نشر موقع "أندرويد أوثيرتي" (Android Authority) المتخصص في نظام تشغيل أندرويد المنافس الرئيسي لنظام آي.أو.أس من آبل، مقالا يعدد فيه ميزات هذا النظام الذي يتفوق فيها على أندرويد. وقال الموقع في تقريره إننا يمكننا تسمية عدد كبير من الأسباب التي تجعل أندرويد يتفوق على نظام تشغيل آبل المحمول، فنظام أندرويد من غوغل أكثر انفتاحا وقيمة وتنوعا. لكن إذا كان أندرويد أفضل بكثير، فما الذي يجعل مستخدمي "آي.أو.أس" مدمنين على أجهزة آيفون وآيباد؟ وبينما يجادل كثيرون بأن اقتناء أجهزة آبل مجرد حب للعلامة التجارية وطريقة لإظهار الطبقة الاجتماعية، فإننا نعتقد أن الأسباب تتجاوز ذلك. فنحن عشاق التقنية قبل أي شيء آخر علينا أن نقبل أن هناك بعض الأمور التي يقوم بها نظام آي.أو.أس أفضل من نظام أندرويد، وفقا للموقع. وهنا يستعرض الموقع عددا من الميزات التي يتفوق بها نظام آبل. 1- نظام أسرع وأكثر سلاسة يقول كاتب التقرير إنه بعد استخدام كلتا المنصتين يوميا لسنوات، يمكنه القول إنه واجه عددا أقل من التوقفات والتباطؤ عند استخدامه آي.أو.أس مقارنة بنظام أندرويد، فالأداء هو من الأمور التي يتفوق فيها نظام آبل على نظام أندرويد في معظم الأوقات. قد يبدو الأمر سخيفا بالنظر للمواصفات الحالية لأجهزة أندرويد، فآيفون 11 برو ماكس يعد حاليا أقوى هاتف ذكي من آبل، ويتميز بوحدة معالجة مركزية سداسية النواة مع ذاكرة وصول عشوائي سعتها 4 غيغابايت، لكن هذه المواصفات تعتبر متوسطة في أحسن الأحوال في عالم أندرويد الحالي. لكننا في الحقيقة نميل إلى الاهتمام بالمواصفات، وننسى غالبا أن ننظر إلى ما هو أكثر أهمية، والأداء لا يأتي فقط من المواصفات القوية. سواء كانت معالجات آبل أفضل أم لا، المهم هو تحسين نظام التشغيل للعمل بشكل مثالي مع الأجهزة القليلة التي تصنعها آبل (رويترز) وسواء كانت معالجات آبل أفضل أم لا، فإن ما يهم أكثر هو تطوير "آي.أو.أس" للعمل بشكل مثالي مع الأجهزة القليلة التي تصنعها آبل، في وقت تقوم فيه أندرويد بالعمل على بحر من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها من المنتجات. وبهذا يصبح الأمر متروكا لمصنعي الهواتف المختلفة لتحسين نظام أندرويد ليتواءم مع أجهزتهم، وهم أحيانا يخفقون في هذا المجال. ويعمل نظام التوافق والمزامنة لشركة آبل على تكامل أكثر صرامة في مجال التوافق بين نظام التشغيل والأجهزة، وهذا هو السبب في أن هواتف آيفون لا تحتاج إلى مواصفات فائقة القوة للتغلب على هواتف أندرويد المتطورة. فالبرامج ومواصفات الأجهزة متكاملة بحيث تؤدي المهام بكفاءة وسرعة مناسبة للمواصفات المتاحة، كما أن آبل تتحكم في الإنتاج من البداية إلى النهاية، لذلك يمكنها التأكد من استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة. لكن هذا لا يعني أن جميع أجهزة آي.أو.أس يمكن أن تتفوق على جميع أجهزة أندرويد، فعالم أندرويد يحوي الكثير من الخيارات، فبعض هواتف أندرويد تجمع بين المواصفات الجيدة للأجهزة والأداء المذهل للتطبيقات. 2- نظام سهل للغاية يقول التقرير إنه في الوقت الذي تتحسن فيه غوغل وشركاتها في جعل أندرويد أكثر سهولة، فإن الحقيقة هي أنه لا يزال الأمر مربكا بعض الشيء. فعدم الاتساق بين صانعي الهواتف المختلفة التي تستخدم النظام يخلق منحنى تعليميا ضروريا للاعتياد على النظام، حيث تبدو معظم هواتف أندرويد مختلفة عن بعضها بعضا، بينما يحب معجبو آبل بساطة نظام التشغيل الخاص بهم، ويمكن القول إنه من الأمور التي يتفوق فيها آي.أو.أس على أندرويد. معجبو آبل يحبون بساطة نظام تشغيل أجهزتها (الصحافة الأميركية) العديد من محبي آيفون لا يريدون هاتفا يمكنهم العبث به وتخصيصه، إنهم يريدون جهازا يعمل بشكل جيد وسهل الاستخدام ويمكنه توصيل محتواهم بأقل جهد ممكن؛ هذا هو ما يمكن التعبير عنه بأنه "يعمل فقط". باستخدام آي.أو.أس، يمكنك الحصول على الصفحات الرئيسية التي تحتوي على صفوف وأعمدة من الأيقونات، ويمكنك تنظيمها بحسب رغبتك، كل ذلك موجود أمامك، والتجربة هي نفسها دائما، بغض النظر عما إذا كنت تستخدم هاتف آيفون 11 أو آيفون 11 برو أو أي هاتف آخر من آبل. تعد تجربة المستخدم لنظام التشغيل آي.أو.أس بديهية بدرجة تكفي للاستغناء عن "المنحنى التعليمي" تقريبا. يقول الكاتب لقد رأيت أطفالا لم يستخدموا أبدا هاتفا ذكيا من آبل، يكتشفون الأساسيات في حوالي 15 دقيقة. وبالمثل، إذا كنت تمتلك بالفعل جهاز آي.أو.أس، فيمكنك التبديل إلى أي جهاز آخر ومعرفة كيفية عمله تلقائيا. 3- التحديثات في الوقت المناسب يعد تحديث البرامج بالتأكيد من الأمور التي ينجزها آي.أو.أس بشكل أفضل من أندرويد. إذا كان جهاز آي.أو.أس مؤهلا للحصول على آخر تحديث، فسيحصل عليه حالما يتم إطلاقه، في حين أن عملية التحديث ليست سلسة مع أندرويد من غوغل، حيث لا تقدم غوغل سوى تحديثات مباشرة لمنتجاتها، مثل بكسل4 وبكسل4 أكس أل. أما الشركات المصنعة الأخرى مثل سامسونغ وسوني وموتورولا، فعليها الانتظار للحصول على التحديث والعمل عليه وتحسينه ليلائم أجهزتها ثم إرساله للمستخدمين، مما يضمن حصولك على التحديثات في وقت متأخر، وأحيانا بعد أشهر أو سنوات. 4-آيفون آيباد وماك.. نظام آبل التوافقي الأفضل تندمج منتجات آبل -مثل آيفون وآيباد وآبل تي.في وآبل واتش وماك- بشكل محكم مع آي كلاود (iCloud) وآي ماسيج (iMessage) وفيستايم (FaceTime) وغيرها من الخدمات الداخلية. وبالرغم من أن غوغل لديها خدماتها المتنافسة التي تعمل بشكل جيد للغاية، فإنها تحتاج للمزيد من الممارسة حتى تعتاد عليها، حيث لا تشعر بأنها مرتبطة بشكل وثيق بنظام أندرويد. لكن بعض التطبيقات المطلوبة للوصول إلى خدمات غوغل الأساسية ليست مثبتة مسبقا، مما يجبر المستخدمين على البحث عنها في متجر غوغل. وقد لا يبدو هذا ميزة عظيمة لمعظمنا من المستخدمين المهتمين بالتكنولوجيا، ولكنها قد تكون مهمة شاقة بالنسبة للبعض، أو على الأقل مصدر إزعاج. وعند الحديث عن متاجر التطبيقات، فإن متجر آبل أفضل -من حيث الرعاية والتنظيم- من متجر غوغل. ويتعين على المطورين الذين يتطلعون إلى نشر تطبيقاتهم على متجر تطبيقات آبل الاطلاع على قائمة طويلة ومكلفة من الفحوص والإجراءات، لكن النتيجة النهائية هي زيادة صافية في الجودة الشاملة لتطبيقات آي.أو.أس. ويعد تصميم متجر آبل أكثر جاذبية بشكل عام والإعلانات فيه أقل، ويوفر ميزات إضافية رائعة مثل المقابلات والأدلة وقوائم أفضل للتطبيقات وغير ذلك. 5- الأمان في آبل أفضل مع أن تحديثات أمان غوغل أصبحت أكثر اتساقا، لكن الإجماع العام لا يزال يمنح آبل اليد الطولى في هذا المجال. فنظام آي.أو.أس يحتوي على تحديثات أكثر اتساقا لجميع الأجهزة، وهو نظام توافقي مغلق يصعب اختراقه، كما أن متجر تطبيقات آبل أكثر صرامة. كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من الصعب على المهاجمين استهداف مستخدمي آي.أو.أس. 6- الدعم الفني متفوق قد يكون برنامج خدمة ودعم أجهزة آبل -آبل كير (AppleCare)- باهظة الثمن، ولكنها تجعل مطالبات الضمان والتأمين لأجهزة آي.أو.أس سهلة وفعالة. فإذا كان لديك متجر معتمد محلي لآبل، فيمكنك في كثير من الأحيان الخروج بجهاز جديد تماما في أقل من ساعة أيضا. كما أن هناك أعدادا كبيرة من الموظفين على استعداد لمساعدتك في أي عملية شراء أو مشكلة، ولديهم الوقت ليعلموك كيفية استخدام أجهزة آبل. هناك أعداد كبيرة من الموظفين على استعداد لمساعدتك في أي عملية شراء أو مشكلة في آبل (غيتي) إن امتلاك هاتف أو حاسب لوحي يعمل بنظام آي.أو.أس بالتأكيد يتفوق على المنافسين إذا واجهتك مشكلة في الجهاز، حيث لا تحتاج إلى المرور عبر شركات الاتصالات، أو البحث عن أرقام هواتف خدمة العملاء الغريبة، أو ملء النماذج عبر الإنترنت، أو إرسال رسائل الفاكس، أو البقاء في الانتظار فترات طويلة فقط للتحدث مع روبوت، أو الانتظار أسابيع لمجرد إصلاح جهازك أو استبداله. 7- قيمة أفضل عند إعادة البيع هذا ليس بالضبط من الأمور التي لها علاقة بأداء نظام التشغيل، لكنها ميزة سوقية لدى آبل على معظم منافسيها من الأجهزة المحمولة، فعادة ما تحتفظ أجهزة آيفون و آيباد ومنتجات آبل الأخرى بقيمتها أفضل بكثير من منتجات أندرويد، وهذا يعني أنها يمكن بيعها عندما يحين الوقت لتبديل الأجهزة. إن منتجات آبل تحظى بشعبية كبيرة، وعادة ما تحتفظ أجهزة آيفون وآيباد ومنتجات آبل الأخرى بقيمتها بشكل أفضل من منتجات أندرويد. وفي النهاية، يذكر موقع أندرويد أوثيرتي أنه لا يقول مطلقا إن نظام التشغيل آي.أو.أس أفضل من أندرويد بشكل كامل، حيث يتمتع نظام تشغيل غوغل بمزاياه التي يكتب عنها الموقع كل يوم تقريبا. ومع ذلك، يجب أن نبقي كل شيء في منظوره الصحيح، وأن ندرك أن هناك بعض الأشياء التي يعمل فيها آي.أو.أس أفضل من أندرويد، وهناك دائما مجال للتحسين، كما يمكن لغوغل تعلم شيء أو اثنين من آبل العملاقة، وفق الموقع ذاته. المصدر: موقع الجزيرة.