الإثنين 30 مارس 2015 الغزل بالمرأة الأجنبية والتصريح لها بالإعجاب بجمالها، إن كان في حضور الزوجة ودون رضاها، عيب وعار اجتماعي في قواعد الثقافة الغربية المهيمنة. لكنه في مقياس الشرع: حرام مطلقا، أي: سواء أكان ذلك في حضور الزوجة أو غيابها، وسواء أرضيت بذلك أم سخطت! بل الواجب في الشرع: غض البصر أمام المرأة الأجنبية، وعدم مخاطبتها بما لا يقال إلا بين الرجل وزوجته من غزل وإعجاب ونحوه. زلة لسان؟ ربما، وهو خطأ يحتاج إلى بيان! دعابة؟ ربما، ولكن المداعبة لا تبيح المحظور الشرعي! للرجل حسنات؟ نعم، ولأجل ذلك نقسو عليه، ونرجو صلاحه، ولو فعلها غيره لم نلتفت له أصلا. هو خير من غيره من أهل السياسة! نعم، والمقارنة غير مطروحة أصلا. وليس هذا مسوغا لترك التنبيه على الأخطاء. الرجل استدرك بعد ذلك الفعل مباشرة، فأثنى على زوجته، وصرح بحبه إياها. فماذا تريد؟ نعم، وهذا ينفي العيب الاجتماعي، ويصالح الفاعل مع الثقافة المهيمنة، ولكنه لا يؤثر في المعنى الشرعي، الذي من أجله حرم هذا الفعل. هذا أمر صغير هيّن، فما لك تهتم له، وتترك الأمور الخطيرة؟ أولا: لم أترك الأمور الخطيرة، وكتابي الأخير كله في الحديث عن التسربات العلمانية إلى الحركات الإسلامية، في القضايا الكبرى، كالمرجعية والوسائل السياسية والهوية ونحو ذلك. ثانيا: أرجو أن يُفهم أن الأمور الخطيرة -في مقياس الشرع الإسلامي- ليست هي التشغيل والتنمية المادية والرخاء الاقتصادي وما أشبهها. هذه نظرة علمانية تسربت إلينا، ولوّثت فهمنا للدين. هذه الأمور كلها -على أهميتها- تابعة وليست مقصودة بالأصل. ثالثا: الأمر بغض البصر مذكور في كتاب الله، فكيف يكون هيّنا؟ وكيف بما يفوق إطلاق البصر من الغزل! رابعا: الحادثة -على تفاهتها- تدل على ما وصلنا إليه من تعظيم المعاني المتسربة إلينا من الثقافة المهيمنة، وإغفال المعاني الشرعية.