هذا تقرير بخصوص الملتقى التكويني الأول الذي نظمته الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع سيدي قاسم يوم الأحد 28 جمادى الآخرة 1441هج / 23 فبراير 2020م تحت شعار: "المدرسة المواطنة وسؤال القيم من البناء المفاهيمي إلى التحقق السلوكي". افتتح الملتقى بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ محمد الحراق، ثم بكلمة مكتب الجمعية التي ألقاها الأستاذ رضوان الخالدي كاتب الفرع المحلي للجمعية حيث رحب فيها بالحضور، وذكر بسياق هذا الملتقى وأهدافه المرسومة. وقد اشتمل الملتقى التكويني على جانب نظري وآخر تطبيقي، وكان موضوعه: (بناء القيم وأساليب التعليم النشيط ومهارات تنشيط الذاكرة). وخصص صباح اليوم للتكويني للجانب النظري الذي امتد من الساعة التاسعة والنصف صباحا إلى الساعة الواحدة زوالا. واشتمل الجانب النظري على ثلاث مداخلات وهي كالتالي: المداخلة الأولى ألقاها الأستاذ الباشر المقدم مفتش مادة التربية الإسلامية بمديرية سيدي قاسم، تحدث فيها عن القيم في المنظومة التربوية التعليمية، فذكر في المحور الأول أهمية الحديث في هذا الموضوع الذي يعتبر موضوع الساعة ويشكل مجال التدافع الأساسي على الصعيد العالمي، ذلك أن التربية على القيم هي أحد مرتكزات الحياة الإنسانية، وهي مدخل لتأهيل الرأسمال البشري، وأن القيم هي التي تسمح بالتنبؤ بمستقبل المجتمع، كما أنها مصدر الإحساس بالأمان والسعادة، وأنها الإطار المرجعي لفهم الحياة، ومدخل الإصلاح في كل المجالات.ثم انتقل في المحور الثاني للحديث عن الوعي التاريخي بموضوع القيم في الوثائق التربوية مذكرا بالعناصر الضرورية التي يجب أن تتوفر في الوثائق التربوية، مسجلا غياب الإشارة إلى تقويم القيم في هذه الوثائق، مع وجود ضبابية فيها ومحدودية ملاءمتها للمستجدات، وأن هذه الوثائق بنيت بطريقة توافقية بين مختلف الفرقاء محاولة إرضاء الجميع. ثم انتقل للحديث في محور ثالث عن القيم في منهاج التربية الإسلامية لسنة 2016. واختتم مداخلته ببيان أن بناء منظومة قيمية متوافقة مع اختيارات الأمة هي مسؤولية الجميع. وكانت المداخلة الثانية من إلقاء الأستاذ عبد الرحيم الزهراوي وهو رئيس جمعية الوحدة ومدرب معتمد في التنمية الذاتية، وكان موضوع مداخلته: (بناء القيم: مفاهيم وآليات)، فذكر بداية بأننا جمعنا اليوم بين تخلفين: تخلف في الدين، وتخلف عن العصر، وصرنا عالة على غيرنا ونحن أمة الخيرية. ثم تحدث عن دوافع البحث في القيم، مذكرا بأنها ليست مجرد مادة وإنما هي قضية وجود، فالقيم هي عنوان تقدم المجتمعات أو تخلفها، ومثل ببعض البلدان التي استطاعت أن تحقق قفزة نوعية في عصرنا لأن ركزت على موضوع بناء القيم (سنغافورة، والفيتنام، واليابان). img class="alignnone size-full wp-image-213988" src="http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida1.jpg" alt="جمعية أساتذة التربية الإسلامية فرع سيدي قاسم تنظم ملتقى تحت شعار: "المدرسة المواطنة وسؤال القيم من البناء المفاهيمي إلى التحقق السلوكي"" width="800" height="450" srcset="http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida1.jpg 800w, http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida1-300x169.jpg 300w, http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida1-768x432.jpg 768w" sizes="(max-width: 800px) 100vw, 800px" / ثم انتقل للحديث عن تعريف القيم فذكر أنها تلك المعاني التي نضفيها على المفاهيم والأشياء والأحداث والأشخاص… ثم تحدث عن ضلالات الأشباه والنظائر، مذكرا بأن وجود الأشياء لا يعني بالضرورة وجود النظام والفاعلية، فقد تحضر الهياكل دون المعنى ودون الروح. ثم انتقل للحديث عن مراحل رحلة القيم، وقد حددها في خمسة مراحل: مرحلة القيم المجردة، ومرحلة القيم المجردة فلسفيا، ومرحلة القيم المتبناة، ومرحلة القيم الإجرائية، ثم مرحلة الحماية والوقاية. ثم انتقل للحديث عن قيم العمق مذكرا بنموذج المناظر الثمانية. ثم تحدث عن مراحل بناء القيم وحددها في أربعة مراحل: مرحلة التوعية، ومرحلة الفهم، ومرحلة التطبيق، ثم مرحلة التعزيز. وختم مداخلته باقتراح أن تخصص أيام تكوينية للاشتغال على قيمة معينة في ورشات. وكانت المداخلة الثالثة والأخيرة من إلقاء الأستاذ أحمد العبودي مفتش مادة التربية الإسلامية بمديرية العرائش، حيث تحدث في موضوع: (سؤال القيم في المنهاج الدراسي لمادة التربية الإسلامية -مقاربة بيداغوجية-)، افتتحها بتقديم ملاحظات وأسئلة حول منهاج 16 يونيو 2016. ثم تحدث في محور: القيم لماذا؟ عن أهمية القيم، وأن هذه المنظومة تشهد صراعا كبيرا في العالم، وأن المدرسة العمومية تتحمل مسؤولية التنشئة على القيم، وأن هذه المنظومة أخذت منعطفا جديدا بعد أحداث 11 شتنبر وأحداث 16 ماي، حيث كان الحديث قبل هذه الأحداث مركزا على قيمة الكرامة، وبعدها انتقلنا إلى الحديث عن قيم جيدة مثل التسامح. ثم انتقل للحديث عن الإشكال القيمي في المدرسة المغربية، وأن الوضع القيمي فيها يتسم بالرداءة والتردي، راصدا أهم مظاهر الاختلال فيها، مثل: عدم الوضوح في منظومة القيم، وصعوبة تنزيل القيم، وكذا الهوة المتنامية بين النظري والواقع. ثم تحدث عن (القيم والمستهدفون) و(القيم ووسائل التنزيل) و(القيمة المركزية والقيم الناظمة لها في منهاج 2016) و(المنهاج وبناء القيم) و(المقاصد الأربعة)، وختم بالحديث عن بدائل قيمية في المنهاج، مقترحا أن تكون قيمة (الإحسان) هي القيمة المركزية، لأنها تجمع في معانيها بين الجانب الاعتقادي والسلوكي والتعبدي والاجتماعي… كما أنها أكثر ملاءمة للفئة المستهدفة، ولها أبعاد إجرائية متعددة، وهي أكثر ارتباطا بالسلوك اليومي للمتعلم، كما يسهل ربطها بمضامين الدروس المقررة. img class="alignnone size-full wp-image-213989" src="http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida2.jpg" alt="جمعية أساتذة التربية الإسلامية فرع سيدي قاسم تنظم ملتقى تحت شعار: "المدرسة المواطنة وسؤال القيم من البناء المفاهيمي إلى التحقق السلوكي"" width="800" height="464" srcset="http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida2.jpg 800w, http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida2-300x174.jpg 300w, http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2020/02/asatida2-768x445.jpg 768w" sizes="(max-width: 800px) 100vw, 800px" / وبعد انتهاء المداخلات فتح باب المناقشة، ثم أعقبته استراحة شاي.