رغم أن موريتانيا لا تنتج حاليا سوى نحو 5 آلاف برميل يوميا من النفط وقليل من الغاز، إلا أنها تستعد لدخول نادي الدول المصدرة للغاز مع بداية 2022، بعد اكتشاف كميات كبيرة منه على شواطئها. ومن المقرر أن تبدأ موريتانيا مطلع 2022، تصدير أول شحنات غازها المكتشف نحو الأسواق العالمية، فيما بات قطاع الغاز يستأثر بنصيب الأسد من اهتمام المستثمرين الأجانب، في البلد الفقير الواقع شمال غرب إفريقيا. وتصاعدت أنشطة الشركات العاملة في مجال النفط والغاز بموريتانيا، إذ تعمل العديد من الشركات العالمية من بينها "بريتش بتروليوم" البريطانية، وشركتي " كوسموس إنرجي" و"إكسون موبيل" الأمريكيتين، و"توتال" الفرنسية. وترتبط هذه الشركات بعقود مع الحكومة الموريتانية في مجال التنقيب عن النفط والغاز . ووقعت موريتانيا مع جارتها السنغال مؤخرا، اتفاقية تسويق المرحلة الأولى من حقل غاز مشترك بين البلدين، يسمى "السلحفاة الكبير احميم"، فيما أعلنت عن اكتشافات كبيرة من الغاز، تصل 50 تريليون قدم مكعب بمياهها الإقليمية. في 29 يناير الماضي، أعلن رئيس الحكومة إسماعيل بده الشيخ سيديا، أن بلاده اتخذت كل الإجراءات لضمان الاستفادة القصوى من ثروة الطاقة التقليدية لديها. ** "السلحفاة الكبير احميم" الحقل اكتشفته شركة شركة "كوسموس" الأمريكية على الحدود الموريتانية السنغالية عام 2015، إذ تقدر احتياطاته ب 25 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي عالي الجودة. ومن المنتظر أن يبدأ الإنتاج بشكل فعلي في الحقل نهاية 2021 أو بداية 2022، وفق توقعات الحكومة الموريتانية. ووقعت موريتانياوالسنغال رسميا اتفاقية تسويق غاز "السلحفاة الكبير احميم"، حيث ستسمح الاتفاقية بتسويق ما يقارب 2.3 مليون طن سنويا من الغاز المُسال على مدار 10 سنوات قابلة للتجديد. وقال رئيس الحكومة الموريتانية في كلمة أمام البرلمان نهاية يناير الماضي، إن نسبة إنجاز أعمال تطوير الحقل وصلت إلى 25 بالمئة حتى ديسمبر الماضي. وأضاف: "ستتيح المرحلة الأولى من المشروع إنتاج 2.5 مليون طن من الغاز المسال سنويا.. يجري إعداد الدراسات المتعلقة بالمرحلتين الثانية والثالثة، تمهيدا لاتخاذ القرار الاستثماري بحلول 2020، ما سيرفع القدرة الإنتاجية الإجمالية إلى 10 ملايين طن من الغاز المسال سنويا بحلول 2026". ** حقل "بئر الله" في 28 أكتوبر 2019، أعلنت الحكومة الموريتانية، أن عمليات التنقيب في منطقة قبالة الشواطئ الموريتانية، تعرف باسم "بئر الله"، مكنت من اكتشاف كميات جديدة من الغاز الطبيعي. وقالت شركتا "كوسموس" و"بريتيش بتروليوم"، في بيان حينها، إن الاكتشافات الجديدة في المياه الموريتانية تصل إلى 50 تريليون قدم مكعب من الغاز. واعتبر وزير النفط والطاقة والمعادن، محمد ولد عبد الفتاح، في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، أن الاحتياطات الجديدة تفتح آفاقا واعدة. ويتطلع الموريتانيون إلى أن تساهم عائدات ثورة البلاد من الغاز، في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل. كما يتوقع أن تساهم عائدات الغاز في إنعاش اقتصاد البلاد، ورفع احتياطياتها من العملة الصعبة، حيث أن احتياط البنك المركزي الموريتاني من العملة الصعبة لا يتجاوز 1.15 مليار دولار نهاية الشهر الماضي. المصدر: وكالة الأناضول.