النص بصفة لا مركزية حيث يعد المعلم عنصرا من عناصر الشبكة المعرفية التي تعد معلوماتها متاحة للجميع ، إذ إننا نتجه بقوة نحو عصر التعلم الرقمي، حيث تعزيز المهارات الذاتية في التعلم. – وفي سياق المساحات الواسعة التي يحتلها الواقع الافتراضي من واقعنا المعيش على الخطاب التعليمي الاتصال بتجربة المعلم الافتراضية، – وفي سياق وفرة المعلومات على الشبكة العنكبوتية، فعلى الخطاب التعليمي تحفيز المتعلم للإجابة عن السؤال الآتي: ما المعلومات التي أحتاج إليها؟ – وفي سياق تعدد الوسائط العلاماتية التي يقدم من خلالها النص على الخطاب التعليمي تنمية قدرات المتعلم من أجل قراءة النص بوصفه مزيجا من العلامات ، – وفي سياق غلاف معلوماتي تتصارع فيه التأويلات بشكل مادي، فعلى الخطاب التعليمي تعزيز فهم المتعلم للنصوص بوصفها سيرورات منفتحة على التأويل. الهوامش: [1]– اللغة العربية في مواجهة تحديات التعليم الإلكتروني، شفيق محمد إيكوفان، ص179-180-181 [2]ينظر : التعلم الإلكتروني : ضروريته وحتميته، ياسمين ناصر أبو العون، 2020/04/11، المدونة الإلكترونية: تعليم جديد، https://www.new-educ.com [3]– تكنولوجيا التعليم والتعليم التكنولوجي، أحمد محمد سالم، القاهرة 2004 ، نقلا عن صابر منصور فريحة، التعليم عن بعد في تونس: رهانات الجودة والجدوى، من كتاب التعليم السحابي (عن بُعد) في تعليمية العربية للناطقين بغيرها..دراسات نظرية وتطبيقية، إصدار المنتدى الأوربي للوسطية – بلجيكا، دار كنوز المعرفة، الاردن، 2020. [4]– مبادئ التعليم الالكتروني، محمد البكر،22 يونيو2018، موقع مفهرس، https://mufahras.com [5]– اللغة العربية في مواجهة تحديات التعليم الإلكتروني، شفيق محمد إيكوفان، ص170-171 [6]– ينظر : التعلم الإلكتروني : ضروريته وحتميته، ياسمين ناصر أبو العون، 2020/04/11، المدونة الإلكترونية: تعليم جديد، https://www.new-educ.com [7]– كيف تكون أستاذًا استراتيجيًا في التدريس السحابيOnline، خالد حسين أبو عمشة، منصة اتحاد معلمي العربية للناطقين بغيرها، مارس 22, 2020 : https://www.uatfnns.com [8]– النظرية اللسانية العرفانية ..دراسات ابستمولوجية، عبد الرحمن طعمة، أحمد عبد المنعم، دار رؤية، مصر، 2019، ص 268-269.