الأحد 03 ماي 2015 توفي اليوم سماحة الشيخ الوالد أبوزيد محمّد حمزة "رحمه الله"، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، وذكر بلاغ للجماعة: "وفاة الرئيس العام للجماعة الأحد 14 رجب 1436 هجريّ الموافق 3 مايو 2015م. بسم الله الرحمن الرحيم (وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد.. فبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تحتسب جماعة أنصار السنة المحمّدية عند الله تعالى سماحة الشيخ الوالد أبو زيد محمد حمزة، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، الذي وافاه الأجل في يوم الأحد 3 مايو، بالسودان. وإذ تعزّي الجماعة الأمة الإسلامية جميعها في فقده فإنها تعظم الرجاء عند الله تعالى في قيام الشيخ رحمه الله عمرا طويلا على توحيد الله تعالى ، واتّباع النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، دعوة وعملا وجهادًا وصبرًا . لقد عرفت المنابر فقيدنا الشيخ أسداً يصدع بكلمة الحق فلاقى فيها ما لاقى من الأذى محتسباً، على سنة النبيين، يدعو إلى الله على بصيرة، متخذاً من الحكمة والموعظة الحسنة سبيله إلى القلوب، حتى بسط الله تبارك وتعالى له القبول وهوت إليه الأفئدة وعرف فضله البعيد قبل القريب، فخرّج العشرات من طلاب العلم ينشرون الخير ويصدعون بكلمة الحق في كل أركان الدنيا، وما فتئ وهو يصارع المرض والألم في أيامه الأخيرة يذكرنا بالتمسك بدعوة الأنبياء ويوصينا بصيانتها والاستمساك بدربها حتى وافاه الأجل. فنسأل الله الغفور الودود أن يشمله برحمته وعفوه وأن يتقبل عمله، وأن يجعله في منازل الصديقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ستكون الصلاة على الشيخ رحمه الله الساعة السادسة مساء اليوم الأحد 3 مايو بميدان حديقة الثورة الحارة الأولى والدفن بمقابر أحمد شرفي. عبدالكريم محمد عبدالكريم؛ نائب الرئيس العام للجماعة". ترجمةٌ يسيرةٌ لسماحة الشيخ رحمه الله الشيخ أبو زيد محمد حمزة ، من مواليد عام 1925م بوادي حلفا حيث نشأ وترعرع وبدأ تعليمه. سافر إلى جمهورية مصر العربية مع والده وتلقى فيها دراسات في القرآن الكريم، والتحق بالأزهر في العام 1942م وتعرف على دعوة التوحيد من الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله مؤسس جماعة أنصار السنّة المحمدية بمصر ، وتتلمذ على يديه و عاد إلى السودان داعيةً إلى توحيد الله تعالى ، واتباع النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وكان غيورا على التوحيد والسنّة ، حريصا على البلاغ المبين . أمّ مسجد الحارة الأولى منذ العام 1962م وحتى وفاته رحمه الله. لقد عرف السودان شرقه وغربه ، شماله وجنوبه بواديه وحواضُره الشيخ داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، متحمّلا في سبيلها المشاقّ ، صابرًا محتسبًا ، يبلّغ دعوة التوحيد بلا كلال. تتلمذ علي يديه جمعٌ من العلماء والدعاة داخل السودان وخارجه ، من أبرزهم وأكثرهم له ملازمة تلميذُه الشيخ الدكتور محمد الأمين اسماعيل، والشيخ محمد سيد حاج رحمه الله ، وغيرهم. ومنذ أن صار الشيخ أبوزيد محمد حمزة رئيسًا عامًّا للجماعة بالسودان كان حريصًا على الحفاظ على هويتها العلمية الدعوية التربوية الإصلاحية، وعدم الزجّ بها في ما يؤثّر على رسالتها التي قامت من أجلها ، فحافظ عليها جماعةً قويةً مؤتلفة ً فاعلة ، تنتهج سبيل أهل السنة والجماعة في المعتقد والمواقف والسلوك ، كما حرص على التواصل مع الهيئات والمجموعات الدعوية والعلمية في السودان ، وعرف عنه سعيه الجاد لتوحيد كلمة الدعاة ، والإصلاح بين المجموعات الدعويّة وتعزيز الرباط الأخويّ والتعاونيّ على البرّ والتقوى والمبادرة إلى ذلك ، والنصح لأئمة المسلمين وعامّتهم. أنشيء في فترة رئاسته المجلسُ العلميّ لجماعة أنصار السنة المحمدية ، وهو مجلس يضمّ صفوة علماء الجماعة ، كما أرسى في عهده نظامًا قائما على الشورى والمؤسسية في إدارة شئون الجماعة ، مع توقير العلماء والحفاظ على مكانتهم ، وخطت الجماعة خطوات متقدّمة في النظم الإدارية الحديثة الملائمة لطبيعتها ، كما قامت في عهده مشروعات نوعيّة نقلت العمل الدعويّ نُقلات متقدّمة. ويعدُّ سماحة الشيخ أبو زيد محمد حمزة رحمه الله من العلماء العاملين، الذين وثّقوا صلاتهم بعلماء العالم الإسلامي ودعاته لجمع الكلمة على توحيد الله تعالى ، فشهد له العلماء والدعاة بالخير والصلاح ، والجمع بين العلم والعمل والجهاد والله حسيبه. ولم يزل وهو في فراش موته يوصي بالتوحيد والاستمساك بالسنّة والالتزام بالهدي النبويّ. رحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه الفردوس الأعلى مع النّبيين والصديقين والشهداء والصالحين. (إعلام جماعة أنصار السنّة المحمدية بالسودان). وانتشر بعد وفاة الشيخ رحمه الله هاشتاغ #أبوزيد_محمد_حمزة، لنشر خبر وفاته والترحم عليه والدعاء له، وممن كتب فيه: الشيخ راشد الزهراني: "أعزي أسرة الشيخ #أبوزيد_محمد_حمزة وأعزي أهلنا في #السودان في وفاة هذا العلم الكبير والعالم الجليل الذي أفنى حياته في الدعوة إلى توحيد الله". "رثاء للشيخ #أبوزيد_محمد_حمزة يأمة غاب عنها نجمها الساري***وجف من أرضها سلسالها الجاري هل مات من ألبس التوحيد حلته***وهب للشرك تمزيقا لأستار إن غبت يا شيخنا جسما فما برحت***ذكراك تحيا معي في كل أطوار أراك في كل حرف حين أقرؤه***من سنة أو كتاب أو بآثار نستودع الله من عشنا نبجله***ويا إمام الهدى في ذمة الباري رحلت عن هذه الدنيا التي لعبت*** بنا إلى جود رحمن وغفار يارب يا من له تسمو ضمائرنا***ويا مقدر آجال وأعمار أخلف على أمة الإسلام في علم***علامة طيب الآثار مغوار واجعل جنان الهدى والخلد منزله***ما بين حور وغلمان وأنهار عبد الرحمن ابراهيم".