هوية بريس – الجمعة 03 يوليوز 2015 – إذا ابتُلِيتَ بالمشاهد المحرَّمة، وكنت متّبعا لهواك في حلّك وترحالك.. فلا تجعل أبناءَك وأهل بيتك يشاركونك هذا الإجرام، لكي لا تكون حمارًا في مسلاخ إنسان! – سحقًا سحقًا.. هل تدري ماذا أحدثوا بعدك يا رسول الله! لقد أتونا بامرأة عاهرة من أمريكا تغني عارية لا تستر إلاّ عورتها المُغلّظة، بل حتى عورتها المغلّظة كانت تنكشف بين الفينة والأخرى وهي تتلوّى كأفعى تبحث عن غريم يُطفئ جوعها! وأين يا رسول الله! في مدينة الرّباط.. مدينة العلماء والأولياء، ولم يكتفِ الزّنادقة بذلك بل نقلوا ذلك مباشرة على قناة عمومية لقيطة يقال لها 2M.. ومتى يا رسول الله! في الوقت الذي يستعدّ فيه المؤمنون لاستقبال الشَّهْر الذي قلتَ فيه: إنّ لكم في أيّام دهركم نفحات فتعرّضوا لها!.. سحقا سحقا سحقا! – قصيدة من ثمانين بيتًا يقال لها (الدّامغة) أطاحت بقبيلة برمّتها! يوم كان للشّعر دولة! وهذه القصيدة لجرير بن عطية الخطفي هجا فيها الشّاعرَ راعي الإبل وابنَه، ثمّ عرّج على القبيلة كلّها نساء ورجالٍ.. وكانت هذه القبيلة التي يُقال لها (نُمير) تفتخر بنسبها قبل هجو جرير لها، فإذا سأل سائل ممّن القوم؟ يقولون بزهو وافتخار رافعين أنوفهم للسّماء: من بني نُمير! لكن بعد هذا البيت الأشهر في القصيدة: فغُضّ الطّرفَ إِنَّك من نُمَيْر***فلا كعبا بلغتَ ولا كلابا! أصبح القوم يجدون حرجًا شديدا إذا سألهم سائل عن نسبهم، فلا يستطيعون البوح به فيقولون: من بني عامر! اللَّهُمَّ سلِّط على أعداء هذا الوطن جريرا والفرزدقَ والأخطل ودِعبل بن علي! – ذكرَ بعضُ المؤرّخين أنّ رجلا في زمن السَّلَف بالَ في ماء زَمزم، فذهبوا به إلى الخليفة لينال جزاءَه الأوفى على فعله هذا الذي لا يُقدمُ عليه إلاّ من اتَّخَذ إبليسَ وليّا ونصيرا! فسأله الخليفة: ما حملك على هذا الصّنيع؟ فقال بكلّ شجاعة ووقاحة أردتُ أن أدخلَ التّاريخ!… وها قد دَخَلَ مصحوبًا بلعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين! وفي هذا الزّمان كثر أمثال هذا السّفيه كثرةً مزعجة جدًّا، الكلّ يريد أن يشتهر، والكلّ يريد أن يدخل التّاريخ والكلّ يبحثُ عن أناه، متّخذين من العُري والفاحشة وسبّ المقدّسات والاستهزاء بالدِّين وأهله مطيّة لحيوانيتهم،.. فلا عليك أن تبولَ حيث شئت وشاء لك الهوى، فلن يعاقبك أحدٌ ما دمت في عصر حقوق الإنسان وحقوق الحيوان! – إنّ التّخلّص من عاداتك القديمة، وقلبَ ظهر المِجَنّ لكلّ شخص شرّه أكثر من نفعه ولو كان من أقدم معارفك وخلاّنك، لهو فعل رجوليّ لا يَقْدِرُ عليه إلاّ من كان ذَا شجاعة كشجاعة عنترة، وعزيمة كعزيمة المتوكّلين على الله حقّ التّوكل! فمن الحمق والغباء أن تظلّ صابرا على لَبْس حذاء ضيّق لا يتركك تتحرّك كما تشاء! – قرأتُ في بعض كتب الشّيخ المُنجد قديما أنّ بعضَ المُتعالِمِين تصدّر للتّدريس قبل الأوان؛ فأراد أن يقرأ مرّة في حلْقة من حلقات العلم من كتاب ينظرُ فيه: لا يجوزُ للمُحْدِثِ مسُّ المُصحف! فقرأها هكذا: لا يجوز للمُحَدِّثِ مسّ المصحف! فقال له طالب ذكيّ: والمُفَسّر يا شيخ؟!.. فأجابه بكلّ ثِقَة: المُفسّر من بابٍ أولى! قال ربيع: وهذا له من الجهل والغباء ما تشدّ إليه الرِّحال؛ وتضرب في سبيله أكباد الإبل.. لا للأخذ عنه والتّتلمذ له، لكن لهجوه بقول القائل: وكنتُ أرى زيدًا كما قيل سيّدا…إذا أنّه عَبْدُ القفا واللّهازم! – قد يرفعُ الله ذِكرَ قريةٍ من القرى الخاملة التي لا قيمة لها ولا عنوان في هذا العالم الفسيح؛ بسبب عالم من العلماء أو شاعر من الشّعراء أو أديب من الأدباء، والأمثلة على هذا كثيرة جدًّا.. لذلك سأكتفي بذكر عالم لغوي نحوي بلاغي مفسّر واحد سار بذكره الرّكبان… وله القِدْحُ المعلّى في بدعة الاعتزال، يوصف منسوبا لقريته النّكرة المغمورة (زمخشر)! وهو أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشري الخُوٓارزْمي، صاحب التّفسير المشهور: (الكشّاف عن حقائق التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل).. وفي هذا يقول الشّيخ أبو غدّة في كتابه النّفيس (العلماء العزَّاب ص107): وقد مُدِحتْ قرية زمخشر بأشعار كثيرة وقصائد رنّانة، وكلّ ذلك لخروج الزّمخشريّ منها، وانتسابه إليها، وإلاّ فهي بقعة صغيرة مجهولة في زوايا أراضي خُوارزم! – عدتُ البارحة من السّفر متعبا مكدُودا، ففتحت الجهاز بعدما استرحت قليلا لألقي نظرة عابرة على هذا العالم الأزرق (فيس بوك)، فكان حظّ عينيّ أن تصطدما بمنشور لصبيّة تغرّد خارج السّرب قائلة: (سألبسُ القصير، وأشربُ العصير، وأجلسُ على الحصير)!.. – الشّيخ الدّكتور البشير عصام المراكشي مفخرة المغربِ، الذي يعتزّ به وبعلمه وأدبه ولغته كلّ مسلم حرّ… أوّل معرفتي به كانت سنة 2004م حين كنت أدرس ألفيةَ ابن مالك في النّحو على بعض شيوخ مدينتي، وفي يوم من الأيام بعد الانتهاء من الدّرس أعطاني الشّيخ كتابا للدّكتور عصام عنوانه (قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان) قائلا لي هذا الكاتبُ عقيدته صحيحة على مذهب السّلف، فحريّ بكَ أنْ تطالعَ كتابه هذا المفيد لكي لا تصاب بمرض بدعة الإرجاء التي ضربت بأطنابها بين مدّعيّ السّلفية.. وتنجو من بدعة الخوارج التي بدأت تطلّ برأسها في السّنوات الأخيرة.. فأخذت الكتاب وبتّ معه اللّيل كلّه قارئا متأمّلا.. فأعجبت بلغة الشّيخ البشير وطريقة نظمه وشرحه الرّائع الذي لا يزيد القارئ رهقًا كما هو الشّأن في بعض شروح الأقدمين. ..وكنتُ أتمنّى في قرارة نفسي أن ألتقيَ هذا الشّيخ وأعانقه معانقة التّلميذ لشيخه وأتشرّف بالجلوس إليه.. فمرّت الشّهور والسّنوات حتّى إذا كانت سنة 2010م وجدت الشّيخ متربّعا في (ملتقى أهل الحديث) مشرفًا على قسم اللغة العربية، فازداد إعجابي بالرّجل.. لأنّ هذا الموقع كان لا يرتاده إلا طلابّ العلم والعلماء فليسَ بالأمر الهيّن أن يكون المرء مشرفًا على قسم من أقسامه. ..وكنت دوما أقرأ له ما يجود به قلمه الثّر متابعا صفحاته التي لا تخلو من فائدة.. وبعدما انتظمت في سلك هذا الفضاء الأزرق (فيس بوك) بحثت عن اسمه فوجدته، ومن تمّ عجّلت بطلب الصّداقة فقبلني بكلّ تواضع.. فصرت أقرأ كلّ شاردة وواردة يكتبها مستمتعا مستفيدا.. وقد أكرمني الله مؤخّرا بلقائه في المعرض الدّولي للكتاب، فعانقته معانقة شديدة كما تمنّيت، وكافأني عناقًا بعناق وكأنّه يعرفني من زمن طويل.. قائلا لي أهلا بالأديب الأريب إنّني أقرأ لك كلّ ما تنشره على (فيس بوك)! فشعرت برعدة تخترقُ أوصالي: أنا يقرأ لي الدّكتور البشير! مستحيل.. قطعا أنا في حلم.. لا لا بل أنا في اليقظة فها هو بشحمه ولحمه ولحيته المسدلة وجلبابه الأزرق يحدّثني وأحدّثه.. بل ها أنا ذا قدّ تشرّفتُ بإهداء نسخة إليه من كتابي (الأفكار)… حفظه الله ورعاه ونفع الله به الإسلام والمسلمين! – يا طالبَ العلم: إذا شئتَ أن تختبرَ حِلمَك فطالعْ بعضَ كتب الزّنادقة، والمُبتدعة، وأهل الأهواء.. أمّا أنا فقد طالعتُ الكثيرَ منها فوجدتُ أنّني لا أمُتّ للحِلم بصِلة، ولا للصّبرِ بهاجس.. وهناك عدّة كتب قد مزّقتها تمزيقًا بعد الانتهاء من قراءتها حتّى لا يدرك أبنائي من الشّقاء ما أدرك أباهم.. وحتّى لا أكونَ سببًا لهم في تلك الظّلمةِ التي كانت تستبدّ بقلبي وأنا ضائع في متاهات هذه الكتب! – في كتابِ (ومضات) للدّكتور محمد بن إبراهيم الحمد مقالة جيّدة عنوانها (ثقافة المشي)، تكلّم فيها عن فوائد المشي الكثيرة مستعينًا في ذلك بالأطبّاء وكلامهم، ثمّ عرّج على الهدي النّبوي في ذلك ناقلا فصلا مختصرا من كتاب العلاّمة ابن القيّم (زاد المعاد في هدي خير العباد)، ثمّ ذكرَ بعض العلماء الذين كانوا يتمتّعون بصحّة جيّدة لأنّهم كانوا يحافظون على هذه الثّقافة: (ثقافة المشي). ولم يغفل لله درّه أصحاب الفلسفة النّظرية العقلية التي تتمّ بالاستدلال البُرهاني، أو النّظر الاستنباطي والتي تسمى: الفلسفة أو المدرسة المشّائية. لأنّها سُمّيت بذلك نسبة إلى رائدها أرسطو المقدوني الذي يُعَدّ أبرز تلامذة أفلاطون. وسُمّيت بالفلسفة المشّائية لأنّه كان يُعلّم أتباعَه وتلاميذَه، ويلقي عليهم الدّروسَ وهو يمشي، تعظيما لشأن الفلسفة . وفي الأخير تأسّفَ قائلاً: هذا وإنَّ ممّا يُؤسف عليه أنَّ ثقافةَ المشي في مجتمعاتنا لم تأخذ حظّها، كما أنَّ الممارسة العملية لتلك الثّقافة قليلة مقارنة بالأمم الأخرى التي تدرك من ذلك الشّيء الكثير، تمارسه على صعيد الواقع ممارسة عملية مستمرّة، حتّى لكأنّه جزء من نظامها في الحياة. لذا فإنَّ مظاهرَ السّمنة، وسرعة الشّيخوخة، وقِلّة الحركة، وانتشار الأمراض، وما يستتبعُ ذلك من آثار نفسية صارت سِمةً بارزة في مجتمعاتنا، مما يُؤذن بخطر عظيم، يستدعي أن تُكثّفَ الدّعاية لنشر ثقافة المشي، وتبيان فوائده. – قال العلاّمة الزركلي في (الأعلام) في ترجمة الصّحابي الجليل أبي ذرّ الغِفاري بعدما ساقَ مناقبه 2/140.. (لعلّه أوّل اشتراكي طاردته الحكومات!) قال ربيع: هذه من سقطات الزركلي غفر الله له، كيف يُنسب صحابي جليل إلى هذا المذهب المردي البعيد عن دين الإسلام (مذهب الاشتراكية).. جاء في موقع الدّرر السنية للشيخ علوي بن عبد القادر السّقاف ما يلي: قامت الاشتراكية على مبادئ جاهلية من تصورات الحِقد اليهودي، لتجعلَ من قادتها آلهةً من دون الله تعالى ومن البشر عبيدًا لهم، ينفذون أحكامَهم ويتبعون تشريعاتهم ومن خالف فالحديد والنار على رأسه، لا رحمة لديهم ولا إنسانية ومن أهم تلك المبادئ الجاهلية: 1- إظهار الإلحاد وإنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى. 2- إنكار الأديان وكل ما جاءَت به من تشريع. 3- إشعال الثورات والصراع الطبقي المرير بين جميع الفئات من البشر. 4- إلغاء الملكية الفردية تماما وإحلال ملكية الدولة محلها. 5- محاربة الأسرة وإحلال الإباحية محلها لتفتيت أوصال المجتمعات. 6- محاربة الحريات الفردية. 7- الالتزام بنظام التأميم. 8- قيمة السلعة من قيمة العمل. 9- فائض القيمة. 10- قانون تكدس رأس المال. – من ملاحظاتي على كتاب (الأعلام) للعلاّمة خير الدّين الزركلي، أنّه جعل ترجمة الغانية أمّ كلثوم أطول بكثير من ترجمة ابنة سيّد البشرية صلّى الله عليه وسلّم فاطمة الزّهراء!