اعتمد وزراء الصحة للدول العربية والصين، في ختام أشغال الدورة الثانية للمنتدى العربي- الصيني للتعاون في المجال الصحي، أمس الجمعة 16 غشت في بكين، على "مبادرة بكين" للتعاون بين الجانبين في مجال الصحة لعام 2019، والتي تطمح لبناء "طريق حرير" صيني عربي في مجال الصحة. ومثل المغرب في أشغال هذا المنتدى وزير الصحة أناس الدكالي، الذي ترأس وفدا مغربيا ضم سفير المغرب لدى الصين عزيز مكوار، ومدير مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة بوزارة الصحة، عبد الإله بوطالب. وتؤكد "مبادرة بكين" للتعاون الصيني العربي في مجال الصحة، وفق بيان صدر عن المنتدى، حرص الجانبين على مواصلة تعزيز التعاون في مجال الاستراتيجيات والسياسات والمشروعات الصحية، والعمل معا لتعزيز عملية بناء "طريق الحرير العربي الصيني في مجال الصحة والسعي لبناء مجتمع صحي ذي مستقبل مشترك للصين والدول العربية على السواء". وتقترح المبادرة إنشاء شبكة عربية صينية للتعاون في مجال المستشفيات لتعزيز التعاون المباشر بين المؤسسات الطبية والصحية في الصين والدول العربية، وتشجيع عمليات التبادل التقني والتعاون بين الجانبين في مجالات الطب السريري، وإدارة المستشفيات، والطب التقليدي، وتكوين العاملين، وخدمات التطبيب عن بعد العابرة للحدود. وتؤكد المبادرة أيضا على تعميق التعاون التقني في مجال الأمراض المعدية المعروفة والجديدة، وتعزيز عمليات تبادل المعلومات بين وكالات الصحة العامة، وتقوية مشروعات التعاون المشترك بشأن الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، والتدريب وتبادل الأخصائيين الصحيين، والخبرات في مجال الطوارئ الصحية والإنقاذ الطبي، فضلا عن تعزيز تبادل الخبرات في مجال الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية. وتدعو المبادرة إلى إيلاء الأهمية لحصول السكان الذين يعانون من الفقر ، وكبار السن، والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، على الخدمات الصحية، وتطبيق معايير الجودة في جميع مؤسسات الرعاية الصحية لضمان جودة العلاج وسلامة المرضى وذلك عن طريق تنظيم عمليات التبادل الأكاديمية والندوات وتبادل الزيارات وبناء شبكات التعاون. وتعتبر المبادرة أن الصحة هي إحدى دعائم تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، مع إدراك تداخل القضايا الصحية وتفاعلها مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والبيئية والديمغرافية، داعية حكومات الجانبين إلى إعطاء الأولوية للصحة وضمان تنمية التكامل والترابط في مجالات الصحة والاقتصاد والبيئة والمجتمع. كما تشير إلى السعي لتعزيز التبادل في مجال تنمية وإدارة الطب التقليدي، وتشجيع التعاون بين مؤسسات الطب التقليدي الصينية والمؤسسات الصحية في الدول العربية على إقامة مراكز للطب التقليدي فيها وتبادل التجارب الناجحة لتطويره. وخلص البيان إلى أن المنتدى الذي شارك فيه ممثلو الهيئات الصحية بالصين، والدول العربية الأعضاء، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، شهد مناقشات "معمقة" و"مثمرة" بين الجانبين في عدد من الموضوعات، أبرزها تبادل الخبرات بشأن السياسات الصحية، والابتكار والتعاون الفني في صناعات المنتجات الطبية، وإدارة المستشفيات والصحة العامة، والطب التقليدي. وكان الدكالي قد ترأس باسم الجانب العربي، رفقة وزير الصحة الوطنية الصيني، السيد ما شيا وي، الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للمنتدى العربي- الصيني للتعاون في المجال الصحي. وأشاد الدكالي، في كلمة بالمناسبة، بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدان العربية والصين، وكذا علاقات الصداقة والتعاون المثمرة بين المغرب والصين، مشيرا إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جي بينغ تساهم في إحياء التعاون الصيني العربي وإعطاء دينامية جديدة للشراكة الاستراتيجية.