الثلاثاء30 يونيو 2015 أكدت "إسرائيل" أن هناك تطابقا مطلقا في وجهات النظر بين النظام المصري الذي يترأسه «عبد الفتاح السيسي»، وائتلاف اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في كل ما يتعلق بالتطورات في المنطقة، وفقا للكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي. ورصد النعامي مظاهر هذا التقارب والتطابق في تقرير نشره موقع «عربي 21»، حيث ذكر أن صحيفة «ميكور ريشون» "الإسرائيلية" اليمينية نقلت عن مصدر بالخارجية "الإسرائيلية" أن تل أبيب تنظر برضا تام لنتائج الزيارة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية "الإسرائيلي" «دوري غولد» للقاهرة الأحد، حيث تبين له أن القاهرة وتل أبيب تتشاركان في نفس التقييم للمخاطر الناجمة عن التحولات في الساحة الإقليمية. وأوضح المصدر أن كلا من نظام السيسي وحكومة نتنياهو يعتبران أن صعود ما أسماه "الإسلام المتطرف" هو أكبر خطر يتوجب التعاون في مواجهته ومعالجته. وأضاف أن غولد فوجئ بحماس الجانب المصري لمواجهة «الإسلام المتطرف»، لدرجة أنه قال لكبار المسؤولين المصريين الذين التقاهم: «على الرغم من أن المصريين يتكلمون العربية و"الإسرائيليون" يتكلمون العبرية، فإنهم يتكلمون اللغة نفسها عند مقاربتهم للتحديات التي تعصف بالمنطقة». وكشف المصدر عن أنه تم التوافق بين غولد والمسؤولين المصريين، على أن يقوم الطرفان ببلورة استراتيجية مشتركة للتعاطي مع التحديات التي تواجه كلا من إسرائيل ومصر. وأشار المصدر إلى أن الجانب المصري أوضح لغولد أنه لا يوجد ثمة تغيير في السياسة المصرية تجاه حركة حماس، وأن التسريبات الإعلامية التي تحدثت مؤخرا عن تغيير في تعاطي نظام السيسي مع الحركة غير دقيقة. وأوضح المصدر أن الجانب المصري يرى في حركة حماس تنظيما إسلاميا متطرفا خطره لا يقل عن خطر «تنظيم الدولة». ونوه إلى أن المسؤولين المصريين طمأنوا غولد بأن التسهيلات التي قدمتها مصر مؤخراً لقطاع غزة تأتي في إطار «المناورة التكتيكية ولا تدخل في إطار التحول الاستراتيجي». وبحسب المصدر فإن غولد وكبار المسؤولين المصريين اتفقوا على أن يتم إلى جانب تعميق التعاون الأمني توسيع دائرة التنسيق السياسي بين الجانبين. وأشار المصدر إلى أنه يتوقع على نطاق واسع أن تستضيف القاهرة وتل أبيب لقاءات رسمية قريبة لإنجاز ما تم التوافق عليه، لاسيما بلورة الاستراتيجية المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية. ورأى موقع «nrg» "الإسرائيلي" أن زيارة غولد تأتي في إطار تعاظم واتساع العلاقات بين الكيان الصهيوني ومصر، والتي بلغت ذروتها مؤخراً في القرار الذي اتخذه السيسي بتعيين سفير جديد في تل أبيب. يذكر أن غولد، الذي يدير في الوقت ذاته مركزا يمينيا باسم «يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة» يتنبى مواقف عنصرية تجاه العرب، ووصفهم بأنهم «بدائيون». وعقد غولد مؤخرا سلسلة لقاءات مع اللواء السعودي المتقاعد «أنور عشقي، مستشار الأمير «بندر بن سلطان»، رئيس المخابرات السعودية السابق. ورغم أن غولد وعشقي ظهرا في ندوة مشتركة، فإن صحيفة «ميكور ريشون» تؤكد أن الاثنين عقدا خمس لقاءات سرية بينهما.