يؤدي استخدام الهاتف الذكي بكثرة إلى الإضرار بأجسادنا وعقولنا وحتى مشاعرنا، وفي حين تمتلك التكنولوجيا فوائد ومزايا تجعل حياتنا أسهل، فإنها سيف ذو حدين، ولها من السلبيات الكثير، وذلك وفقا لمقال نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية، للكاتبة لويزا فاليريو. وحذرت الكاتبة من تأثير موجات الإشعاع التي تطلقها الأجهزة الإلكترونية المتطورة، كما قد يسبب الضوء المنبعث من الشاشة عدة مشاكل لكل من الدماغ والعينين، لا سيما عند استخدام الجهاز في الظلام، حيث يسبب هذا النوع من الضوء اضطراب النوم والشعور بالإرهاق. وأضافت الكاتبة أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تسبب مشاكل في الرقبة وآلام العمود الفقري، ويرجع ذلك في الأساس إلى الانحناء الدائم لمشاهدة الشاشة. ولعضلات اليدين والذراعين نصيب من هذه التأثيرات السلبية، حيث يمكن للمستخدم أن يصاب بمتلازمة النفق الرسغي، التي تحدث بسبب الضغط الزائد على العصب الوسيط عند قاعدة الرسغ. ويمكن للإفراط في استخدام هذه الأجهزة تقليل نشاط المستخدم والتسبب في السمنة. أما على المستويين العاطفي والنفسي، فقد يتسبب إدمان المحمول في التعرض لظاهرة النوموفوبيا، أو الخوف من عدم وجود الهاتف الذكي، أو عدم القدرة على الوصول إليه. وتضاف إلى هذه الأعراض الإصابة بالاكتئاب والقلق الدائم من عدم القدرة على مواكبة كل جديد في مواقع التواصل الاجتماعي. أزمات ونقلت الكاتبة تصريح خبير التدريب في مجال الحياة والعمل دافيد بيخارانو، الذي قال إن إدمان الهاتف المحمول قد يسبب أزمات شخصية والاكتئاب وزيادة مستويات التوتر والقلق. وهذا النوع من الناس قد تظهر لديهم أنماط سلوكية تشبه من يعانون من إدمان المخدرات. ولم يكتفِ دافيد بهذا القدر، وذكر أن إدخال هذه الأجهزة إلى نظامنا اليومي أدى إلى تحول كبير في عاداتنا، حيث إن الهاتف المحمول الذي يفترض أن يقربنا من الآخرين أصبح يفعل العكس. وبشكل عام، نحن نلازم فقاعاتنا الافتراضية ونمتنع عن التفاعل مع الآخرين في العالم الواقعي، مما يجعلنا نعيش في وحدة تامة. وأوضح بيخارانو أن تكنولوجيا الهواتف الذكية والإنترنت أسهمت في ربط الصلة بين الناس في مختلف أنحاء العالم، لكن تأثيراتها السلبية مرتبطة بالاستخدام المفرط وغير المناسب لهذه التكنولوجيا. والسبب وراء ذلك هو عدم وجود توعية كافية بقواعد استخدامها ومختلف جوانبها الإيجابية والسلبية. ولتفادي حدوث ذلك، ينصح الخبير الإسباني بأخذ عطلة رقمية من أجل التخلص من السموم التكنولوجية، وذلك عبر قضاء بضعة أيام بعيدا عن الروتين اليومي، وبعيدا عن التكنولوجيا والأجهزة الذكية، لكي يعيد الإنسان ربط الصلة مع نفسه، ويخفض مستويات التوتر والإرهاق التي يسببها الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة. ونقدم لك هنا نصائح للتخلص من السموم التكنولوجية: 1- لا تنم والهاتف الذكي قريب منك يجب تجنب وضع الهاتف بجانب السرير عند الخلود إلى النوم. ويبدو هذا الحل منطقيا إذا أردنا النوم بشكل جيد في الليل أو التخطيط بشكل فعال لكامل اليوم فور الاستيقاظ، وذلك بمنأى عن التشويش الذي يحدثه وجود الهاتف. 2- اضبط أوقات تفقد بريدك الإلكتروني والإشعارات أوردت الكاتبة أنه يجدر بنا تخصيص وقت معين لقراءة الرسائل والرد عليها كل يوم، إذ إن تفقد صندوق البريد الإلكتروني مرة أو مرتين فقط يوميا ولمدة لا تتجاوز 45 دقيقة يكون أكثر من كاف في أغلب الأحيان. 3- اترك هاتفك الذكي على بعد أمتار منك قالت الكاتبة إن أفضل طريقة للتخلص من الإدمان هو وضع هذا الجهاز على بعد أمتار من المكان الذي تجلس فيه، ويفضل أن يكون ذلك في مكان خارج إطار رؤيتك. وتكون هذه الطريقة مفيدة للتوقف بعض الوقت عن تفقد شبكات التواصل الاجتماعي، بما أنك ستضطر في كل مرة للوقوف والمشي لبضعة أمتار من أجل أخذ الهاتف، وهو ما سيجعلك تفكر في ما إذا كان ذلك يستحق العناء. 4- اجعل مظهر هاتفك مملا تطرقت الكاتبة إلى حل أكثر ابتكارا، وهو تجنب تزيين الهاتف وجعله يشد الأبصار بشكل يجعلنا عاجزين عن الابتعاد عند ساعات طويلة. وفي هذا الصدد، ينبغي عليك تحويل لون هاتفك إلى اللون الرمادي مثلا، وهو ما سيثبط التحفيز البصري للشاشة والحد من إدماننا على الهاتف. 5- استعن بتطبيقات الحد من الاستخدام إذا كانت هذه الحلول التطبيقية غير كافية، يمكنك اعتماد بعض التطبيقات التي تسمح بغلق المواقع بعد استخدامها فترة محددة من الزمن، أو تحديد عدد المرات التي يسمح لنا خلالها بتصفح الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك دائما وضع تطبيقاتك المفضلة في ملفات يصعب الوصول إليها. 6- احتفظ بهاتفك داخل الحقيبة بإمكاننا وضع هواتفنا في حقيبة ما وتوجيه طلب إلى الأشخاص الذين نجلس رفقتهم أن يضعوا هواتفهم داخلها بعيدا عن متناول أيديهم. وفور القيام بذلك، سيتسنى التركيز على الحوار وتجنب كل الملهيات. المصدر: الجزيرة.